المقاومة الفلسطينية ترصد «مركبات النار» بدقة متناهية
الصمود | مع بدء جيش العدو، أمس، مناورة عسكرية ضخمة باسم «مركبات النار»، دخلت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة حالة الاستنفار القصوى، خشيةً من إقدام “إسرائيل” على عملية اغتيال غادرة لأحد قادتها، في ظلّ حملة تحريض كبيرة مستمرّة ضدّ قائد حركة «حماس» في غزة، يحيى السنوار.
وبحسب مصادر في المقاومة تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن الاستنفار شمل المستويات كافّة، تحسّباً لإمكانية استغلال العدو المناورة من أجل شنّ هجمات خاطفة ومكثّفة ضدّ القطاع، خصوصاً في ظلّ تحليق مكثّف لطائرات الاحتلال الحربية في سماء غزة، واختراق حاجز الصوت مراراً. وبحسب المصادر، تُراقب الفصائل مجرى المناورة التي تُعدّ الأكبر في تاريخ الكيان، وتشارك فيها كلّ أذرع هيئة أركانه، بالإضافة إلى الأجهزة الأمنية التابعة له، وتحاكي حرباً متعدّدة الجبهات في آن واحد. وينبع تقدير المقاومة في شأن إمكانية إقدام العدو على عمل «غادر» في القطاع أو خارجه ضدّ قيادات فلسطينية، من حقيقة التحريض الذي يملأ وسائل الإعلام العبرية، والخشية من استثمار حالة الاستنفار لاتّخاذ خطوة من هذا القبيل، على أمل احتواء ردّ فعل المقاومة.
وكان العدو أعلن عن المناورة بعد انتهاء اجتماع المجلس الوزاري المصغّر (الكابينت)، الذي استمرّ لمدّة 4 ساعات، وناقش سبل مواجهة المقاومة في غزة، والمتّهمة بالتحريض على العمليات في الضفة والداخل المحتلّ. وتشارك في المناورات التي تستمرّ لمدّة شهر كلّ الأذرع في جيش الاحتلال، وهي أسلحة البرّ والجوّ والبحر والاستخبارات والاحتياط، بالإضافة إلى مختلف المناطق العسكرية الشمالية (الجولان وشمال فلسطين) والجنوبية (قطاع غزة) والوسطى (الضفة). وأُجّلت المناورة في أيار من العام الماضي، في الدقائق الأخيرة، بسبب اندلاع مواجهة عسكرية مع غزة. ونفّذ جيش الاحتلال، قبل عامين، آخر مناورة أركانية تحت مسمّى «الحجر الرئيس»، حاكت حرباً شاملة على عدّة جبهات، مع التركيز على الجبهة الشمالية، بهدف تحسين قدرة هيئة الأركان العامة ومقرّات الحرب الرئيسة.