صمود وانتصار

في العام الثامن للحرب : اليمن بلد منتج للسلاح ووصل إلى الاكتفاء الذاتي

تقارير|| الصمود|| عبدالجليل الموشكي

يحتلُ التصنيعُ العسكري مرتبة مهمة ضمن أولويات الدول بشكل عام، وتزيد أولويته كحاجة ملّحة، تحسباً لتعرض الدولة لأي خطر، كهذا العدوان

على اليمن، بيد أن قوى الشر حوّلت _دون إرادتها_ اليمن إلى بلد ينتج احتياجاته العسكرية، لمواجهة عدوانها وغطرستها وحصارها الجائر، على

مدى سبع سنوات، في حين كان اليمن كدولة قبل العدوان يدمّر سلاحه بنفسه، ويهيكل جيشه بناءً على توجيهات عدوه، ليسهل الانقضاض عليه ذات

يوم، بحسب ما يقتضيه المخطط العدواني الأمريكي.

 

تدميرٌ مُبكر

لم تمر سوى بضعة شهور على توليه رئاسة الدولة، إلّا وأقدم الفار عبدربه منصور هادي، على هيكلة الجيش، في خطوة إجرامية مكشوفة تستهدف

إضعاف القوة العسكرية اليمنية، بتوجيهات أمريكية ضمن مخطط تدميري سابق كان قد بدأ في عهد نظام صالح.

 

ظل مخطط تدمير الجيش الذي بدأ به نظام صالح طي الكتمان، حتى كشفت الأجهزة الأمنية في فبراير ومارس 2020 بالصوت والصورة جانباً من

تدمير القدرات اليمنية، بإشراف وحضور أمريكي، حيث بدأت المؤامرة بجمع صورايخ الدفاع الجوي في 2004، وانتهت بحسب المشاهد

والمعلومات التي كشفتها الأجهزة الأمنية في 2014.

 

لم يكن جمع صواريخ الدفاع الجوي اليمنية الهدف فقط، بل تدميرها، طبقاً لما كشفته المشاهد المصورة التي نشرتها الأجهزة الأمنية، حيث تظهر فيها

ضابطتين أمريكيتين، برفقة رئيس ما كان يسمى بجهاز الأمن القومي آنذاك الخائن عمار محمد عبدالله صالح، وجرى التدمير الأول في الجدعان بمأرب .

 

الدفعة الأخيرة من المشاهد الصادمة التي بثتها الأجهزة الأمنية، كانت من معسكر القوات الخاصة غرب العاصمة، وكشفت كيف قام الضباط

الأمريكيين بتلغيم منظومات الدفاعات الجوية، ووضع مادة “السيفور” اللاصقة شديدة الانفجار على الصواريخ، ومن ثم تفجيرها.

 

تقارير أمنية ومعلومات استخباراتية كشفت وقتها تواصل عملية تدمير الدفاعات الجوية، في فترة حكم هادي، حيث تم إتلاف عدد كبير من هذه

الأسلحة، بالتزامن مع تواجد ما يسمى لجنة هيكلة الجيش التي يشرف عليها الأمريكيون.

 

بلغ إجمالي ما دمّره الأمريكيون من صواريخ الدفاعات الجوية وقبضات الإطلاق المحمولة على الكتف وبطاريات الصواريخ 1263 صاروخاً و53

قبضة و103 بطاريات، كانت ستساهم في ردع العدوان وتحييد طيرانه الذي أمعن في استهداف اليمن واليمنيين.

 

انقضاضٌ أخير

شنت أمريكا عبر أدواتها عدوانها على اليمن، في 26 مارس 2015م، بهجوم شامل من البر والبحر والجو، وحصار مطبق على كل المنافذ،

ومارست طائراتها العدوانية الإجرام بالقصف المستمر، ولا يختلف اثنان حول حقيقة استهداف تحالف العدوان لكل المنشآت العسكرية ومخازنها ومراكزها المهمة .

 

بعد 25 يوماً فقط من اندلاع شرارة العدوان الغاشم على اليمن، كان العسيري ناطق العدوان، أكّد أن التحالف ب 2500 غارة قد تمكن من تدمير

80% من مستودعات الأسلحة اليمنية الخاصة، وتحييد 95% من أسلحة الدفاع الجوي، مشيراً إلى تدمير الترسانة البالستية عشرات المرات، وهو

الزيف الذي أثبته الواقع فيما بعد، ونحن هنا لتحليل وتفسير كيف أن اليمنيين أثبتوا العكس تماماً.

