صمود وانتصار

المقاومة الفلسطينية تتوعد الاحتلال بمعركة دامية حال تنفيذه عملية واسعة في جنين

الصمود | درس جيش الاحتلال “الإسرائيلي” تنفيذ عملية عسكرية واسعة في محافظة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعدما فشل في تقييد حركة المقاومة التي زعزعت أمن الاحتلال، لاسيما “كتيبة جنين” التي أوقعت خسائر فادحة في صفوف الجيش “الإسرائيلي”، رداً على استخدامه القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين، ما أسفر عن ارتقاء الشهداء وإصابة واعتقال المئات

لطالما ارتبط اسم جنين ومخيمها، بالعمليات البطولية التي ينفذها المقاومون ضد جيش الاحتلال دون توقف، لهذا يعد المخيم ذو المساحة الصغيرة شوكة في حلقة بحلق “إسرائيل” ومنظومتها الأمنية، وهو ما يدفعه إلى مواصلة السعي في القضاء على المدينة ومقاوميها، فما هي السيناريوهات المتوقعة حال نفذ الجيش تهديداته؟

المختص في الشأن العسكري أحمد عبد الرحمن، يرى أن تهديدات حكومة نفتالي بينت بتنفيذ عملية واسعة ضد جنين ومخيمها، هي محاولة للخروج من مأزق الهزائم المتكررة، والمتواصلة منذ ما يقارب من 50 يوماً على التوالي، بفعل العمليات النوعية التي نفذها المقاومون في المنطقة، وخاصة كتيبة جنين.

وأشار عبد الرحمن في مقابلة مع وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية، إلى أن ضربات المقاومة المتتالية جلعت العدو يعاني فشلاً أمنياً واستخباراتياً وعسكرياً، وحتى وسياسياً، فالاحتلال يحاول الهروب إلى الأمام باتجاه استعادة جزء من قوة الردع التي فقدها مؤخراً، من خلال تنفيذ اقتحام لجنين ومحاولة فرض قبضته على المقاومة هناك، مستدركاً: “لن ينجح الاحتلال في تقييد المقاومة في جنين، وفي حال استفرد بالمحافظة، فإن هناك قراراً بالرد الفوري من فصائل المقاومة وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي”.

ورجّح المحلل العسكري، أنه في حال تنفيذ عملية عسكرية واسعة في جنين وارتقاء الشهداء واعتقال المدنيين، فإن ذلك سيجر المنطقة إلى معركة كبيرة مع الاحتلال، سيكون لقطاع غزة كلمتها في الدفاع عن جنين وأهلها.

واستدرك: “كل الاحتمالات مفتوحة، لكن لا اعتقد الاحتلال يمكن أن يذهب إلى عملية عسكرية في جنين، كونه يعي تماماً ما ينتظره هناك وخاصة في ظل الأزمات التي تُعاني منها حكومة بينت، لكنه قد يضطر إلى اقتحامات لبعض المناطق واعتقالات المواطنين وهدم البيوت”.

وقال: “في حال نفّذ العدو تهديداته باقتحام جنين، فإن هناك قراراً من المقاومة وتحديداً حركة الجهاد الإسلامي، وهو ما أكده الأمين العام لحركة الجهاد القائد زياد النخالة، بأنهم لن يسمحوا للاحتلال بالاستفراد لأي منطقة في فلسطين المحتلة، فالمقاومة لديها الإمكانيات لمجابهة وردع الاحتلال”.

المختص في الشأن “الإسرائيلي”، د. وليد المدلل، اتفق مع عبد الرحمن، بأن إقدام الاحتلال على تنفيذ عملية عسكرية واسعة لجنين ومخيمها، سيرفع وتيرة التصعيد في المنطقة، وسيكون للمقاومة في غزة دوراً كبيراً في الرد على “الجيش الإسرائيلي”، فالمقاومة ستتحد ردع الاحتلال ومنظومته العسكرية.

وأشار المدلل في مقابلة مع وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية، إلى أن إقدام الاحتلال على اقتحام جنين، قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد، وردات الفعل الفلسطينية تجاه الاحتلال ومستوطنيه، فالمقاومة في غزة لن تقف مكتوفة الأيدي، وقد تُصبح جزءاً مباشراً في المعركة.

ويسعى الاحتلال “الإسرائيلي” بشكل متواصل لإطباق قبضته على جنين وفرض حصار خانق على المدينة ومخيمها، بعد أن فشل فشلاً ذريعاً منذ أيام من اقتحام المخيم بأسلحته المدججة لاعتقال عدد من المقاومين وخاصة “كتيبة جنين ” الذين لقنوا الاحتلال درساً بعد سلسلة عمليات مدوية كبدته خسائر بشرية فادحة.

وكان الاحتلال قد استهدف مخيم جنين منذ سنوات طويلة، ولعل أبرز المعارك التي دارت بداخله بداية اجتياح الاحتلال للضفة الغربية المحتلة، في شهر مارس/آذار من العام 2002، إذ خاض رجال المخيم من فصائل المقاومة معركة خلدها التاريخ دامت 15 يوماً.