ردود الأفعال الدولية تتوالى حول بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
توالت ردود الأفعال الدولية، عقب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فجر اليوم الخميس، بدء تنفيذ عملية خاصة لحماية إقليم دونباس متعهداً بتدمير أي معتد محتمل على روسيا.
وفي هذا السياق ندد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالعملية العسكرية الروسية واصفا إياها بالـ “هجوم غير مبرر”.. مشيرا إلى إجراءه اتصالا مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وتوعد روسيا بـ”عقوبات قاسية”.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنه ناقش مع أمين حلف الناتو رد الحلف على التصرفات الروسية بحق أوكرانيا.
كما أعلنت الولايات المتحدة نيتها طرح مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين العملية الروسية.
بدوره أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن إجرائه اتصالا مع زيلينسكي، وقال: إن بريطانيا وحلفاءها “سيردون بحزم” على العملية الروسية.
فيما اعتبرت ألمانيا العملية العسكرية الروسية “انتهاك فاضح” للقانون الدولي، وأدانت إيطاليا بشدة إجراءات روسيا بحق أوكرانيا.
من جهته أدان أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ العملية الروسية، قائلا إنها تعرض “عددا لا حصر له” من الأرواح للخطر.
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى “وقف النزاع بين روسيا وأوكرانيا الآن”.
وتعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية بـ”معاقبة الكرملين” على إجرائه العسكري.
إلى ذلك دعا الاتحاد الأوروبي روسيا إلى الوقف الفوري للعملية العسكرية ضد أوكرانيا، وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين، في بيان مشترك: “ندعو روسيا للوقف الفوري للعمليات العسكرية وسحب قواتها من أوكرانيا، والاحترام الكامل لوحدة أراضيها وسيادتها واستقلالها”.
وأعلن شارل ميشيل أن المجلس ومجموعة السبع سيجتمعان اليوم لإعلان المزيد من الخطوات ضد الأعمال الروسية غير القانونية ولدعم أوكرانيا.
وتوعد رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل، بموافقة سريعة على حزمة جديدة من العقوبات الأوروبية ضد روسيا، على خلفية إطلاقها عملية عسكرية خاصة ضد أوكرانيا.
وكتب بوريل على “تويت”ر: “سننظر مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في الحزمة التالية من العقوبات بالتنسيق الوثيق مع شركائنا. وسيتبنى مجلس الاتحاد الأوروبي هذه الحزمة بسرعة”.
واعتبر رئيس الوزراء الياباني أن الهجوم الروسي على أوكرانيا يهز أسس النظام العالمي.
من جهتها اعتبرت الخارجية الصينية أن القوات الروسية في أوكرانيا ليست غزوا كما تصف بعض وسائل الإعلام الأجنبية.
وكان الرئيس الروسي قد أعلن في بيان متلفز اليوم: أن جمهوريتي إقليم دونباس الشعبيتين دونيتسك ولوغانسك توجهتا إلى روسيا بطلب المساعدة ونظراً لذلك تم اتخاذ قرار يتطابق مع المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وبموافقة مجلس الاتحاد الروسي بتنفيذ العملية الخاصة التي يكمن هدفها في حماية الناس الذين يتعرضون على مدى ثمانية أعوام للإبادة من قبل نظام كييف”.. مشدداً على أن روسيا لا تريد احتلال أوكرانيا ولكنها تسعى لإزالة النزعة العسكرية والمتعصبة قومياً في أوكرانيا.
وأضاف بوتين: “إن الظروف الراهنة تتطلب أعمالاً حازمة وفورية حيث لم يتركوا لروسيا أي خيار آخر للدفاع عن مواطنيها سوى ذلك الخيار الذي نرى أنفسنا مضطرين لاستخدامه اليوم”.
وأشار بوتين إلى أن حلف الناتو يخلق من سنة إلى أخرى إخطاراً جسيمة بتوسعه نحو الشرق واقتراب بناه التحتية من حدود روسيا حتى تكاد تلتصق بها مشدداً على أن مجمل تحالف البلدان الغربية الذي أقامته الولايات المتحدة هو امبراطورية الكذب.