 

مع بدء اعتداءات العدوان السافر ذلك وضع السيد القائد الخيارات الاستراتيجية لمواجهة صلف المعتدين، ودفع اعتداءاتهم المتكررة على اليمنيين،

ومن أبرز وأهم هذه الخيارات بحسب المعطيات، تطوير السلاح وابتكار كل ما تتطلبه المواجهة مع العدو، وهو ما ثَبُت خلال سبع سنوات حتى الآن.

خياراتٌ استراتيجية

 

حضر الخيار الأنجع والأسرع في إيصال رسائل التأديب اليمني، والانتقام للأشلاء والدمار، وهو ما كان التحالف العدواني قد زعم التخلص منه بعد

أيام من انطلاق عدوانه، في إشارة إلى أهميته وقوته؛ إنه خيار الصواريخ البالستية الكفيل بتوسيع دائرة النار وتثبيت معادلات الردع، الذي يُعد من

أهم الخطوات الفارقة في مسار الاكتفاء في الجانب العسكري.

 

فيما يتعلق بأسلحة الردع أشار السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في كلمته بمناسبة اليوم الوطني للصمود بذكراه السابعة، إلى أن التصنيع بدأ من

صاروخ “الصرخة” وصولاً إلى صواريخ “ذوالفقار” و “قدس2” و “بركان2” ولا زال مستمرا في التصنيع الصاروخي، مؤكداً “لدينا نشاط تصنيعي محلي للصواريخ والعدو يعرف هذه الحقيقة”.

 

تتنوع الترسانة الصاروخية اليمنية، حيث تضم أجيالاً متنوعة من حيث الغرض والمدى والتشظي والانفجار، ومن أبرزها الصواريخ التي جرى

استخدامها في العمليات طويلة المدى كاستهداف العمقين السعودي والإماراتي، ومنها “بركان” بأجياله، و “بدر”، و”ذو الفقار”، و “قدس” بجيليه الأول والثاني.

 

“قدس” و “ذوالفقار”

تمتلك الصاروخية اليمنية في ترسانتها صاروخ “قدس” المجنح بجيليه الأول والثاني، بمدى يتراوح بين ١٥٠٠ إلى ٢٠٠٠ كم، وهو السلاح الذي

قَضَّ مضاجع كيان العدو الإسرائيلي، خصوصاً أن العمل على تطويره ما زال جارٍ، ولما يحمله اسمه في طياته من الرسائل المرعبة، التي بدأ العدو

الصهيوني يدركها، كما بدا من قلقه الأخير جرّاء عمليات إعصار اليمن لدك الإمارات.

 

خلال العمليات الأخيرة “عمليات رفع الحصار” برز دور كبير لصاروخ آخر وهو “ذو الفقار” البالستي، بعيد المدى، الذي تمكن من الوصول إلى

مطار دبي في “عملية إعصار اليمن الأولى”، يتميّز بدقة عالية في ضرب الأهداف، وجرى استخدامه في عمليات توازن الردع في العمق السعودي،

كما يصل مداه إلى 1600 كم.

 

أضف إلى ترسانة الصواريخ اليمنية صاروخ “بركان” بأجياله الثلاثة، الذي تبلغ مدياته من ٨٠٠ إلى ١٤٠٠ كم، جرى استخدامه لأول مرة في

أكتوبر 2016، ثم تكرر استخدامه في أكثر من عملية لدك أكثر من منطقة في العمق السعودي، منها أهداف في العاصمة الرياض، وهو من أهم

الصواريخ اليمنية.

 

صاروخ “بدر” الذي يبلغ مداه ١٥٠ كم وأكثر، ويتميز الجيل الثاني منه بدقة إصابته التي تصل إلى خمسة أمتار وينفجر فوق الهدف مكوناً آلاف

الشظايا، و”قاهر” الذي يتراوح مداه ومدى الجيل الثاني بين 250 إلى 500 كم، هما من أهم ما تمتلكه القوات المسلحة اليمنية في ترسانتها

الصاروخية، للمديات المتوسطة.

 

إلى ذلك تمتلك القوات المسلحة في ترسانتها من الصواريخ قصيرة المدى صاروخ “زلزال” البالستي بأجياله الثلاثة التي يصل مداها إلى ٦٥ كم،

و”النجم الثاقب” و “نكال” و “سعير” وغيرها، وفي تنوع مديات وأغراض الصواريخ ما يدل على إبداع العقل اليمني في ابتكار كل متطلبات

المعركة، حيث لم يُكشف عنها إلا بعد دخولها ساحة المواجهة بفعالية عالية.

