مبدأ التواصي بالصبر استراتيجية القرآن في مواجهة العدو
مقالات|| الصمود|| هنادي محمد
في محاضرته الرمضانية العاشرة استكمل السيد القائد -يحفظه الله ويرعاه- حديثه عن موضوع الصّبر أنّهُ من أعظم العبادات والقُرب وعاملٌ أَسَاس في النهوض بالأعمال، ولهُ إيجابيته الكبيرة على المستوى التربوي في بناء نفسية وواقع الإنسان.
وذكر بأن الصّبر العملي الإيماني لا بد منه في سبيل النهوض بالمسؤولية، ومن المعلوم أن مسيرة الحياة فيها طرفان: الحق والباطل، والأول يواجهُ حملاتٍ شعواء لتثبيط الهمم والعزائم وترسيخ حالة الوهن لخفض سقف التحمّل والوصول بأهله إلى الخسران، وأمام هذا التوجّـه العدائي الرامي لمحاربة الحق وكسر نفسيات السائرون فيه وجّه الله _جلَّ شأنه _ إلى العمل بمبدأ إيمانيّ مهم سيشكل للمؤمنين وقايةً من أن تضرب روحيتهم حينما قال: ﴿وَتَوَاصَوا۟ بِالحَقِّ وَتَوَاصَوا۟ بِالصَّبْرِ﴾؛ فالتّواصي بالصّبر تعزز حالة الثّبات لدى الإنسان ومن العوامل المهمة للفلاح والفوز.
وأكّـد -يحفظه الله ويرعاه- أن يتم تناول موضوع الصّبر والتواصي به بشكل كبير وأن يكون ضمن الاهتمامات التثقيفية والتوعوية؛ لأَنَّه السّلاح المهم في مواجهة العدوّ، وما على المؤمنين إلاّ أن يشدو العزائم ويتوكلوا على الله، والعاقبـةُ للمتّقيـن.
قبل ذلك تحدث السيد القائد -يحفظه الله- في محاضرته الرمضانية التاسعة حول موضوع ” الصّبر “ وذكر أن الصبر أمرٌ لا بُـدَّ منه في جميع مجالات حياة الإنسان للاستمرار في تجاوز كُـلّ المعاناة بمختلف أشكالها.
كما ذكر أنها كانت الصفة الأبرز لأنبياء الله طوال مسيرتهم في دعوة البشرية إلى توحيد الله ولم يكونوا في غنى عن الصبر؛ باعتبَارهم مقامهم العظيم عند الله، وأشَارَ إلى أن الصبر العملي هو الوحيد المثمر وغيره مُرٌ لا نتيجة منه تُرجى لإخراج الإنسان من محنة وتردّده وشكوكه وحزنه.
واعتبر الصبر حَـلّ لمواجهة كُـلّ عقبات الدنيا ولأهميته اثنى الله سبحانه وتعالى على الصابرين في القرآن الكريم بآيات عدة لو لم يكن منها إلا الحصول على محبته ﴿والله يحب الصابرين﴾.
وكأن السيد القائد -يحفظه الله- في محاضرته أراد أن يوجهَنا لحل استراتيجي إذَا ما عملنا به ستكون الغلبة والنصر حليفنا؛ لأَنَّه السلاح الذي نمتلكه ولا يمتلكه العدوّ، ويتحلى به المؤمنون دون غيرهم، ولن يطيقه ويستلذه إلا الموقنون المتقون الواثقون بصدق وعد الله، فإذا ما أطبقوا علينا الحصار وأوصدوا الأبواب وقطعوا كُـلّ سبل العيش لإماتتنا ونحن متوجّـهون إلى الصبر الإيماني العملي سيفشلون ويكشف مكرهم، والعاقبـةُ للمتّقيـن.