الحرب في أوكرانيا وعلاقتها بالعدوان على اليمن
مقالات|| الصمود|| زينب إبراهيم الديلمي
قد يستفهمُ سائلٌ: لأي سببٍ أرادت السعوديّةُ الاستراحةَ من حربها العدواني على اليمن، ولم يكن دأبها أن توقفَه بشكل كامل؟
وَأيُّ تفكيرٍ قادَها لأن تطلُبَ هُدنةً من شأنها أن تُقلِّلَ من خساراتها الفادحة في الجبهات من جنودٍ وغنائم وما شاكل ذلك؟!
وهل للحرب الروسيّة الأطلسية في أوكرانيا الدورُ الفاعلُ لأن يلتفت العالَمُ ولو بالقليل إلى عبثيّة العدوان وحربه وحصاره الخانقين على اليمن؟
لكُلٍّ مُستفهمٍ مجيب، ولكي نُقيس الأمر بترمومتر الواقع علينا أن نعزوَ الأمر إلى الأسباب التي أَدَّت إلى المُقارنة المذكورة أعلاه:
أولُ الأسباب أنّ أمريكا هي رأسمالُ العدوان على اليمن وقُبطانها الأَسَاس.. وهي التي تقودُ وتدعمُ قُفازاتها “السعوديّة والإمارات” وتُسيّرُهم وفق إرادتها، فالاستراحة أرادتها أمريكا بإعلان هُدنةٍ مُدتها شهران قابلة للتمديد، وليست السعوديّة، فالسعوديّة هي أدَاة تنفيذ لربيبتها أمريكا ليس إلا.
وثانيها أن الهُدنةَ المُعلَنة هي حاجة أمريكيّة وطلبٌ أمريكي بامتيَاز، بالتزامن مع الحرب الروسيّة الأطلسية في أوكرانيا وقطع روسيا إمدَادات النفط والغاز على دول أُورُوبا؛ بسَببِ العقوبات الأُورُوبيّة على روسيا المؤدية عكس ذلك، وكذلك عمليّات إعصار اليمن وكسر الحصار بثلاثيّاتها المُباركة التي أَدَّت إلى تفحُّمِ أفئدة نماردة البيت الأبيض، برؤيتِهم لاحتراق النفطِ السعوديّ والإماراتي.
وخشية أن ترى مجدّدًا ذلك المشهدَ المهولَ بالنّسبة لها والمُطمئن بالنّسبة لنا.. أعلنت عن حاجتِها المُلحّة لهذه الهُدنة وتسعى حثيثاً لتمديدِها مجدّدًا بعد الثاني من أغسطُس، ليس تحنُّناً منها وشفقةً على الشعب اليمني.. ولا خيرَ في كثيرٍ من وعودها المُضلّة والكاذبة بأنّ ما تجلب معها هو لصالح اليمن وأرضه وشعبه، وإنما تفادياً لأن يُضرَبَ النفط بسجّيل وذي الفقار وصمّاد والقُدس.
وأخيرها أنّ العلاقةَ بين كلتي المُقارنتين علاقةُ كسرٍ للهيمنة الأمريكيّة وقطبها الأُحادي، وأن الفأسَ الروسي وقع على رأس دول الغرب جمعاء.. وكان لليمن حضورُها البارزُ بأن تأتيَ هذه الحرب لصالحها وفرصتها السانحة لأن تكسرَ شوكةَ العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ المفروض عليها.
ما رأته صنعاءُ وقيادتُها الثورية والسياسيّة أقدمت عليه في خوضِ غمار فرض الشروط المواتيّة والإلزاميّة بوقفِ العدوان ورفع الحصار وخروجِ الاحتلال من أرض اليمن التي أقرها قائدُ الثورة، وفي ظل مساعي دولِ العدوان لتمديد الهُدنة لستة أشهر يبقى لسانُ المقال والحال مقولةَ رئيس وفدنا الوطني: لا استقرارَ للمنطقة دون استقرار اليمن.