 

اكتفاءُ ردع

كثيرةٌ هي العمليات التأديبية للقوة الصاروخية ضد الغزاة والمحتلين، من أبرزها عملية صافر وباب المندب، ومن ثم تصاعدت وتيرة الاستهداف

باقتحام العمقين السعودي والإماراتي، بدقة استهداف عالية وقدرة كبيرة على التدمير، وشعاع نار واسع ومديات بعيدة، وهنا نستحضر مشاركة

الصاروخية المبهرة في عمليات توازن الردع الثمان، وعمليات إعصار اليمن الثلاث، وعمليات كسر الحصار.

 

بعيداً عن خرافة إعلان تحالف العدوان تدميره القدرات الصاروخية اليمنية، ومن منطلق أن الحاجة هي أم الاختراع والمعاناة تولّد الإبداع، كانت

الصدمة قوية للصديق والعدو، حينما انطلقت الصواريخ اليمنية لتدك معاقل الغزاة والمحتلين في الداخل وفي عمق دولهم، وهنا يكمن السر في جانبين

بشأن تعاظم قوة السلاح أفصحت عنهما القيادة العسكرية اليمنية.

 

لم يكن العقل العدواني السعودي والإماراتي ومن ورائه الأمريكي، يتوقع انطلاق حتى صاروخ واحد من اليمن، ومع ذلك نفّذت القوة الصاروخية حتى اليوم 1826 عملية عسكرية منها 1237 عملية استهدفت العدو وتحشيداته ومقراته في الداخل، و589 عملية استهدفت العدو في عمقيه السعودي والإماراتي، في إشارة إلى تعاظم القدرات الصاروخية اليمنية وترسانتها الرادعة.

 

بناء وتراكم خبرة

استطاعت القوة الصاروخية اليمنية فرض وتثبيت معادلات ردع موجعة للعدو، أكّدها وزير الدفاع اللواء محمد ناصر العاطفي، في تصريحاته

الأخيرة، موضحاً أن القوة الصاروخية باتت تحتل مرتبة متقدمة من التطور والتحديث، وتمضي نحو مراتب أكثر تقدماً، من حيث المدى والدقة وشدة

التأثير، منوهاً بأنها ستكون مزودة بأنظمة ذكية يصعب على الدفاعات الجوية المختلفة اعتراضها.

 

هنا تجدر الإشارة إلى تواصل مسلسل فشل منظومات دفاعات “باتريوت” و”ثاد” الأمريكية أمام الصواريخ اليمنية، وهناك شواهد كثيرة منها عجز

هذه المنظومات عن اعتراض الصواريخ في بقيق وخريص ووزارة الدفاع السعودية والاستخبارات وغيرها، ناهيك عن عجز الإمارات بما تمتلك من قدرات هي الأخرى.

 

العميد سريع في مؤتمر سبعة أعوام أشار إلى أن القوة الصاروخية تعد أحد برز أسلحة القوات المسلحة، وإلى أنها خضعت لعملية بناء متكامل خلال

فترة العدوان والحصار، مضيفاً أنها “كانت حاضرة في المعركة وتمكنت القوات المسلحة من خلال هذه اليد الضاربة من توجيه ضربات موجعه للعدو والحقت به خسائر كبيرة”.

 

في إشارة واضحة إلى سر فاعلية الصاروخية لفت متحدث القوات المسلحة في مؤتمر سبعة أعوام، إلى أن الصاروخية اعتمدت على تراكم الخبرة في المؤسسة العسكرية، والاستفادة من التجارب في التطوير، وباتت تعتمد بنسبة 100% على خبرات يمنية، مشيراً إلى أنها تمتلك مخزوناً استراتيجياً تعمل على تعزيزه يوماً بعد آخر ليشكل ضمانة دفاعية لهذا الشعب ضد كل المتآمرين والغزاة وأذنابهم.

 

أبابيلٌ يمنية

لم تكن القوة الصاروخية وحيدة في دك عمق دول العدوان، بل أردفتها الأيادي اليمنية، بسلاح الجو المسيّر الذي أثبت وجوده بقوة في عمق العدو

وداخل الأراضي المحتلة، وشكّل حالة من الرعب لدى العدو ومرتزقته وما زال يقلقهم حتى اليوم، كونه يتجاوز قدرات العدو الدفاعية العالية التي جلبها بمليارات الدولارات.

