صمود وانتصار

هادي.. وآخر ابداعاته في خدمة البلاط

 

حميد دلهام

آخر قرارات هذا الرجل تعكس شخصيته، و نفسيته المتأزمة.. ولكن بوضوح أكثر هذه المرة.

بداية تجدر العودة إلى تاريخه، وماضيه السياسي.. فالرجل لم يبدأ المشوار بنبوغ ملحوظ، وهويه خاصه.. وتفرد واستلاليه.. وحرفيه شخصية ذاتيه في اتخاذ القرار.. وتسجيل المواقف بعيدا عن تأثير الاخرين.

رجل ظل.. و(شاقي مخ….) لا يجيد إلا تنفيذ قرارات الاخرين.. بدأ مشواره السياسي بمنصب النائب الصامت.. وظل على ذلك زمنا طويلا.. وافنى جزء لا بأس به من عمره السياسي في خدمة القصر الرئاسي.. ولم يسجل له التاريخ اي قرار خاص يثبت جرأة سياسيه.. واستقلالية يبنى عليها.. وتعقد عليها امال في انه يحمل شخص الرئيس القادم.

جاءت احداث 2011 وما تلاها من تطورات.. اوصلته الى كرسي الرئاسة.. فقعد عليه جسما.. لا فعلا.. فراح يصارع ويعاني ويتلقى الضغوط الصعبة من تيارات متناقضة متصارعة.. فتارة يصغي لهذا واخرى لذاك.. و راح يتخبط في قراراته، التي هي عبارة عن قرارات جهات معينه.. والتي من ابرزها قرار إعادة هيكلة الجيش، وما مثله وقدمة ذلك القرار من خدمه جليله للعدوان.. نظرا لآثاره المدمرة على الجيش اليمني وقدرته القتالية.

لم يثبت هادي بانه رجل المرحلة.. مما ادى الى تداعيات خطيره.. اوصلته الى حد تقديم الاستقالة.. والتخلي عن منصب الرئيس.. ربما كان قرار الاستقالة اول قرار يصدر من مشكاة الرئيس هادي الخاصة.. وكانت ستكون نهاية مشرفه لمشوار الرجل السياسي فيما لو استمر عليها.

لكنه كالعادة.. لا يستطيع الا تنفيذ اوامر وقرارات الاخرين.. فتلقى الأوامر بالهروب والنكوص عن الاستقال..

فأجاب وابدع.. وتحول الى ثعلب مكار.. وفر الى عدن.. واعلن من هناك قرار العودة الى فضاء الرئاسة من باب التحايل والتمسك بالقشور القانونية.

لم يدرك هادي بانه بدأ بذلك اخطر و أقذر مراحل اداءه السياسي.. وبما يضمن له سوء الخاتمة.. ولعنة التاريخ الأبدية. ..لم يدرك بان اعداء الوطن الحقيقيون اوقعوه في فخ شماعة العدوان.. واتخاذه الحجة الواهية لتنفيذ مخطط اجرامي ضد الشعب اليمني،  اعد سلفا، وبمده زمنيه بلغت السته الاشهر.

لم يدرك بانه فتح على شعبه ابواب الجحيم.. وانه سيتسبب في قصف شعبه بأكثر من مائه وخمسين الف غارة.. بأحدث الطائرات الحربية .. وبمختلف انواع الأسلحة.. حتى المحرمة منها دوليا.. كالعنقودية.. والنيترونية.. والفراغية.

و يستمر مسلسل العمالة والارتهان للآخرين لدى هادي.. حتى وان ادى ذلك الى خيانة رفاق الدرب والانقلاب عليهم…فقرارته الأخيرة التي اطاحت ببحاح.. واحتل الجنرال مكانه نائبا للرئيس.. لم تكن لا وطنيه فحسب.. بل حتى لا أخلاقية.

فبحاح رفيق درب.. و لا وجه للمقارنة بين قدراته الإدارية وكفاءته مع كفاءات خلفه الجنرال، وليس المجال هنا للتفضيل…وانما للمقارنة المجردة.. فهناك السيئ.. ولكنه يوجد الأسوأ.. ومن الغباء ان تضع الاسوأ مكان السيئ.

من يقرأ القرار بتمعن يجد انه لم يراعي أي مصلحه وطنيه.. كما يدعي هادي وفريقه المتخاذل…فهو فقط وفقط، يخدم اجندة العدو الاكثر حقدا والأشد عداوة للشعب اليمني…ولا مبالغة اذا وصف القرار بالسعودي الصرف.. والذي وضع فيه هادي كل قدراته و ما جرى تسويقه زورا وبهتانا من شرعيته تحت تصرف البلاط.. وفي خدمة صاحب الجلالة.. حتى يضمن جيدا الترتيب لإعادة اجندته الخاصة في الشعب اليمني…خصوصا وان المرحلة.. بات من السهل ولو من الناحية النظرية.. وصفها بمرحلة التهدئة والتفاهمات المبدئية.. التي قد تفضي الى حلول ونهاية مرتقبه للعدوان الغاشم على الشعب والوطن..

كان من المنطقي ان يسعى هادي.. لو كان لديه ادنى درجة حس وطني.. الى تطعيم ادارته بالوجوه الاكثر قبولا لدى افراد الشعب.. وان يثبت حسن نيه في الخروج بالوطن من ازماته و أوضاعه المتردية.. من خلال ضخ دماء جديده في عروق فريقه الاداري.. ويضمن تهيئته ليصبح اكثر ايجابيه.. و اقرب الى الحل والسلام.. وحتى يتناسب مع اجواء محادثات الكويت المزمع اجراءها في الثامن عشر من الجاري.. بين مختلف الفرقاء اليمنين.. والتي ستسبق كما اعلن بوقف شامل لإطلاق النار في مختلف جبهات المواجهة.

لا شك ان القرار محاولة سعودية مسبقه.. للالتفاف والقضاء على أي تفاهمات بينيه حقيقيه بين الفرقاء اليمنيين.. قد تسفر عنها محادثات الكويت القادمة.. وانها تسعى الى احتكار التهدئة وربما تثبيت وقف اطلاق النار فقط وفقط على حدودها الجنوبية.. بينما تبقى جبهات المواجهة الداخلية مشتعلة.. و في شكل حرب أهلية.. يمنيه.. لان وصول الجنرال الى منصب نائب الرئيس الشكلي والرئيس الفعلي في دولة فنادق الرياض.. سيعني ما يعنيه.. والعهدة اولا واخيرا على الدمية هادي.