شهر رمضان.. وظاهرة الإسراف والتبذير
الصمود – يُعرف عن شهر رمضان أنه شهر الرحمة والرأفة، والبذل والعطاء، والإمساك عن الطعام والشراب وسائر الملذات البدنية والكماليات الروحية، طمعاً بالأجر المضاعف والغفران الموعود.
لكن المتابع لاستقبال العالمين العربي والإسلامي لشهر التعفف والزهد، وما ينشغلان به على مدى أسابيعه الأربعة، سيلحظ مفارقات مؤلمة.فبالرغم من سعي البعض إلى الكرم والعطاء ، ينتهي المطاف بأطنان متراكمة من الطعام في مكبات القمامة، أو على قارعة الطريق، لينبشها الفقراء بحثاً عن شيء يسدون به رمقهِم.
وعلق سليمان سعيد العاصمي علی هذا الموضوع كاتباً:”تذكير لنفسي ولغيري من أفضل العبادات التي يمكن لكل فرد عملِها في شهر رمضان، هي عدم الإسراف والمبالغة في شراء وتجهيز الغذاء.. كن من المشاركين في تقليل هدر الطعام في شهر رمضان الفضيل ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾”.
وغرد عبد الرحمن الفايدي:”شهر رمضان في كل عام تتضاعف القوة الشرائية في الأسواق التجارية والتموينات الاستهلاكية وكانت تبلغ ثلاثة أضعافها مقارنة بأشهر العام الأخرى هذه القوة الشرائية المفرطة جدا لا تتسبب فقط في ارتفاع الاسعار وإنما تتسبب أيضاً في هدر أطنان من الطعام في كل عام.
اما سماح الهاجري فغردت:”يهدر نحو ثلث الأغذية المنتجة عالمياً كل عام، أي نحو مليار وثلاثمئة طن، بقيمة تصل إلى تريليون دولار سنوياً المفارقة أنه في الوقت ذاته عانى أكثر من ثمانمئة وعشرين مليون شخص الجوع في عام الفين وثمانمئة عشر مشكلة هدر الطعام تزداد في شهر رمضان، فالإسراف والتبذير مشكلة تحتاج إلى وقفة لحلها.