وأوضح أن روسيا لا تعتزم احتلال أراضي أوكرانيا ولكنها تؤيد حق الشعوب بتقرير المصير وقال: “إن روسيا من أقوى الدول النووية في العالم ولذا لا يجب أن يساور الشك أي معتد محتمل بأنه سوف يدمر بالكامل وأن أي هجوم على روسيا سيفضي إلى عواقب وخيمة على المعتدين”.. مشيراً إلى أن روسيا تملك بالإضافة إلى ذلك أفضلية معينة في عدد من أحدث أنواع الأسلحة.
وشدد بوتين على أن العدالة والحقيقة إلى جانب روسيا مؤكداً ثقته بأن العسكريين الروس يتسمون بالمهنية والبسالة ويؤدون واجبهم بإخلاص.
كما أكد بوتين أن روسيا الاتحادية سترد فوراً على أي محاولات لخلق إخطار على شعبها محذراً من يمكن أن تراودهم أوهام التدخل في الأحداث الجارية من أن ذلك سيسفر عن عواقب لم يروها في تاريخهم وأن روسيا مستعدة لأي تطور للأحداث وقد تم اتخاذ جميع القرارات اللازمة لذلك.
ولفت إلى أن مصير روسيا في أيد أمينة لشعبها متعدد القوميات وهذا يعني أن القرارات المتخذة ستنفذ والأهداف ستتحقق وأن أمن روسيا مضمون تماماً مؤكداً الثقة بدعم الشعب وبتلك القوة التي لا تقهر.
وبين بوتين أن ضعف وتفكك الاتحاد السوفييتي أديا إلى خرق توازن القوى في العالم وخروج المعاهدات والاتفاقيات السابقة عن العمل واقعياً وقال إن الاتحاد السوفييتي سعى بكل الوسائل قبيل نشوب الحرب العالمية الثانية عام 1940 وبداية عام 1941 من القرن الماضي لدرء أو على الأقل إرجاء نشوب الحرب وعمل كل ما بوسعه لعدم استفزاز المعتدين المحتملين ولم يقم بتنفيذ أعمال واضحة كل الوضوح أو أنه أرجأها من أجل الاستعداد لصد العدوان.
وحث بوتين الجنود الأوكرانيين على إلقاء أسلحتهم على الفور والعودة إلى ديارهم.. مشدداً على أن روسيا لن تسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية.
من جهتها أكدت أوكرانيا أن روسيا بدأت غزوا واسع النطاق لأراضيها، وذلك بعد إعلان الرئيس الروسي صباح اليوم الخميس إجراء عملية عسكرية خاصة في إقليم دونباس.
وأفادت وكالة إنترفاكس الأوكرانية بوقوع هجمات صاروخية على منشآت عسكرية في جميع أنحاء أوكرانيا وبأن القوات الروسية قامت بعمليات إنزال في مدينتي أوديسا وماريوبول الساحليتين في الجنوب، كما أبلغت عن إخلاء موظفين وركاب لمطار بوريسبيل في كييف.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة اليوم: “بدأ بوتين للتو غزوا واسع النطاق لأوكرانيا.. وتتعرض المدن الأوكرانية السلمية للضربات”. مضيفاً: “هذه حرب عدوانية، أوكرانيا ستدافع عن نفسها وستنتصر. يمكن للعالم أن يوقف بوتين ويجب عليه ذلك. حان وقت العمل الآن”.
وذكرت إنترفاكس إن قوات روسية تقوم بإنزال في ماريوبول وأوديسا.
وتشكل ماريوبول أكبر مدينة أوكرانية على خط الجبهة ويبلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة.
ونقل موقع أوكرانيسكا برافدا الإخباري عن مسؤول بوزارة الداخلية الأوكرانية قوله اليوم: إن مراكز القيادة العسكرية الأوكرانية في مدينتي كييف وخاركيف تعرضت لهجوم صاروخي.
