جرائم حرب العدوان.. نسخ مكررة من القتل والتدمير المسكوت عنه
جرائم حرب العدوان.. نسخ مكررة من القتل والتدمير المسكوت عنه
الصمود../
تتصدر شريحة النساء والأطفال قائمة ضحايا العدوان فآلاف النساء والأطفال -كما تؤكد الإحصائيات الرسمية وتقارير المنظمات الدولية المعنية -قد سقطوا في الغارات الغادرة التي تنفذها طائرات العدوان السعودي الأمريكي على مختلف محافظات الجمهورية منذ سبعة أعوام.. إلى جانب التداعيات التي تطالهم كنقص الخدمات الطبية والغذاء وتردي الأوضاع المعيشية، ما فاقم معاناتهم أكثر في الوقت الذي يتغنى فيه المجتمع الدولي والمنظمات بحقوقهم المنتهكة ولا يقدمون لهم سوى الوعود ونزراً يسيراً من فتات المساعدات الدولية.
تقول الوقائع المشهودة إن الهجمات الوحشية السعودية الأمريكية قد تحاوزت كل قوانين الحروب التي تجرم توجيه السلاح تجاه المرأة والطفل بشكل عام، فقد استشهدت آلاف النساء ونزحت الآلاف منهن مع أطفالهن وفقدت الكثير منهن أزواجهن وأبناءهن ولكن ذلك لم ينجح في كسر إرادة وعزيمة المرأة اليمنية.
ناشطات حقوقيات يؤكدن أن النظامين السعودي الإماراتي حصدا أرواح النساء والأطفال في البيوت أكثر مما حصدا من أرواح الرجال في ميادين القتال فالدور الذي لعبته المرأة اليمنية في التصدي للعدوان على مدى سبعة أعوام يعكس مواقف الصمود والثبات وإيمان وعزيمة وإرادة نساء اليمن .
الوقائع بالأرقام
أعلنت منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل أن عدد ضحايا العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي من الأطفال والنساء في اليمن بلغ 13 ألفاً و343 شهيداً وجريحاً خلال سبع سنوات.
وأوضحت المنظمة أن عدد الشهداء من النساء والأطفال بلغ ستة آلاف و274 منهم ألفان و428 امرأة وثلاثة آلاف و848 طفلاً.
فيما بلغ عدد الجرحى سبعة آلاف و69 جريحا منهم ألفان و852 امرأة وأربعة آلاف و217 طفلا خلال سبع سنوات من العدوان .
وأشارت إلى أن حصار العدوان يتسبب في فقد 100 ألف طفل من حديثي الولادة بمعدل 6 أطفال كل ساعتين، وأكثر من ثلاثة آلاف طفل مصابين بالسرطان معرضون للموت.
كما أن أكثر من ألفي طفل مصابين بالأمراض السائلة «سرطان الدم» محرومون من تلقي الرعاية الصحية اللازمة جراء الحصار والعدوان، ومنع دخول المواد المشعة اللازمة لعلاج مرضى السرطان ومنع الحالات الحرجة من السفر للخارج لتلقي العلاج وفق مطالبات وزارة الصحة .
وبينت الإحصائية أن استمرار العدوان والحصار الجائر أدى أيضاً إلى انتشار العديد من الأمراض بين النساء والأطفال أبرزها سوء التغذية والتشوهات الخلقية الناتجة عن استخدام تحالف العدوان الأسلحة المحرمة دوليا، كما فاقم من عدد الحالات المصابة بأمراض القلب والسرطان.
و ذكرت أن مخلفات القنابل العنقودية التي ألقاها تحالف العدوان على مدى سبع سنوات تسببت في استشهاد وإصابة وتشويه ثلاثة آلاف و841 مدنياً بينهم نساء وأطفال، منهم ألف و 19 قتيلاً بينهم 115 طفلاً و39 امرأة، وألفين و822 جريحاً بينهم نساء وأطفال.
وأكدت المنظمة أن استمرار منع دخول المشتقات النفطية يهدد بتوقف أكثر من ألف و 500 مستشفى ومركز صحي و400 بنك دم ومختبر، كما يهدد حياة آلاف المرضى غالبيتهم نساء وأطفال ويؤدي إلى تفاقم معاناتهم .
