الدورات الصيفية .. حصانة تربوية لأجيالنا
مقالات|| الصمود|| زيد الشُريف
في ي ميادين الصراع المتعددة بين الحق والباطل يكون الجانب التربوي والفكري والإعلامي والثقافي من أبرز مجالات الصراع، حيث يسعى أعداء الحق إلى غزو المجتمع المسلم بثقافات مغلوطة وعقائد باطلة من خلال تزييف الحقائق والتحريف والتشكيك ونشر الشائعات ومحاربة العملية التعليمية بشتى الطرق والوسائل كما هو الحال عليه اليوم بالنسبة للشعب اليمني الذي يتصدى للعدوان الأمريكي السعودي العدوان الذي يستهدف التربية والتعليم بشكل مركز ويعمل على تدمير المدارس والجامعات وحتى المساجد، ويعمل على تجهيل المجتمع اليمني وتدجينه ليس فقط عسكرياً وامنياً بل حتى إعلامياً من خلال القنوات الفضائية ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي ولكن دول العدوان تفشل في ما تسعى إليه لأن الشعب اليمني يتمتع بوعي كبير ويدرك جيداً أهمية وضرورة أخذ التربية والتعليم والثقافة السليمة من مصادرها الموثوقة والصحيحة، ولهذا صمد على مدى اكثر من سبع سنوات في مواجهة العدوان.
ولأن الشعب اليمني المسلم الصامد يخوض معركة شاملة في مواجهة دول تحالف العدوان، فهو يعي جيداً أن الدورات الصيفية تمثل فرصة تربوية ذهبية يجب استغلالها وعدم تفويتها، ولهذا يهتم المجتمع اليمني بالدفع بأبنائهم إلى المراكز والمدارس الصيفية لتعليمهم وتحصينهم من الجهل والضلال والضياع بالثقافة القرآنية التي تبني الأجيال الناشئة بناء سليماً قائماً على الوعي والبصيرة والنور والهدى، وهذا يعد ميداناً جهادياً إيمانياً تربوياً له آثار عظيمة ومهمة في مواجهة المعتدين الذين يعملون بكل ما يستطيعون على تجهيل وتدجين الشعب اليمني، لأنهم يدركون جيداً أن قوته الحقيقة تكمن في ثقافته القرآنية التي تمنحه العزة والقوة النفسية والإيمانية والمعنوية وتجعله يتحرك بكل قوة في مختلف ميادين الصراع في مواجهة الباطل وهو على بصيرة من امره ويقين بأحقية ما هو عليه ويستمد نصره وعونه من الله تعالى، لأن من أبرز ثمار الثقافة القرآنية هو أنها تمنح أهلها الثقة الكبيرة والعالية بالله تعالى.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي- في كلمته الأخيرة خلال تدشينه الدورات الصيفية لهذا العام- أشار إلى أن ميزة النشاط التعليمي والتربوي من خلال الدورات الصيفية أنه يأتي في إطار التوجه التحرري للشعب اليمني المجاهد الصامد استنادا إلى نور الله وانطلاقا من هويتنا الإيمانية بوعي وبصيرة وفق هدى الله تعالى.. مؤكداً أننا في أمس الحاجة إلى أن نتحصن بالنور والهدى وفق ثقافة القرآن الكريم ونحصن أجيالنا الناشئة بها لأن أعداء الأمة يسعون بكل جهد وبكل الطرق والوسائل لاستهداف هذه الأمة واختراقها فكرياً وثقافياً وإضلالها واستهدافها تربوياً وإعلامياً ويعملون على تزييف الحقائق ونشر الشائعات بهدف حرف الأمة عن مسارها الصحيح، ونحن اليوم كشعب يمني في معركة مباشرة شاملة مع الباطل بكل أنواعه ويتوجب علينا أن نعمل بكل جد على تحصين أنفسنا وأولادنا من الضلال والانحراف، والفرصة سانحة والمجال مفتوح من خلال الدفع بأبناء المجتمع اليمني إلى المراكز والمدارس الصيفية لتلقي العلوم الإسلامية والثقافة القرآنية لكي نضمن لأنفسنا جيلاً قوياً متحصناً بالعلم والمعرفة.
لا يستطيع أحد أن ينكر أن هناك هجمة إعلامية وثقافية وفكرية تستهدف المجتمع المسلم بشكل عام والمجتمع اليمني بشكل خاص وهذا شيء نلمسه في واقعنا، باستمرار في إطار الصراع الذي نخوضه في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي ولهذا نجد أنه من الضروري جداً التصدي لهذه الهجمة بكل الطرق وفي مقدمتها الدورات الصيفية التي تمنح أجيالنا الحصانة الحقيقية من أي اختراق يأتي من جهة الأعداء، وهذا مسؤولية الجميع على المستويين الرسمي والشعبي من المثقفين والتربويين والإعلاميين ومن لديه القدرة على الإسهام في نجاح أعمال ومهام الدورات الصيفية، لأن الجيل الناشئ بحاجة إلى تربية ثقافية إيمانية قرآنية تقدم الصورة الحقيقية الراقية التي يريدها الله في الواقع البشري، ولأن الأعداء يركزون بشكل كبير على الجيل الناشئ وعلى الشباب لأنهم يرون فيهم قوة الأمة ومستقبلها، فيركزون عليهم تركيزاً كبيراً للتأثير السلبي عليهم حتى لا يتوجهوا الاتجاه الصحيح الذي يجعل منهم أمة قوية تنهض بنفسها وتتحرر من تبعية أعدائها وتنطلق على أساس هدى، ولهذا يجب الاهتمام من قبل الجميع بالدورات الصيفية.