صمود وانتصار

سلمت طائرات «F-22» للإمارات التي تكثف اتصالاتها مع الموساد اليهودي لمساعدتها

الصمود | تواصل دويلة الإمارات البحث عن أطواق النجاة من الضربات اليمنية بطلب أسلحة أمريكية ، وإجراء اتصالات مكثفة مع الموساد الصهيوني، طلبا للمساعدة في صنع قبة حديدية تحتمي بها من ضربات الشعب اليمني.
ووصلت السبت الماضي طائراتٌ مقاتلةٌ أمريكيةٌ، من طراز «F-22»، إلى الإمارات ، وذلك بعد الطلب الإماراتي من الولايات المتحدة بـ”المساعدة”، في أعقاب عمليات إعصار اليمن الثلاث التي شنّتها القوات المسلحة اليمنية بطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية ومجنحة ، ردّاً على مشاركة دويلة الإمارات في العدوان على اليمن.
وقالت القوات الجوية الأمريكية إنَّ «طائرات رابتور وصلت إلى قاعدة الظفرة الجوية، في أبو ظبي الإماراتية ، كجزءٍ من مظاهر متعددة الأوجه للدعم الأمريكي، بعد سلسلةٍ من الهجمات طوال شهر كانون الثاني/يناير، هددت القوات المسلحة الأمريكية والإماراتية المتمركزة في المنشأة المضيفة».
ويوم الأحد قبل الماضي، زار الجنرال كينيث ماكنزي، رئيس القيادة المركزية الأمريكية، الإمارات.. وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، نقلاً عن ماكنزي، أنَّ «أمريكا تعمل مع الإمارات لإيجاد حلولٍ لمكافحة هجمات الطائرات بدون طيار قبل إطلاقها».
وقال رئيس القيادة المركزية الأمريكية إنَّ «الضربات اليمنية للإمارات تمثّل تغييراً جذرياً»، وأعلن أنَّ “الولايات المتحدة سترسل سرباً من طائرات F-22 “ ، وتابع: «لقد أحضرنا مدمرةً في مدمرةٍ صاروخيةٍ موجّهةٍ، لديها قدراتُ دفاعٍ صاروخيٍّ باليستيٍّ.. وستقوم بدورياتٍ في مياه الإمارات، وتعمل عن كثب مع المدافعين الجويين الإماراتيين لحماية بلادهم».
إلى ذلك كشفت مصادر دبلوماسية متطابقة، عن تكثيف النظام الإماراتي اتصالاته مع قيادة الموساد الصهيوني لتأمين حصوله على مضادات أرضية وتعزيز قدرات النظام الإماراتي العسكرية ، وذكرت المصادر أن دويلة الإمارات تعتبر الموساد حلقة الوصل الرئيسية مع العدو الصهيوني وتريد من خلاله تقريب وجهات النظر مع العدو بشأن إبرام صفقات تسليح ما زال العدو يرفض الموافقة عليها.
يأتي ذلك فيما قالت مصادر صهيونية لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني، إن إعطاء أنظمة دفاع جوي للإمارات قد يضر بالتفوق التكنولوجي لإسرائيل ، بل وربما يثير غضب واشنطن ، وكشف الكاتب الإسرائيلي يوسي ميلمان- في مقال نشره الموقع البريطاني- أن حكام دولة الإمارات لجأوا إلى العدو الصهيوني ؛ طلبًا للمساعدة العسكرية في أعقاب الهجمات الصاروخية والطائرات المسيَّرة الأخيرة، التي شنت من اليمن.
وأشار ميلمان إلى أن أحدث هجوم بطائرة مسيَّرة وقع خلال زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى أبوظبي مؤخرا ، ولم يكن الهجوم الذي تزامن مع زيارة الرئيس الصهيوني للعاصمة الإماراتية، هو أول تهديد من اليمن للكيان الصهيوني بل سبق ذلك تهديد من أنصار الله لضرب إيلات في جنوب الكيان الصهيوني.
وردًّا على ذلك، يقول الكاتب “زاد كيان العدو قبل عامين من حالة التأهب في منطقة إيلات ونشر أحيانًا بطاريات القبة الحديدية هناك استنادًا إلى تحذيرات استخباراتية، وفي الوقت نفسه، كثَّف الموساد والاستخبارات العسكرية من رصد اليمن وجمع المعلومات هناك”.
وفي الآونة الأخيرة، زار دولة الإمارات وفد إسرائيلي رفيع المستوى يتألف من مسؤولي وزارة الدفاع والموساد والمسؤولين التنفيذيين لصانعي الأسلحة الصهاينة ، ولفت الكاتب إلى أن المسؤولين الإماراتيين يُولون اهتمامًا خاصًا بالدفاعات الجوية الصهيونية الصنع، مثل منظومة القبة الحديدية ومقلاع داوود وأرو، بالإضافة إلى أنظمة الرادار، مشيرًا إلى أن جميع الأنظمة الإماراتية والسعودية المضادة للصواريخ حتى الآن هي صناعة أمريكية، مثل بطاريات باتريوت وأنها فشلت.
وقالت مصادر صهيونية للموقع البريطاني، إنها تدرس الطلب الإماراتي، لكنها أضافت تحذيرًا، انطلاقًا من كون الأمر خطيرًا، ويجب التعامل معه بحذر، وسيتعين عليهم إحداث توازن بين الرغبة في بيع الأسلحة في جميع أنحاء العالم، والحاجة إلى حماية معداتهم الحساسة صهيونية الصنع، وقد أعلن العدو الصهيوني رسميًّا هذا الأسبوع منحها تراخيص تصدير عسكرية إلى 139 دولة.
ولفت إلى أن تقارير أفادت أن السعودية أبدت اهتمامها في الماضي بشراء أنظمة القبة الحديدية؛ وحتى الآن، باع الصهاينة أجزاءً من مكونات القبة الحديدية، مثل الرادارات والتحكم الأرضي، إلى سنغافورة وأذربيجان، ولكنها لم تبع الصواريخ الاعتراضية، التي تصنعها شركة رافائيل المملوكة للكيان الصهيوني ، واشترت واشنطن نظامين من أنظمة القبة الحديدية لتقييم مدى فعاليتهما.
ويزعم العدو الصهيوني أنه خلال حروبه في غزة، أظهرت منظومة القبة الحديدية معدل اعتراض بنسبة 92% عند إسقاط صواريخ حماس، لكن خبراء يشككون في ذلك ويقولون إنها مجرد ادعاءات صهيونية غير صحيحة.
ومنذ أن بدأ التطبيع الخياني بين الكيانات الخليجية بتوقيع اتفاقات الخيانة في عام 2020م، تمكَّن العدو الصهيوني من فتح علاقات دبلوماسية وتجارية كاملة مع دويلة الإمارات والبحرين والمغرب لاحقًا، فضلًا عن تعزيز علاقاته الاستخباراتية معهم، ولم تعد هناك حاجة لإبقاء التعاون طي الكتمان ، لكن العدو نفسه يرفض منحهم أسلحة ومنظومات عسكرية صهيونية.
وشهد الشهر الماضي 4 هجماتٍ على الإمارات، أعلنت القوات المسلحة اليمنية مسؤوليتها عن 3 منها “عمليات إعصار اليمن” ، آخرها نهاية الشهر وهي عملية إعصار اليمن الثالثة، فيما وتبنّت جماعة “ألوية الوعد الصادق في الجزيرة العربية” العملية الرابعة.