ولفتت إلى أن أكثر من خمسة آلاف و 200 مريض بالفشل الكلوي حياتهم مهددة بالموت بسبب النقص الحاد في المشتقات النفطية المخصصة لخمسة عشر مركز غسيل كلوي في عدد من المحافظات و 200 طفل يولدون يومياً محكوم عليهم بالموت الحتمي في حال انقطاع الوقود كلية عن المستشفيات والمراكز الطبية كما يهدد بإغلاق حضانات المواليد في عدد من المستشفيات.
فيما قرابة 200 ألف مريض بالسكري بحاجة للأنسولين الذي يحتاج للتبريد المناسب في ظل مؤشرات حادة بقرب توقف أجهزة تبريدها، ينهم عشرات الألاف من النساء والأطفال.
وفي قطاع التعليم بلغ عدد طلاب المدارس المدمرة والمتضررة والمغلقة مليوناً و905 آلاف و615 طالباً وطالبة، وتسرب ما يزيد عن مليون طالب وطالبة من التعليم، إضافة إلى مليوني طفل وطفلة كانوا خارج التعليم في فترات سابقة بحسب إحصائيات وزارة التربية والتعليم.
وفي ما يتعلق بمعاناة النازحين من النساء والأطفال أشارت الإحصائية إلى ارتفاع عدد النازحين إلى أربعة ملايين و495 ألفاً و558 نازحاً، ووصل عدد الأسر النازحة إلى 670 ألفاً و343 أسرة في 15 محافظة.
وتطرقت إلى الوضع المأساوي للنساء والأطفال في المناطق المحتلة، حيث انتشرت جرائم الخطف والاغتصاب بحق النساء والأطفال، وتزايدت معدلات العنف بين الأطفال بمقدار 63% عما كان قبل العدوان.
مجازر بالجملة
وبحسب إحصائيات منظمة «انتصاف» لحقوق المرأة والطفل- حتى 18 نوفمبر 2021م، كان هناك حوالي 600 ألف طفل من الخُدج يحتاجون إلى الوقود لتشغيل الحضانات وإبقائهم على قيد الحياة، كما أنّ «أكثر من 400 ألف طفل يمني مصاب بسوء التغذية الوخيم، منهم 80 ألفاً مهددون بالموت»، مشيرةً إلى أنَّ «من أصل 1000 مولود يتوفى أكثر من 27 طفلاً بشكل سنوي».
وأكَّدت المنظمة أن «أكثر من 3 آلاف طفل مصابون بتشوهات قلبية»، موضحةً أنّ «دول التحالف منعت إدخال الأجهزة الكهربائية الخاصة بمرضى القلب، ويواجه آلاف المرضى خطر الوفاة بسبب ذلك».
ولا يتورّع تحالف العدوان في جرائمه عن قصف المدارس واستهداف المستشفيات، حتى بات اليمنيون يتخوفون من إرسال إطفالهم إلى المدارس أو نقلهم إلى المستشفيات في حال احتاجوا إلى الاستشفاء.
أبرز مجازر العدوان بحق أطفال اليمن
المجازر والانتهاكات التي ارتكبها التحالف السعودي بحق أطفال اليمن بفعل القصف والحصار وغيرها كثيرة، لكن هناك العديد من المجازر والحالات رسخت في البال، وكانت علامة فارقة في سجل الانتهاكات الإنسانية في اليمن ومنها.
الطفلة بثينة:
في 25 أغسطس 2017م ارتكب التحالف السعودي مجزرة في حي فج عطان جنوب غرب العاصمة صنعاء، فقدت فيها الطّفلة بثينة الريمي البالغة من العمر 8 سنوات والديها وعمّها وشقيقاتها الأربع وشقيقها الوحيد.
صورة بثينة وهي تحاول فتح عينها اليمنى المجروحة، فيما التورم والدم يغلقان عينها اليسرى اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وكانت شاهداً على هجمية العدوان.
جريمة التحالف السعودي لم تنتهِ هنا، فقد عمدت السعودية إلى اختطاف الطفلة، بعد أن قامت بخداع عمها عبر مؤسسة تابعة لها، ادعت بأنها ستصور معهم فيلماً وثائقياً عن السلام.
