صمود وانتصار

قيادات “أنصار الله”.. سياسيون صغار السن من المحاربين القدامى!!

عابد المهذري
تتفرد هذه الحركة بالكثير من التفاصيل التي لا توجد في حركات وتنظيمات واحزاب وجماعات غيرها، تمتلك من الخصائص والمقومات والأهداف والأفكار بصمات خاصة بها وحدها، لا تشبه الآخرين ولا تقتبس منهم وتنفرد بمشروعها الخاص بنمط مغاير تماما وإطار مختلف تماما ومنهجية واسلوب اداء جديد كليا .
أتحدث عن جماعة الحوثي “انصارالله”. حركة المسيرة القرآنية، اصحاب الصرخة والشعار. ويلفت انتباهي دائما اعتمادهم الكامل على كوادرهم في العمل والقتال. وعلى أنفسهم في الحرب والسلم. وعلى امكاناتهم الذاتية في خوض المواجهات والتحدي. لا يركنون على كيانات وكفاءات جاهزة ولا يبحثون عنها كما يفعل الجميع او يعتمدون على اطراف وقوى واشخاص من خارج حركتهم وان كانوا يمارسون نوعا من التحالفات والاستقطابات بنسبة محدودة .
في المعارك. يستخدمون سلاحهم الخاص وأموال وممتلكات رجال الحركة لتمويل الاحتياجات وتوفير اللوازم. وفي التوعية المجتمعية والمفاوضات السياسية يدفعون بوجوه واسماء مغمورة من الشباب الأكفاء الغير معروفين القادمين من الارياف ومن الأسر البسيطة .
هكذا منذ انطلاقتهم الاولى التي لا تتجاوز 15 عاما. حققوا خلالها نجاحات بارزة تجاوزت الساحة اليمنية حتى اصبحت حركة انصارالله رقما صعبا خارج حدود البلاد له تأثير بالغ على مستوى المنطقة يحسب له ألف حساب وحساب .
من الصفر بدأوا، وهاهم يتعملقون ويكبرون ويتوسعون وينتشرون ويحققون حضورا كاسحا في شتى الميادين. في وقت يتضاءل حضور الكبار ويتلاشى الأقوياء ويفشل القدماء ويسقط المخضرمون كيانات وفئات وتكتلات .
لو تأملنا جزئية صغيرة في مسار حركة الانصار لتوقفنا مذهولين من نتائج المقاربات. اندهاشا بوقائع لا ينتبه لها ربما حتى انصار الله ولا أحد من المراقبين .
جزئية القيادات داخل الحركة. من هم وما خلفياتهم وكيف جاءوا من المجهول الى صدارة المشهد لينافسوا المتربعين على المنصات والعروش والنفوذ. بل ويهزمونهم عسكريا ويتفوقون عليهم سياسيا.
من يتأمل في سيرة قادة الانصار. سيجدهم جميعا شبان صغار السن. في العشرينات والثلاثينات من العمر. بما فيهم قائدهم والرجل الاول في الحركة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي (37 عاما). لكنهم مع ذلك يعتبرون جميعا من المحاربين القدامى ولا زالوا في مقتبل العمر.
أما كيف. فيمكن ملاحظة شيء ملفت. مثلا؛ القادة السياسيون الذين يقودون انصار الله من الذين نعرفهم ويعرفهم الاعلام والرأي العام. جميعهم شباب. فتيان. يتقابلون على الطاولة وفي الميدان مع خصوم لهم أعمارهم بين الخمسينات والسبعينات .
ارجعوا بالذاكرة قليلا الى الوراء وارصدوا هذه الأشياء وتأملوها جيدا.
انه نوع مميز في صناعة القادة. أقرب الى مدرسة يؤسس نظريتها انصارالله. واذا ما تمعنت طويلا وذهبت للبحث والتحري عن المعلومة. ستجد هؤلاء الشبان الصغار الذين يتصدرون المحافل السياسية باسم انصار الله. هم من اصحاب التجارب الحافلة في ساحات الحرب والقتال. على نحو يدفعك للتساؤل متى شاركوا في الحروب ولازالوا فتيان. وكيف حدث هذا كله في زمن قصير جعلهم محاربون قدامى انتقلوا من خنادق البنادق الى غرف الساسة وقاعات السياسة .
بالتأكيد ان فتية المسيرة القرآنية لم يخرجوا من بطون امهاتهم وأصابعهم على زناد الكلاشنكوف. إلا ان ما تعرضوا له من استهداف مسلح وحروب متتالية في سنوات متعاقبة جعل كل واحد منهم صاحب تجربة قتالية بمشاركته في سنوات قريبه في حربين وثلاثة واربعة حروب. ليتحول بعدها الى المجال السياسي او النشاط الاجتماعي ويترك جبهات الحرب لزملاء ورفاق جدد من الجيل الأنصاري المتجدد. ضمن دورة بناء حركي وتنظيمي لا نظير له في العالم .
اسألوا على سبيل المثال لا الحصر ؛ عن الصماد والفيشي وعبدالسلام والمشاط وعبدالسلام والمحطوري وحمزة والقحوم واحمد حامد والشامي وعشرات الأسماء في قائمة السياسيون الشبان الجدد. لتتأكدوا صحة وحقيقة معنى وصفهم بالمحاربين القدامى .
ليس في السياسة فقط. الظاهرة تتكرر في المجالات الأخرى. في الاعلام والأمن والأدب والجوانب العسكرية والقبلية والإدراية بما فيها كذلك القطاع النسوي .