وأعلن مسؤول حكومي أوكراني أن 6 أشخاص على الأقل قتلوا جراء قصف روسيا قاعدة عسكرية في مقاطعة أوديسا جنوب البلاد.
وذكر مستشار وزير الداخلية الأوكراني، أنطون غيراشينكو، على قناته في “تيليغرام”، نقلا عن الشرطة، أن القصف الذي تعرضت له القاعدة العسكرية رقم 0173 في مدينة بودولسك بمقاطعة أوديسا خلف 6 قتلى و7 جرحى، بينما لا يزال 19 شخصا في عداد المفقودين.
كما أشار غيراشينكو إلى أن شخصا قتل وأصيب 2 جراء القصف الروسي في مدينة ماريوبول.
من جانبه، أعلن حرس الحدود الأوكراني في بيان له عن مقتل ثلاثة من عناصره جراء العملية الروسية.
وسمع شهود عيان من وكالة “رويترز” في كييف دوي سلسلة انفجارات بعد وقت قصير من إعلان روسيا عن عملية عسكرية في أوكرانيا.
وأعلن الرئيس الأوكراني فرض الأحكام العرفية على جميع أراضي الدولة، كما حكومته أيضا إغلاق مجالها الجوي أمام الطيران المدني بعد إعلان فلاديمير بوتين شن عملية عسكرية ضد هذا البلد.
وأعلنت وزارة البنية التحتية الأوكرانية في بيان على موقعها الالكتروني إغلاق المجال الجوي.. مشيرة إلى “وجود مخاطر أمنية عالية”.
وبالمقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها لم تنفذ ضربات صاروخية وجوية على المدن الأوكرانية بل على مواقع عسكرية.
كما أعلنت قوات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك بدء هجوم على مواقع القوات المسلحة الأوكرانية على طول خط التماس في إقليم دونباس.
وقال نائب قائد القوات الشعبية في جمهورية دونيتسك إدوارد باسورين إن قوات الجمهورية تهاجم مواقع القوات المسلحة الأوكرانية على طول خط التماس بأكمله مستخدمة جميع وسائل التدمير المتاحة لها.
ولفت باسورين إلى أن قوات بلاده أسقطت الكثير من الطائرات المسيرة الأوكرانية داعياً أفراد القوات الأوكرانية إلى إلقاء سلاحهم.
بدورها أعلنت جمهورية لوغانسك الشعبية في بيان أن قواتها شنت عملية عسكرية في بلدة شاستيا الواقعة تحت السيطرة الأوكرانية في إقليم دونباس في حين أعلن مسؤول في وزارة الداخلية الأوكرانية أن بلدة شاستيا سقطت في أيدي قوات لوغانسك.
وسيطرت قوات جمهورية لوغانسك الشعبية على بلدتي شاستيا ولوغانسكايا بعد طرد القوات الأوكرانية منهما.
وقال مستشار وزير داخلية جمهورية لوغانسك فيتالي كيسيليوف: “إن لوغانسكايا وشاستيا باتتا تحت سيطرة قوات جمهورية لوغانسك”.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها قامت بتعطيل البنية التحتية العسكرية للقواعد الجوية الأوكرانية إضافة إلى إسكات دفاعاتها.
ونفت الوزارة في بيان اليوم التقارير الصحفية التي تحدثت عن إسقاط طائرات روسية فوق أوكرانيا.. مشيرة إلى أن تلك الأنباء لا أساس لها من الصحة.
ولفتت الوزارة إلى أن جنود حرس الحدود الأوكراني لا يبدون أي مقاومة للوحدات الروسية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت استهداف البنية التحتية العسكرية ومنشآت الدفاع الجوي والمطارات العسكرية وطيران الجيش الأوكراني بأسلحة عالية الدقة بالتوازي مع قيام قوات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ببدء هجوم على مواقع القوات المسلحة الأوكرانية على طول خط التماس في إقليم دونباس.