وفي العام 2021م وبعد رفع فريق التفاوض اليمني اسمها بين قائمة الأسرى أُطلق سراح الطفلة بثينة قبل يوم من إطلاق الأسرى.
مجزرة مدرسة الفلاح
في 10 يناير 2017م قصف طيران التحالف مدرسة الفلاح الأساسية في مديرية نهم شمال شرق العاصمة صنعاء.
استشهد في الغارة 3 أطفال، بينهم الطفلة إشراق المعافى التي افترشت التراب بزيها المدرسي، وبجوارها حقيبتها المدرسية، إضافةً إلى استشهاد 3 مدنيين، بينهم وكيل المدرسة، وجرح 4 أطفال آخرين.
طفل تشبّث بجسد والده الشهيد
في 22 أبريل 2018م، شنّت طائرات التحالف السعودي غارة جوية على حفل زفاف يحيى جعفر في مديرية بني قيس الطور التابعة لمحافظة حجة، استُشهد جراءها أكثر من 30 مدنياً، معظمهم من النساء والأطفال، ومنعت الطائرات الأميركية الأهالي والطواقم الطبية من إسعاف الضحايا.
وقد بقيت في الأذهان صورة الطفل الذي بقي قرب جثة والده نتيجة الغارة.
مجزرة طلاب ضحيان
في 9 أغسطس 2018م قصفت طائرات التحالف السعودي حافلة مدرسية في سوق مزدحم في ضحيان التابعة لمحافظة صعدة، راح ضحيتها أكثر من 120 طفلاً بين شهيد وجريح. وبرزت صور الحقائب المدرسية التي كان يرتديها الأطفال، وكانت تحمل شعار منظمة «اليونيسف».
وعلى إثر تلك المجزرة طالب نواب أميركيون بالتحقيق حول دور البنتاغون بدعم عمليات التحالف السعودي في اليمن. وأفادت شبكة «سي إن إن» الأمريكية بأن الصاروخ الذي استخدمته السعودية أمريكي الصنع، بزنة 227 كيلوغراماً، موجّه بأشعة الليزر، وهو جزء من صفقة الأسلحة التي وافقت عليها وزارة الخارجية الأمريكية للسعودية.
جنين الحديدة
وفي الحديدة -23 نوفمبر 2021- شن التحالف السعودي غارة على منزل في مديرية الحيس أدت إلى استشهاد عبد الله شريان، وإصابة زوجته بجروح خطرة بعد أن قتلت الغارة جنينها.
اعتداءات التحالف لا تراعي نساء اليمن
كانت الانتهاكات بحق النساء كبيرة كما هي بحق الأطفال وقد شملت جميع أنواع الانتهاكات، من قتل وجرح وأسر، إلى تجويع وتهجير وحرمان من أساسيات الحياة من طعام ودواء ورعاية صحية، وقد وثقت المنظمات الإنسانية والحقوقية على مدار سنوات العدوان السبع عدداً كبيراً من هذه الانتهاكات، نذكر على سبيل المثال ما وثقته منظمة «انتصاف» اليمنية من انتهاكات أعلنت عنها العام الماضي.
في مارس 2021م وثقت منظمة «انتصاف» الانتهاكات التي ارتكبتها قوات التحالف السعودي بحق المرأة اليمنية، وأشارت إلى مقتل 2394 امرأة وجرح 2804 خلال عدوان التحالف السعودي على اليمن.
لم تقتصر الانتهاكات على القتل والإصابة بل تم توثيق حالات اغتصاب عديدة، فقد وثقت المنظمة «تعرض 456 امرأة وطفلاً للاغتصاب، في حين تعرضت 423 امرأة للاختطاف»، في محصلة غير نهائية ومرشحة للارتفاع.
المنظمة الحقوقية ذاتها أعلنت في مؤتمر صحافي مؤخرا أن «منطقة الساحل الغربي، الواقعة تحت سيطرة القوات المدعومة إماراتياً شهدت 685 جريمة، منها 132 جريمة اغتصاب».
أبرز مجازر التحالف بحقّ المدنيين
جريمة نُقُم
في 12 مايو 2015م شنت طائرات التحالف عدواناً همجياً على حي نقم السكني في أمانة العاصمة بعدة غارات مباشرة، مستخدمة قنابل غازية وفسفورية شديدة الانفجار، ما أدى إلى استشهاد وجرح أكثر من 400 شخص جلهم نساء وأطفال.
