بالتكافل سنكسر الحصار
مقالات|| الصمود|| |زيد الشُريف
إذا ماتت الإنسانية فيهم وهي ميتة فهي لا تزال حية فينا وإذا اضمحلت وانعدمت القيم والمبادئ الدينية الإسلامية وهي منعدمة أصلاً في دول تحالف العدوان التي لم تتورع عن ارتكاب ابشع الجرائم بحق الشعب اليمني منذ سبع سنوات ومع ذلك نحن كشعب يمني مسلم وصفه الرسول صلى الله عليه وعلى آله بقوله (الإيمان يمان والحكمة يمانية)، لا نزال بفضل الله تعالى نتمتع بهويتنا الإيمانية المشحونة بالقيم والمبادئ العظيمة ومن أهمها وفي مقدمتها الإحسان والتكافل والبذل والعطاء ومساعدة المحتاجين وهذا ما ينبغي تفعيله (التكافل) خلال هذه المرحلة لكسر حالة الحصار التي يفرضها العدوان من خلال احتجاز سفن المشتقات النفطية وهي بالفعل متجسِّدة اليوم في أوساط المجتمع اليمني على المستوى الشعبي والرسمي ولكن يجب تفعيلها بشكل اكبر حتى تصبح الحالة السائدة ويلمس الناس ثمارها ونتائجها في ما بينهم وفي واقعهم وحينها لا بد أن يتدخل الله ويفرج عن هذا الشعب ويخيب آمال المعتدين.
الحصار الاقتصادي الذي تفرضه دول تحالف العدوان ومرتزقتها ضد الشعب اليمني المسلم الصامد الصابر المجاهد المدافع عن دينه وعرضه وحريته وكرامته واستقلاله يهدف إلى خلخلة الجبهة الداخلية وكسر حالة الصمود الأسطوري والانتقام من الشعب اليمني الذي افشل مخططات العدوان الاستعمارية وتغلب عليها بفضل الله وعونه، اليوم وخلال الأيام الأخيرة للعام السابع من الصمود في مواجهة دول تحالف العدوان لا بد أن تكون هناك حالة كبيرة من الوعي في أوساطنا كمجتمع يمني صبر وضحى وجاهد خلال السنوات الماضية ولن يستسلم اليوم للمعتدين ويحقق لهم رغبتهم جراء الحصار الاقتصادي بل يجب أن نكون خلال هذه المرحلة أكثر صموداً وصبراً وإصراراً على مواقفنا وأهدافنا العظيمة من أي وقت مضى ونعمل على إيجاد الحلول وتفعيل حالة التكافل وتفويت الفرصة على المعتدين وتحويل الظروف إلى فرصة للنفير العام في كل المجالات وحينها من المؤكد أننا سننتصر عندما يعلم الله تعالى صدقنا وثباتنا على ديننا ومواقفنا المحقة وقضيتنا العادلة.
المبادرات الإنسانية الخيرية التي تكفلت بها الهيئة العامة للزكاة وعدد من المؤسسات الرسمية والخاصة والتي تهدف إلى التخفيف من معاناة المجتمع اليمني نتيجة الحصار الذي تفرضه دول تحالف العدوان، هي بمثابة الخطوة السليمة والصائبة في الزمن المناسب ويجب أن لا تقتصر على النقل من خلال الباصات والحافلات، بل يجب أن تشمل الجوانب الأخرى مثل توزيع سلال غذائية للفقراء والمحتاجين وأسر الشهداء والجرحى والأسرى والمرابطين في الجبهات في مختلف المحافظات اليمنية ،وهذا ليس صعباً على أصحاب رؤوس الأموال وعلى مؤسسات الدولة، بل هو في متناول الجميع وعندما يحصل هذا فلا شك انه سيحدث تغييراً إيجابياً على المستوى المعيشي ويقطع الطريق التي يريد العدوان أن يصل من خلالها إلى أهدافه الاستعمارية التي عجز وفشل عن تحقيقها رغم محاولته بكل الطرق والوسائل الإجرامية خلال السنوات السبع الماضية.
التكافل الاجتماعي والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين بقدر ما هو عمل إيماني يحبه الله تعالى ويجازي من يقوم به خير الجزاء هو أيضاً خلال هذه المرحلة واجب إنساني وأخلاقي ووطني وديني على الجميع، لأنه يترتب عليه الكثير من المواقف والأعمال التي تتعلق بمصير هذا الشعب في حاضره ومستقبله، خصوصاً في خضم المعركة الشاملة التي يخوضها الشعب اليمني الصامد في مواجهة دول تحالف العدوان التي جَّربت كل الطرق للوصول إلى أهدافها الاستعمارية، واليوم تراهن على الحصار الاقتصادي واحتجاز سفن المشتقات النفطية ، ولكن رهانها سيخسر وسيفشل بعون الله تعالى وبفضل صمود ووعي وتكافل الشعب اليمني، ولن يدوم الأمر، لا بد أن يأتي الفرج ونحن على ثقة عالية بالله أن النصر والفرج قريب وأن هذا الصمود وهذا الثبات ستكون عاقبته النصر والتمكين..ومن يتوكل على الله فهو حسبه.