صمود وانتصار

تجدد الاشتباكات في خور مكسر

معارك عدن تضاعف معاناة المواطنين والاشتباكات بين مليشيات الإمارات تمتد إلى أبين

الصمود | شهدت مديرية خور مكسر بمحافظة عدن المحتلة مساء الثلاثاء الماضي تجددا للمعارك بين فصائل مليشيات المجلس الانتقالي التابع للإمارات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة استمرت حتى فجر أمس الأربعاء.
وأفادت مصادر مطلعة أن اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة اندلعت مساء الثلاثاء واستمرت حتى ساعات الفجر الأولى من صبيحة يوم أمس الأربعاء، مشيرة إلى أن دوي الانفجارات وأصوات الرصاص في المواجهات التي دارت في محيط جزيرة العمال سُمعت في العديد من أحياء خور مكسر والشيخ عثمان.
وأوضحت المصادر أن الاشتباكات أدت إلى قطع الطريق الذي يربط مدينة الشيخ عثمان ومناطق خور مكسر والمعلا وكريتر وايقاف حركة المواطنين منذ الساعة العاشرة والنصف من مساء الثلاثاء وحتى صباح الأربعاء.
وبعد توقف المواجهات شوهدت العديد من الدبابات والأطقم والمدرعات العسكرية وهي تسحب إلى خارج جزيرة العمال التي تم تسليمها للمدعو أوسان الغشلي بعد أن شهدت اشتباكات عنيفة على مدى ثلاثة أيام وأدت إلى توقف حركة الطيران وحركة السير في طريق الجسر.
ولم تتوقف المواجهات عند حدود جزيرة العمال حيث اندلعت مواجهات متوسطة الحدة بين قوات أمنية في جولة بدر ومعسكر طارق من جهة وقوات العاصفة وقوات مكافحة الإرهاب، حيث يتبع الفصيل الأول مدير أمن عدن السابق المرتزق “شلال شايع” فيما يتبع الآخر “عيدروس الزُّبيدي”.
تورط قيادات أمنية
وفي سياق متصل كشفت مصادر مطلعة عن تورط ما يسمى بمدير أمن عدن المرتزق “مطهر الشعيبي” في الأحداث التي شهدتها منطقة خور مكسر بين الفصائل الأمنية التابعة لمليشيات المجلس الانتقالي.
وقالت المصادر أن “الشعيبي” أدار أحداث خور مكسر بخبث، مؤكدة أن الشعيبي لعب دورا مزدوجا حيث كان يعطي تعليمات بالتليفون لكلا الفصيلين المتحاربين بهدف تأجيج الصراع، واصفة توجيهاته بأنها كانت كمن يصب الزيت على النار، وتسببت في سفك دماء الكثير من الجنود.
وفي تطور للمشهد الأمني الذي يزداد تدهورا في مدينة عدن المحتلة تعرض قيادي عسكري موالٍ للفار “هادي” لمحاولة اغتيال -فجر الثلاثاء- بتفجير مفخخ في مديرية خور مكسر.
وذكر شهود عيان أن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة “الخضر شناع” -القيادي في القوات البحرية- أمام منزله في حي الخبراء الروس.. وأشاروا إلى أن الانفجار خلّف أضراراً مادية بالسيارة والمنزل.
وتأتي العملية عقب يومين من عملية مماثلة استهدفت مدير الدائرة المالية بوزارة داخلية حكومة المرتزقة “نايف الحميدي” الذي استهدفت سيارته بقذيفة خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت بين قوات الطوارئ التي يقودها “صامد سناح” المتمركزة في جزيرة العمال وفصيل آخر ينتمي لقوات الطوارئ التابعة للقيادي “محمد حسين الخيلي”.
معارك عدن تضاعف معاناة سكانها
انعكست الاشتباكات والمواجهات العسكرية التي شهدتها مدينة عدن سلبا على حياة المواطنين حيث شكا سكان عدن من تداعيات الاشتباكات الأخيرة التي اندلعت في مديرية خور مكسر.
وأكد المواطنون أن الاشتباكات التي اندلعت بين فصائل مليشيات الانتقالي أدت إلى انقطاع الكهرباء والمياه والكثير من الخدمات عنهم، مشيرين إلى أن الفوضى الأمنية وتداعياتها على كافة مجالات الحياة، ضاعفت من معاناتهم وجعلتهم يعيشون حياة مملوءة بالخوف والجوع.
واتهم المواطنون القيادات الأمنية والعسكرية والمحلية بالفساد والإمعان في مضاعفة معاناتهم وعدم الاهتمام بقضاياهم الأساسية.
وأشاروا إلى أن الصراعات الأمنية والسياسية بين القوى والفصائل المتناحرة أدت إلى انتشار الفوضى وارتفاع معدل البطالة وانعدام أبسط مقومات الحياة الضرورية في مناطق سيطرة تحالف العدوان الذي وعد بأن يجعل من عدن مدينة تضاهي دبي وغيرها من المدن التجارية العالمية، إلا أنه عمل على تدميرها بدلاً من ذلك.
قتلى وجرحى في اشتباكات بأبين
وفي مدينة جعار بمحافظة أبين المحتلة، اندلعت اشتباكات عنيفة -ليل الاثنين- بين فصائل المجلس الانتقالي، بسبب خلافات على المرتبات بين أفراد معسكر 7 أكتوبر التابع لمليشيات المجلس الانتقالي التابع للإمارات.
ووفقا لمصادر محلية فقد تطورت الخلافات إلى نشوب مواجهات مسلحة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، الذين تم نُقلهم إلى مستشفى الرازي بمدينة جعار.
وتأتي هذه الاشتباكات امتدادا لاشتباكات مماثلة اندلعت -في يناير 2020- حيث شهد المعسكر مواجهات سقط على إثرها عدد من القتلى والجرحى من منتسبي ما تسمى قوات الحزام الأمني، وذلك بسبب خلافات على المرتبات التي تصرفها دويلة الإمارات لقوات الانتقالي.
ويعاني منتسبو الحزام الأمني من انقطاع مرتباتهم لعدة أشهر بالإضافة إلى استقطاعها من قِبل القيادات الأمنية، وبدون مسوغ قانوني، الأمر الذي يدفع الجنود والضباط إلى مواجهة تلك القيادات التي يتهمونها بنهب مستحقاتهم المالية.