بالأمس القريب دشن الأخ الدكتور/ عبد العزيز صالح بن حبتور امتحانات الثانوية العامة والمرحلة الأساسية (191000) مائة وواحدة وتسعون ألف طالب وطالبة في الثانوية العامة وضعف العدد في المرحلة الأساسية، الأرقام كبيرة جداً تؤكد على حالة الارتقاء التي وصلنا إليها في مجال التعليم خلال ثلاثة عقود من الزمن خاصة إذا ما وضعنا في الحسبان تلك العثرات الكبيرة التي رافقت العملية والأفكار المزاجية التي فرضت نفسها على الواقع في المرحلة الماضية بفعل الغزو الثقافي الممنهج الذي أراد أن يغير الهوية اليمنية ويشوه المناهج التعليمية لخدمة أهداف وأغراض خارجية إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل وهاهو الواقع يؤكد ذلك . رغم محاولة الأعداء التي سعت إلى إفشال العملية التعليمية وطالت الكثير من المدارس بهدمها عبر الغارات الجوية وتمادت أكثر في قطع الرواتب الأساسية على المدرسين والكادر التعليمي بشكل عام مع ذلك هاهي الحقيقة تتضح والطلاب والطالبات يتحركون بالآلاف نحو المدارس لأداء الامتحانات بدءاً بالثانوية ثم امتحانات الشهادة الأساسية كل ذلك يبين صورة أخرى للصمود في البلاد والقدرة على مواجهة صلف الأعداء.
المراكز الصيفية
الصورة الثانية المرادفة لنفس الصورة والمكملة لها ظهرت في المراكز الصيفية، وذلك الحضور الكثيف الذي أذهل المراقبين خاصة بعد الكلمة التوجيهية لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله ، طبعاً الخطوة أفزعت الأعداء إلى حد القلق وتفرغت قنوات بذاتها للنيل منها والحديث بأسلوب سمج عن أبعادها وأهدافها رغم أنها لا تحتمل كل ذلك البهتان والزيف لأنها لا تعدو عن كونها مكملة للعملية التعليمية على أساس سليم يركز على إنعاش الجانب الديني والارتقاء بفهم الطلاب والطالبات إلى مستوى معرفة العلوم الشرعية والاستعداد للمرحلة الجامعية على أساس سليم بعد أن ظللنا لزمن طويل نعاني من جهل الناس وعدم معرفتهم بما يخص الشئون الدينية خاصة العبادات وفقه المعاملات وما يتصل بالسلوك الإيماني، فلقد مضت الفترة الماضية خلال عقود الظلام والناس يعيشون حالة استلاب رهيب تتقاذفهم موجات الوهابية ومناهج الإخوان المسلمين بما هي عليه من الضيق والانغلاق والتطرف وبما أدت إليه من كوارث لم تستثن شيئاً حيث أقدم المصابون بعاهات التطرف على تفجير المساجد واستهداف العلماء والقيام بأعمال أكثر بشاعة تتعارض مع أبسط قيم الإسلام الحنيف وجاءت اليوم المراكز الصيفية لكي تصحح المسار وتعيد الناس إلى ذلك السمو العظيم والتسامح الديني الذي عُرف به اليمنيون على مدى قرون من الزمن فلم نسمع في الماضي أن هناك شجاراً بين يمني وآخر على أساس مذهبي أو على خلاف يخص العبادات، الكل يصلي خلف الكل والكل يصوم مع الكل على أساس أننا كلنا مسلمون وأن الخلافات ليست إلا جزئية بسيطة تتعلق بالأشياء الثانوية أو المندوبات، أما الأحكام الأساسية فلا خلاف عليها هذا بعكس ما روجه المرجفون الذين حاولوا الإساءة إلى الدين وتوظيفه لخدمة أغراض دنيئة، لكن المسار اليوم عاد إلى وضعه الطبيعي وسيعود التسامح إلى نفوس اليمنيين ويقودهم إلى سابق عهدهم غير آبهين بذلك التوجيه الخبيث الذي أنفقت من أجله السعودية المليارات من الريالات لكنه ولله الحمد تبخر وذهب أدراج الرياح بعد أن وجدت الإرادة اليمنية الصادقة التي تحرص على تنمية الروح الوطنية بأفقها الإيماني البعيد كل البعد عن الحقد والعداوات ورغبات الانتقام والمطلوب فقط أن يتعاطى الناس بإيجابية مع هذه المراكز ويدفعوا أبناءهم إليها غير مهتمين بدعوات التضليل والزيف التي يبثها الأعداء، وهذه هي صورة جديدة للصمود تتعاضد مع الصمود الأسطوري في جبهات العزة والكرامة.. والنصر قريب إن شاء الله، والله من وراء القصد.