صمود وانتصار

بوتن في الجانب الصحيح من التاريخ

الصمود  | احداث ومتغيرات وتحولات هذا العالم مترابطة وهي ناتجة عن تراكمات احداث سابقة صغرت او كبرت وما كان لدولة وجدت لتكون امبراطورية مثل روسيا ان تخضع او تستسلم لإرادة الاستكبار والغرور والصلف الأمريكي.

من نافلة القول ان الإدارة الامريكية يؤتى بها لتحقيق اهداف تحقق السيطرة والهيمنة على دول العالم ونهب خيراتها وثرواتها وهذا لا يتحقق الا بافتعال الازمات والصراعات ومعروف للعالم كله ان الرؤساء الامريكان وحتى بعض الوزراء لديهم جهل فاضح بالتاريخ والجغرافيا وهم ينفذون ما تملي عليه مراكز القرارات من الشركات والاحتكارات الكبرى سواء النفطية او المجمع الصناعي العسكري وحتى مطاعم ماكدونالد وهمبرجر.

مع ذلك نقول انه لا يمكن مثل هذا الغباء والسذاجة ان يحقق هذه الهيمنة وللأمانة هناك مراكز دراسات وبحوث تتبع تلك الشركات والاحتكارات والأجهزة وتمتلك تمويلات كبيرة وفيها خيرة العقول في العالم التي يجري توظيفها باتجاهات شريرة تخدم الهيمنة ولا يهم الكيفية التي بها تتحقق ولا يهم الأساليب والوسائل وهي في مجملها ذات طبيعة تدميرية ودموية لهذا مثل هذه السياسة هناك دوما من يتصدى لها وهنا تأتي ما يسمى بالبرجماتية او النفعية التي تحدث تغيير في الخطط او تلغيها لتفتح الطريق لسيناريوهات وكل هذا أيضا تنتجه تلك العقول الشريرة.

كل ما سبق سوف يمكننا من تفسير القرارات التي اتخذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن حول الاعتراف بإقليمين هما لوجانيسك ودونيتسك وهذه القرارات لم تأتي فجأة بل بعد معاناة وبعد استشعار اخطار ما تسعى اليه أمريكا من استهداف لروسيا التي منذ ان ظهرت كدولة من كيفسكي روس وانتقالها من الوثنية الى المسيحية في كنيستها الشرقية الأرثوذوكسية في عهد فلاديمير الحكيم حتى انتقلت الى موسكو في عهد ايفان الرهيب وفي هذه الفترة تجلت مظاهر ولادة الإمبراطورية الروسية.

بكل تأكيد القرارات التي اتخذها الرئيس الروسي جاءت بعد ان استنفذ كل الخيارات لاحترام وتقدير دولة كبيرة وعظيمة مثل روسيا ولكن العنجهية الامريكية قد ذهبت بعيدا في صلفها واستعلائها الذي اصبح لا يفرق بين جمهورية الموز في أمريكا اللاتينية وروسيا الذي ستعيد لهذا العالم توازنه عبر نظام جديد متعدد الأقطاب ومعها في هذا التوجه الصين وحتى مصالح أوروبا تقتضي مصلحتها ان تنخرط في هذا النظام وحتى دول مثل الصين واليابان والبرازيل وتركيا وايران ستكون ضمن هذه الأقطاب ونتمنى ان يكون الوطن العربي مساهما في تشكيل هذه المنظومة العالمية الجديدة ولكن ما نيل المطالب بالتمني..اين كانت التهديدات بالعقوبات وأين كان الإرهاب الإعلامي الذي تمارسه أمريكا وحلفائها واتباعها وادواتها فان روسيا تنتصر للإنسانية وتقف في هذا في الجانب الصحصح من التاريخ.