 

بحسب إحصائيات سبعة أعوام من الصمود، التي أعلنها متحدث القوات المسلحة، نفّذ سلاح الجو المسيّر11562 عملية منها 2176 عملية داخلية و953عملية خارجية، من بينها 8433 عملية استطلاعية، ونحن هنا للتطرق إلى أنواع هذه الطائرات التي أثبتت فاعليتها في المعركة.

 

يمتلك سلاح الجو المسير فيما يتعلق بالطائرات الاستطلاعية “صماد١” وهي من أبرز الطائرات الاستطلاعية وأبعدها مدى، حيث يصل مداها إلى

٥٠٠ كم، وكذلك “هدهد١”، و”راصد” و “رقيب” و “مرصاد” و “نبأ” بمديات متفاوتة.

 

“صماد” و “وعيد”

على رأس ما يمكن الحديث عنه في صناعة الطيران المسيّر اليمني، هي طائرة “صماد 4” أول طائرة مسيرة يمنية الصنع قادرة على حمل صواريخ

جو أرض، ما يكشف بلوغ قدرات التصنيع العسكري اليمني مرحلة إنتاج طائرات مسيرة تؤدي مهام الطائرات الحربية المقاتلة لتحالف العدوان.

 

أما الطائرات الهجومية فمن أبرزها وأفضلها “صماد٣”، والتي يصل مداها إلى ١٧٠٠ كم، وأيضا “قاصف2k”، وتتمير بقدرتها على حمل كميات

كبيرة من المتفجرات، وتنفجر على ارتفاع عشرة أمتار فوق الهدف، كما يبلغ مداها 1000 كم.

 

ومن إبداع العقل العسكري اليمني طائرة “شهاب” الهجومية الذكية للأهداف الثابتة والمتحرّكة، يبلغ مداها أكثر من 1000 كلم، وتحمل عدد من

الرؤوس شديدة الانفجار، وكذلك “خاطف” و”رجوم” التي تستطيع حمل ٦ قنابل هاون عيار ٦٠ ملم، ومزودة بآلية قذف القنابل أثناء التحليق.

 

في هذا السياق ولأن القوات المسلحة لا تكشف عن أي سلاح لها إلا بعد تجريبه في المعارك، فإن الكشف العام الماضي عن طائرة “وعيد” المسيّرة

التي تحلق بمدى 2500 كم، يصل إلى عمق الأراضي الفسلطينية المحتلة، يعد إشارة واضحة وتهديد جلي للعدو الإسرائيلي، ولا يستبعد أن “وعيد”

قد قامت بجولات استطلاعية هناك.

 

سلاحٌ فعّال

في سياق الحديث عن تعاظم القدرات التصنيعية وتحديداً في تصنيع الطائرات المسيّرة أوضح السيد القائد في كلمته الأخيرة باليوم الوطني للصمود،

أن صناعتها مستمرة سواء للجبهات أو المديّات البعيدة، مؤكداً أنها سلاح فعال يؤرق الأعداء ويمثل معضلة لهم.

 

وعن جانب التصنيع في سلاح الجو المسيّر أكّد وزير الدفاع اللواء محمد ناصر العاطفي الطيران المسير يشهد تحديثا بخبرات وكفاءات يمنية، وأنه

سيكون عند مستوى المهام “الجيو استراتيجية” المسندة إليه، وهنا نشير إلى قدرة الطيران المسير اليمني على التخفي واختراق أحدث منظومات

الحماية الأمريكية، الأمر الذي جعلها محط اندهاش الجميع.

 

أما متحدث القوات المسلحة فقد أكّد في مؤتمره الأخير أن سلاح الجو المسيّر وسّع خلال العام الأخير دائرة العمليات الاستطلاعية لتشمل كافة أراضي العدوين السعودي والاماراتي، إضافة إلى المياه الإقليمية اليمنية في البحرين العربي والأحمر وخليج عدن وباب المندب، مضيفاً و”سيصل عما قريب إلى ما هو أبعد من ذلك”.

 

شهبٌ ثاقبة

لأهميته في تحصين الأجواء من عبث الطائرات المعادية، حرصت أمريكا على تدميره قبل العدوان على اليمن، وبعد تأكدها من استكمال المؤامرة

عليه، أطلقت مقاتلاتها العدوانية لتعبث بسماء وأرض اليمن، في الحين الذي كانت القيادة الثورية قد وضعته كخيار مهم ونوعي من الخيارات

الاستراتيجية للمواجهة مع العدو، ونحن هنا نتحدث عن منظومات الدفاع الجوي.

