مشاركتها في العدوان لا تقتصر على البحر كما تؤكد القاهرة.. مرتزقة السيسي على اليابسة اليمنية
مشاركتها في العدوان لا تقتصر على البحر كما تؤكد القاهرة.. مرتزقة السيسي على اليابسة اليمنية
الصمود../
شرعية العمالة تعترف بوصول قوات مصرية إلى محافظة المهرة المحتلة، وتعبر عن استيائها من عدم التنسيق معها في الأمر؛ وكأنها صاحبة سيادة فعلاً تستطيع أن تقول وأن تفعل، وليست مجرد أداة رخيصة بيد المحتل السعودي والإماراتي يسخرانها كيفما أرادا. فأحرى بها ألا تستاء من أي شيء يحدث، حيث لا يضير أن تضاف قوات إلى قوات، بعد أن جعلت البلاد مستباحة أمام كل شذاذ الآفاق، ثم تأتي لتعبر عن استيائها من تواجد القوات الأجنبية في «أراضيها السيادية»!
وصلت إلى محافظة المهرة المحتلة، الأسبوع المنصرم، قوات مرتزقة مصرية، استقدمها تحالف الاحتلال على متن سفن وطائرات تابعة له، لما قال إنها «محاولة لتخفيف الاحتقان السائد من تواجد القوات الأجنبية».
وأفادت مصادر مطلعة بأن قوات مصرية وصلت إلى مطار الغيضة الدولي على متن طائرات عسكرية تابعة للعدو السعودي، فيما أوضحت أن قوات مصرية أخرى وصلت عبر سفن إلى ميناء نشطون.
وأضافت المصادر أن القوات التي وصلت تتشكل من ضباط وخبراء أسلحة وعمليات بحرية، مشيرة إلى أن الاحتلال السعودي دفع بوحدات عسكرية من المرتزقة المحليين لحماية وتأمين مقر القوات المصرية داخل المطار.
ويرى مراقبون أن استقدام قوات مصرية إلى المهرة والجزر اليمنية يأتي بعد لقاء جمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، تم فيه الاتفاق على إرسال قوات مصرية كغطاء للتواجد السعودي البريطاني الإماراتي بذريعة «حماية الأمن القومي العربي وحماية المياه الإقليمية والملاحة الدولية».
وبحسب المراقبين، تتمثل طبيعة المهام التي ستنفذها القوات المصرية في تقديم دعم لوجستي لقوات تحالف الاحتلال وتأمين مناطق نفوذها في الموانئ ومنابع الطاقة، في ظل انعدام الثقة بين قوات الاحتلال بقيادة السعودية من جهة وحلفائها من مرتزقة الإمارات والعميل هادي والخونج من جهة أخرى؛ حيث تزايدت حدة التوترات بين مكونات ما تسمى «الشرعية» في أكثر من محافظة محتلة، خصوصاً في المهرة وسقطرى وحضرموت الوادي وشبوة.
وكانت قوات مصرية مكونة من ضباط وخبراء وصلت في 29 كانون الثاني/ يناير 2022 إلى محافظة عدن المحتلة، لتتولى تدريب مرتزقة الإمارات على استخدام أسلحة نوعية جديدة.
كما أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها استقدام قوات مصرية إلى المحافظات الشرقية لليمن، حيث كشف موقع استخبارات فرنسي، في وقت سابق، وصول خبراء مصريين إلى محافظتي حضرموت وشبوة المجاورتين.
ولم يعرف بعد دوافع الانتشار المصري في اليمن في هذا التوقيت الذي تشهد فيه سواحل اليمن المحتلة سباقاً دولياً للاستحواذ عليها وإعادة رسم خارطة البلد الذي يتعرض للعدوان والحصار منذ 7 سنوات، في ظل احتلال استباح محافظات اليمن الجنوبية والشرقية، وتحديداً محافظة المهرة، أمام التواجد الأجنبي؛ حيث استقدم إلى جانب القوات المصرية، قوات بريطانية وأمريكية رغم بعدها أكثر من 1000 كيلومتر عن مناطق المواجهات مع قوات الجيش واللجان الشعبية.
مسؤول دنبوعي: لا ندري ماذا يحدث في مطار الغيضة!
من جانبه، اعترف مسؤول في شرعية العمالة بوصول قوات مصرية إلى محافظة المهرة، مؤكداً عدم معرفة «سلطات هادي» بمجريات ما يحدث في محافظة المهرة المحتلة.
وأكد المرتزق بدر كلشات، المعين من قبل العميل هادي وكيلاً لمحافظة المهرة، الأحد، وصول قوات مصرية، معبراً عن استيائه من عدم تنسيق تحالف الاحتلال معهم حول الأمر.
وقال كلشات في تصريحات متلفزة: «للأسف فوجئنا بأن هناك تواجداً لقوات مصرية في مطار الغيضة، ولا ندري ما طبيعة عمل هذه القوات في محافظة المهرة»، معترفاً بأن «التحالف هو من جلب القوات المصرية إلى المهرة».
وأبدى المسؤول في حكومة العميل هادي استياءه من توافد القوات الأجنبية إلى المهرة وتحويلها مطار المحافظة إلى قاعدة عسكرية لقوات متعددة الجنسيات، بالقول: «لا ندري ماذا يدار داخل هذا المطار».
وبالرغم من أن كلشات حاول في لقائه التلفزيوني، التحدث بلسان أبناء محافظة المهرة وأنهم لن يسمحوا بتواجد أي قوات أجنبية على أراضيهم وأن تكون المهرة مسرحا للصراعات المسلحة، إلا أنه نسي أنه يمثل سلطات ارتزاق طالما هتفت لوجود تلك القوات، ولم تدخر جهداً ولا صوتاً إلا وسخرته خدمة لأجندة المحتل السعودي والإماراتي. أما تساؤله: «لا ندري ما هو سبب التواجد ولماذا لا يتم التنسيق مع السلطة المحلية؟!»؛ فأحرى به حسب مراقبين أن يخجل منه ولا يعود إليه مرة أخرى.
في النهاية، يبقى التعويل على أبناء المهرة الأحرار أنفسهم، بمختلف تكويناتهم السياسية والاجتماعية، والذين قد قاموا بالكثير من أجل التصدي للقوات الأجنبية المحتلة التي تتواجد في المهرة.
تقرير: نشوان دماج / صحيفة لا