بنيان واستراتيجية التمكين
سيف الدين المجدر
يعرف التمكين بشكل عام على أنه هو زيادة القدرة الروحية والسياسية و الاجتماعية والاقتصادية للأفراد والمجتمعات وهو عملية زيادة قدرة الأفراد أو الجماعات على اتخاذ خيارات وتحويل تلك الخيارات إلى الإجراءات والنتائج المطلوبة، يشير مصطلح (التمكين) إلى تدابير ترمي إلى زيادة درجة الاستقلال الذاتي وتقرير المصير لدى الناس والمجتمعات المحلية لتمكينهم من تمثيل مصالحهم بطريقة مسؤولة ومحددة ذاتيا، وذلك بناء على سلطتهم الخاصة، إنها عملية أن تصبح أقوى وأكثر ثقة، وخاصة في السيطرة على حياة الفرد والمطالبة بحقوق الفرد .والتمكين كفعل يشير إلى عملية التمكين الذاتي والدعم المهني من الناس، والتي تمكنهم من التغلب على شعورهم بالعجز، وعدم وجود نفوذ، وادراك واستخدام مواردهم للقيام بالعمل بقوة.
العديد من منظمات المجتمع في بلادنا كانت تتبنى شعارات عظيمة ولكن الواقع مختلف تماماً، في الجانب التنموي على سبيل المثال تجد العديد من منظمات المجتمع المدني رؤية عظيمة مرتبطة بالتنمية ولكن أنشطتها في أرض الواقع اتكالية بامتياز.
قل ماتجد منظمة مجتمع مدني انشطتها مرتبطة برؤيتها.
وفي الجانب التمكين الاقتصادي مثلاً هناك منظمات مجتمع مدني لابأس بها ولكنها تعمل بدون فهم عميق لبيئة المجتمع وروحية هذا المجتمع التي تكون مؤثرة بشكل كلي على نجاح وفشل هذا التدخل الاقتصادي.
هناك مؤسسة لديها منهجية تنموية عظيمة تجعل من بناء المجتمع هدفها الأعظم والمجتمع المدرك الواعي في منهجيتها هو العامل الأول في تحقيق نهضة حقيقة في البلاد، والإمكانيات والموارد هي في المرتبة الثانية، بنيان لديها منهجية مختلفة تماماً هي تدرس المجتمع والموارد التي لديه والفرص المتاحة لديه، وتجعل انشطة التمكين الاقتصادي المباشر أخر شيء في عملية التدخل التنموي هذا إذا كان الاحتياج ضرورياً لأن الغاية المنشودة هي اعتماد المجتمعات على مواردها وخلق الفرص من العوائق، بنيان هي تدرس جذور المشكلة والاحتياج وتعيد ثقة المجتمع بنفسه وبموارده الموجودة في بيئته، تثمر هذه المنهجية في تحقيق تنمية حقيقية قوية، وبهذه المنهجية يُبنى الإنسان وسوف تحقق نهضة عظيمة تصنع لنا الاستقلال التام في شتى المجالات.