 

ما تبقى لليمن من صواريخ ومنظومات دفاع جوي، لم تصلها الأيادي الأمريكية وعملائها، جرى العمل على إعادة جاهزيتها وتطويرها لمواكبة

احتياجات معركة حماية الأجواء، ودخلت المعركة بفاعلية عالية، لتتجاوز عمليات الدفاع الجوي ال 4000 عملية خلال سبع سنوات، تنوعت بين

التصدي والإجبار على المغادرة وكذلك الاعتراض والإسقاط، وفقاً لإحصائيات القوات المسلحة لسبعة أعوام من الصمود.

 

تكشف الإحصائيات أن وحدات الدفاع الجوي نجحت في تنفيذ 1971 عملية إسقاط وإصابة، و2250 عملية تصدي واعتراض؛ منها 158 عملية

إسقاط طائرات استطلاعية مقاتلة، وإسقاط 13 حربية و10 أباتشي، وإسقاط 6 طائرات مروحية نقل منها “بلاك هوك”، وإسقاط 34 طائرة مسلحة

بدون طيار تابعة لسلاح الجو الأمريكي للعدوان، ناهيك عن إسقاط 95 طائرة استطلاع تجسسية.

 

“من نقطة الصفر”

يزيد الخطر المحدق بطائرات العدوان، وتصبح رغم قوة إمكانياتها وتعقيد تقنياتها مهددة بالموت في أي لحظة مع استمرار تطوير الدفاعات الجوية

اليمنية، بخبرات وكفاءات يمنية بحتة تمكنت من تحقيق إنجازات متسارعة وتحولات كبيرة في صناعة وتطوير منظومات الدفاع الجوي التي ستفاجئ

الجميع، بحسب تأكيد وزير الدفاع في تصريحاته الأخيرة.

 

في سياق التصنيع للدفاع الجوي، أكّد السيد القائد كلمته بمناسبة اليوم الوطني للصمود الذكرى السابعة، أن مسار التصنيع في الدفاع الجوي

والمسيّرات والصاروخية انطلق من نقطة الصفر في ظل عدوان وحصار شديد وحقق نتائج إيجابية.

 

جدير بالذكر، أن القوات المسلحة باتت تمتلك العديد من منظومات الدفاع الجوي التي جرى تطويرها بأيادٍ يمنية، منها ما أفصحت عنه القوات

المسلحة كـ”فاطر” و “ثاقب”، ومنها ما لم تفصح عنه بعد، ويذكر أن القوات المسلحة لدى إعلانها إسقاط طائرات العدو تؤكد إما بسلاح مناسب أوبصاروخ لم يكشف عنه بعد، ما يثبت أن ما لم يتم الكشف عنه أكثر مما قد تم الإعلان عنه، وكذلك بالنسبة للمدَيَات.

 

“حتى في البحر”

كما هي الأهمية التي أولتها القيادة لجانب القوات الجوية، تأتي أهمية القوات البحرية التي مرت بطور البناء والتحديث بما تتطلبه المواجهة،

واستطاعت حماية السواحل اليمنية الواقعة ضمن نفوذها من اختراقات بوارج وفرقاطات العدو، وتحديداً بالتزامن مع هجمة قوى العدوان على الحديدة.

 

بهذا الصدد يؤكد متحدث القوات المسلحة أن القوات البحرية نفّذت خلال السبع السنوات 35 عملية نوعية، أبرزها استهداف فرقاطة “المدينة”

وفرقاطة “الدمام” السعوديتين، والسفينة الحربية ” سويفت” الإماراتية، ومؤخراً ضبط سفينة الشحن العسكرية الإماراتية “روابي” بعد دخولها المياه

الإقليمية اليمنية، في ضربة قاصمة للعدو، أُطلقت فيها شرارة معركة تحرير السواحل اليمنية.

 

فيما يتعلّق ببناء القوة البحرية اليمنية بيّن السيد القائد في كلمته الأخيرة بمناسبة اليوم الوطني للصمود، أن القوة البحرية نهضت من نقطة الصفر

بفعالية عالية وردع تام لقوى العدوان عن مهاجمة أي مدينة ساحلية، مبشّراً بعمل كبير لتطوير القوة البحرية ستظهر نتائجه في المستقبل القريب.

 

في معرض الشهيد القائد للصناعات العسكرية جرى إزاحة الستار عن ألغام بحرية من طراز “كرار1” و “كرار2” و “كرار3” و “عاصف2″ و ”

عاصف3″ و “عاصف4” و “شواظ” و”ثاقب” و “أويس” و “مجاهد” و “النازعات”.

