إبن سلمان يخرج من “حفرة الشرعية” ليسقط في “بئر المجلس الرئاسي”
الصمود |ما حدث بالضبط في الرياض أنهم حبسوا كل واحد من المتشاورين في غرفة عدة ساعات، ثم أمروهم بالتوقيع على بيان هادي، والذي كان محبوسا أيضا في غرفة، ويعلم الله أيش حصل له، ملطام أو تهديد أو إغراء مادي”، هذا الكلام هو تغريدة للناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل توكل كرمان، جاءت تعليقا على قرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والقاضي بعزل الرئيس الهارب والمنتهية ولايته عبدربه منصورهادي ونائبه علي محسن الأحمر، ومنح جميع صلاحياتهما لمجلس قيادة رئاسي مؤلف من ثمانية أعضاء.
الاعلام السعودي نقل الرواية السعودية على لسان هادي بعد انتهاء “مشاورات الرياض”، الذي اعلن انه اصدر قرارا أعفى بموجبه نائبه علي محسن الأحمر من منصبه، وتشكيل مجلس قيادة رئاسي، ونقل كافة صلاحياته إليه، والذي سيتولى رئاسته رشاد محمد العليمي، وسيتولى المجلس إدارة الدولة سياسيا وعسكريا وأمنيا.
ويضم “مجلس القيادة الرئاسي” سبعة أعضاء، وهم سلطان علي العرادة، وطارق محمد صالح، وعبد الرحمن أبو زرعة، عبد الله العليمي باوزير، وعثمان مجلي، وعيدروس الزبيدي، وفرح البحسني.
بعيدا عن الرواية السعودية، كشفت تسريبات متعددة نشرتها وسائل اعلام مختلفة، عن التغييرات التي حصلت في بنية حكومة المرتزقة المقيمة في العاصمة السعودية الرياض، عن ان جميع “القيادات” لم يكونوا على علم بالتغييرات التي فرضها ولى العهد السعودي الا قبل دقائق من اعلانها حيث تم استدعاءهم وطلب منهم التوقيع باقالة منصور هادي وعلي محسن الاحمر وتنصيب مجلس رئاسي مكون من ثمانية اشخاص، وهو ما يؤكد ما ذهبت اليه الناشطة توكل كرمان.
يمنيا، اعتبر محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الاعلى في اليمن في حديث مع مراسل قناة “العالم”، ان اعلان السعودية تشكيل مجلس رئاسي يعد شانا سعوديا ولا علاقة له باليمن واليمنيين.. وان “المنتخبين” مجرد كمبارس يعملون مع السعودية.. ولا صلاحية لهم حتى يمنحوها لاحد.. وهم ليسوا سوى اتباع للسعودية، ومن المفترض ان تمنحهم السعودية التابعية.. ونصح الرياض بالتوقف عن اللعب والمراوغة، فهذه الخطوة لا تقدم ولا تؤخر وهدفها شرعنة استمرار العدوان على اليمن.
المراقبون للشأن اليمني، يرون ان ابن سلمان يعتقد انه بهذا الاجراء المتمثل بالتخلص من كذبة الرئيس الشرعي التي بات إستمرارها يشكل عبئا على مصالح السعودية، سيتملص من مسؤوليته عن الحرب، الا ان انقلابه الأبيض على هادي وإجباره على التنحي، لن يحل اي مشكلة ، فوفقا لهؤلاء المراقبين ان ابن سلمان خرج من حفرة هادي ليقع في بئر زعماء الميليشيا والحرب والانفصاليين، فمن بين اعضاء “المجلس الرئاسي” الذين عينهم ابن سلمان، هناك عبد الرحمن أبو زرعة ممثلا “ألوية العمالقة” المدعومة اماراتيا وتتبع في كل تحركاتها اوامر ابوظبي، وطارق صالح ممثلا عن “حراس الجمهورية” في الساحل الغربي الذي يسعى نفسه وريثا لعمه، وعيدروس الزبيدي ممثلا عن “المجلس الانتقالي الجنوبي” الانفصالي الذي يعمل على فصل الجنوب واعلان جمهورية اليمن الجنوبي، وسلطان العرادة ممثلا فرع “حزب الإصلاح” في مأرب ذات التوجهات الاخوانية.
اغلب المراقبين للمشهد اليمني، حذروا من تداعيات الخطوة السعودية في تنظيم” عمل وكلائها في اليمن، فهذه التوليفة القلقة لن تستمر كثيرا، فمن الصعب جدا ان ان يتفق هؤلاء الاشخاص على أمر ما، بينما هي متقاتلة مناطقيا ومتباعدة عقائديا.