تدمير حيّ سكني كامل في تعز
في 22 أغسطس 2015م دمّرت طائرات التحالف حياً مدنياً بأكمله في منطقة «صالة» السكنية في مدينة تعز، وأوقعت عشرات الشهداء والجرحى، بينهم العديد من الأطفال والنساء، جراء سقوط عشرات المنازل على رؤوس ساكنيها.
استهداف حفل زفاف في المخا
في 28 سبتمبر 2015م استهدف التحالف السعودي حفلَ زفاف في منطقة واحجة في مديرية ذباب القريبة من ميناء المخا في محافظة تعز بشكل مباشر ومتعمّد، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 135 مواطناً، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة العشرات.
الغارات استهدفت أيضاً الحديدة وصعدة ومارب، واستُخدمت فيها قنابل انشطارية محرمة دولياً، بحسب وزارة الدفاع اليمنية.
زفاف سنبان وأرجب
في 8 أكتوبر 2015م ارتكبت طائرات التحالف مجزرة باستهداف مخيم ومنزل وحفل زفاف المواطن محمد صالح في ميفعة عنس قرية سنبان شرق محافظة ذمار، ما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 100 مدني، بينهم عدد كبير من النساء والأطفـال.
وفي 15 فبراير 2017م ارتكب التحالف السعودي مجزرة وحشية في قرية الأشرع مديرية أرحب في محافظة صنعاء، باستهدافه المباشر مجلس عزاء أسرة آل النكعي في أرحب، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بينهم نساء وأطفال.
استهداف موكب نسائي في حريب القراميش
في 17 ديسمبر 2017م استهدفت طائرات التحالف السعودي بشكل مباشر موكب نساء في منطقة هيسان في مديرية حريب القراميش في محافظة مارب أثناء عودتهن مشياً على الأقدام من حفل زفاف في المنطقة ذاتها، ما أسفر عن استشهاد 12 امرأة.
مجزرة حفل الزفاف في حجة
في 22 أبريل 2018م استهدفت طائرات التحالف السعودي حفل زفاف في منطقة الراقة بمديرية بني قيس محافظة حجّة، راح ضحيتها أَكْثَـر من 90 شخصاً بين شهيد وجريح، وبينهم عدد كبير من الأطفال.
مجزرة أسرة المحويت
وفي ديسمبر 2021م نفذت قوات التحالف مجزرة أودت بحياة أسرة الحوري في مدينة المحويت، بعد أن استهدف القصف الجوي للتحالف السعودي السكن الخاص بحارس مؤسسة الاتصالات في منطقة عِجامَة هاشم الحوري، الأمر الذي أسفر عن استشهاد طفل وامرأة وإصابة 8 من أسرة واحدة.
مجزرة الحي الليبي في صنعاء
في 17 يناير 2022م، استهدفت طائرات التحالف السعودي الحي الليبي في مديرية معين غرب العاصمة اليمنية صنعاء، ما أدى إلى سقوط 29 شخصاً بين شهيد وجريح، من بينهم مدير كلية الطيران والدفاع الجويِّ العميد الركن طيار عبد الله قاسم الجنَيْد مع أفراد أسرته، في إثر استهداف طائرات العدوان منزله في صنعاء.
ومنعت غارات التحالف السعودي طواقم الإسعاف من الوصول إلى حي الليبي.
القنابل العنقودية.. قاتل خفيّ على المدى البعيد
مع كلّ الترسانة العسكرية التي تستخدمها السعودية وتحالفها ضد اليمنيين، والتي تطال في قسم كبير منها الأطفال، إلا أنها لم تتورع عن استخدام القنابل العنقودية التي تسبب تأثيراً بعيد المدى، وربما لا تنتهي مفاعيلها لسنوات طويلة، مسببة الإصابات والإعاقات، وموقعةً الكثير من الشهداء.
وحتى أبريل 2021م بلغ إجمالي عدد المتضرّرين من القنابل العنقودية أكثر من 4700 مدني يمني بين شهيد وجريح (962 شهيداً، بينهم قرابة 100 طفل، و3700 جريح).
الثورة / نجلاء علي