 

حرصنا على امتلاك مديات بعيدة في تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة، و “عملنا على أن نطلق الصواريخ والمسيرات من أي مكان نريد

الإطلاق منه وإلى أي هدف نريده حتى في البحر” بهذا يؤكد السيد القائد، لدى كلمته الأخيرة بمناسبة اليوم الوطني للصمود.

“وأعدّوا”

 

مسار التصنيع العسكري لم يقتصر على الصاروخية والطيران المسيّر والدفاع الجوي فقط، فالمواجهة مع قوى العدوان شاملة، والجغرافيا التي تدور

عليها المعارك بمساحات هائلة، فضلاً أن استمرار التصدي لقوى العدوان لم يتوقف منذ سبع سنوات، ما يفرض على القوات المسلحة تنمية مسار

التصنيع العسكري بشكل شامل يضمن توفير الإمكانيات المناسبة لكسر غطرسة العدو.

 

عن التصنيع الحربي الشامل في مختلف المجالات، أكّد السيد القائد، في كلمته باليوم الوطني للصمود، “شهدنا نجاحا كبيرا في تصنيع المدفعية

خصوصا سلاح الهاون وقذائفه ووصلنا إلى الاكتفاء الذاتي في هذا المجال”.

 

السيد القائد أضاف “نصنع الكلاشنكوف والقنّاصات وأنواعا كثيرة من الأسلحة، والتصنيع الحربي مزدهر وواعد وبلدنا سيكون في مقدمة البلدان

المنتجة للسلاح”، وفي الشأن، أُزيح العام الماضي الستار عن صناعات جديدة لمختلف وحدات القوات المسلحة، ضمن معرض الشهيد القائد،

بخصائص قتالية وتكتيكية وفاعلية عملياتية لأسلحة ونماذج جديدة لمنظومات وطرازات متعددة.

 

طبقاً لتصريحات القوات المسلحة حينها، فإن تلك النماذج والمنظومات دخلت المواجهة خطوط إنتاج حربي محلية الصنع ١٠٠%، بعد أن أثبتت

كفاءتها وفاعليتها العالية في الميدان، بدءاً من البالستيات والمجنحات والمسيّرات، مروراً بالأسلحة البحرية وأسلحة ضد الدروع، وصولاً إلى أسلحة

المشاة والمدفعية والقناصة وغيرها من الأسلحة.

 

قادمون

حينما يتوعّد وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، في تصريحاته الأخيرة، أن العام الثامن من الصمود سيكون عام أعاصير اليمن

والإنجازات التسليحية الاستراتيجية الأكثر تطوراً والأقوى ردعاً للعدوان وأذنابه، وتتواصل الضربات النوعية الموجعة للعدو، فإن ذلك بلا شك قد حدث ويحدث باستمرار.

 

العميد يحيى سريع لدى مؤتمر سبع سنوات من الصمود في وجه العدوان، هو الآخر، أكّد أن القوات المسلحة – بعون الله – بصدد إجراء عمليات

تجريبية لأسلحة نوعية جديدة ستدخل على خط المعركة خلال المرحلة المقبلة، محذراً أن “على العدو أن يتوقع منا المزيد من العمليات العسكرية

النوعية التي قد تشمل أهدافاً حساسة ضمن بنك أهداف جديد يشمل عواصم العدوان وأبرز منشآته الحيوية”.

 

هنا نؤكد استمرار وتيرة التصنيع الحربي في مختلف المجالات في العام الثامن بتأكيد السيد القائد في كلمته بمناسبة اليوم الوطني للصمود الذكرى

السابعة، حيث أكّد بصريح العبارة “قادمون في العام الثامن بصواريخنا البالستية، بطائراتنا المسيرة المنكلة بالأعداء، البعيدة المدى، “قادمون في

العالم الثامن بإنتاجنا الحربي وأسلحتنا البحرية التي تغرق الأعداء”.

 

أن يتحول اليمن إلى بلد منتج للسلاح لدرجة الاكتفاء من جميع الجوانب، هو ما لم تكن قوى العدوان تتوقعه أو تسمح به، فهي عرفت اليمن المرتهن

لها والضعيف والمهزوز وهو في ظروف طبيعية ودولة قائمة لا تعاني من حرب ولا حصار، وهي بعدوانها السافر منذ أكثر من سبع سنوات أجبرت

اليمنيين على تحويل التحدي إلى فرصة، والعاقبة للمتقين.