السيد حسن نصر الله: كل الحقول في فلسطين المحتلة في دائرة التهديد وليس “كاريش” فقط
السيد حسن نصر الله: كل الحقول في فلسطين المحتلة في دائرة التهديد وليس “كاريش” فقط
الصمود../
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن لبنان كان مستباحاً جواً وبراً وبحراً للعدو الصهيوني، وكانت الذروة في الاستباحة عام 1982 عندما أراد إدخال لبنان في العصر الإسرائيلي.
وأوضح السيد نصر الله في “حوار الأربعين” على قناة “الميادين” مساء الاثنين، أنه لم يكن هناك ما يردع العدو الصهيوني من اجتياح لبنان وقبل الاجتياح لم يكن هناك ما يردعه من العدوان المتكرر على لبنان.
وأشار إلى أن بدايات الردع بدأت عام 1984 – 1985، عندما اضطر العدو الصهيوني للانسحاب من مناطق واسعة في لبنان، نتيجة مجموعة كبيرة من العمليات النوعية والكبيرة التي نفذتها فصائل متنوعة من المقاومة اللبنانية.
وقال السيد نصرالله: “هذا كان الردع الأول وهو انجاز كل حركات المقاومة التي نفذت عمليات استشهادية وشارك فيها لبنانيون وفلسطينيون في تلك المرحلة”.
وأضاف أن “المرحلة الثانية من الردع بدأت بعد العام 1985، عندما كان العـدو الإسرائيلي يحاول التقدم إلى بلدات وقرى ويتعرض لمواجهة عـنيفة جدًا.. هنا تغير المشهد.. على سبيل المثال تجربة ميدون حيث كان هناك قتال عنيف جدًا”.
وتابع السيد: “المرحلة الثالثة من الردع تطورت من 1992 إلى تموز 1993 حيث وصلنا إلى ردع عالي وحصلت بعض الخروقات، وفي عدوان 1996 ثبت ردع 1993 وكان تمهيدًا لتحرير 2000”.
وأوضح السيد نصرالله أنهُ من عام 2006 إلى اليوم لم تحصل أي غارة إسرائيلية باستثناء واحدة على نقطة حدودية ملتبسة بين لبنان وسوريا وغارتان على فلوات، مؤكدًا أن المقاومة ردّت عليها كلها.
وقال: “نتيجة حرب تموز2006 أدرك العدو أن المواجهة مع المقاومة خطيرة وقدراتها أصبحت تتجاوز المستعمرات على الحدود إنما تمتد إلى الشمال والوسط”.
وحول مقولة “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”
قال السيد نصر الله: “في خطاب بنت جبيل نحن أمام انتصار تاريخي وغير متوقع في العالم العربي خطر في بالي أنه الوقت المناسب لهذا التوصيف فذكرته وأعتبر أنه من توفيق الله”.
واعتبر أن جزءًا أساسيًا من المعركة اليوم هو تأمين البديل عن الغاز والنفط الروسي لأوروبا والرئيس الأمريكي جو بايدن جاء إلى المنطقة من أجل الغاز والنفط، والإضافة التي يمكن أن تقدمها السعودية والإمارات لا تستطيع أن تسد الحاجة، لذلك طلبوا من “الإسرائيليين” الإسراع بالتصدير من كاريش.
وحول معادلة كاريش وما بعد كاريش:
قال السيد نصر الله: “قلت في الخطاب إن المسألة أكبر من كاريش مقابل قانا.. لو جمّد العـدو الاستخراج من كاريش كان لبنان حقق نصرًا معنويًا لكن دون إنجاز عملي”، مشيرًا إلى أنه يوجد تقدير يقول بأن بايدن اليوم لا يريد حربًا أخرى في المنطقة.
ورأى السيد نصر الله أن “هناك فرصة الحاجة الأمريكية الأوروبية الإسرائيلية لاستخراج النفط والغاز وفرصة أنهم لا يريدون حربًا أخرى هنا يجب أن يستفيد لبنان من الفرصة الذهبية، لذلك قلت إن الموضوع هو كل حقول النفط والغاز المنهوبة من السواحل الفلسطينية المحتلة مقابل حقوق لبنان بترسيم الحدود والاستخراج”.
ولفت السيد نصر الله إلى أن العدو أنهى التنقيب والحفر والاستكشاف والسفينة هي لأجل الاستخراج وهم منعوا كل الشركات من القيام بأي خطوة مع لبنان قبل ترسيم الحدود البحرية، وهذا كان ضغطًا على الدولة اللبنانية للقبول بـ”خط هوف” أو الخط الذي يريده “الإسرائيلي”.
وأضاف السيد نصر الله أن “كل الحقول هي في دائرة التهديد والاحداثيات موجودة لدينا والحقول التي تستخرج وتبيع وتلك التي يستمر التنقيب والحفر فيها والمجمدة أيضًا ولدينا القدرة ولا يوجد هدف للعدو في البحر والجو لا تطاله صـواريخ المقاومة الدقيقة”.
وأشار إلى أن الدولة اللبنانية تتحدث عن ترسيم الحدود البرية اللبنانية مع فلسطين المحتلة وعن حق لبنان باستخراج النفط والغاز وما طلبته من الوسيط الأمريكي قدمت من خلاله تنازلًا كبيرًا وهذا معروف في البلد.
وقال: “عملياً لبنان الرسمي قدم عرضاً ينبغي أن لا يرفضه العـدو.. المطلوب ليس فقط تحصيل الحدود التي طلبتها الدولة اللبنانية بل أيضًا رفع الفيتو والمنع والتهديد للشركات (توتال الفرنسية وشركات ايطالية وروسية)”.
وأشار السيد نصرالله على ضوء الجواب “الإسرائيلي” يتقرر الموقف ولبنان هو المعتدى عليه، وإذا حاولوا الخداع والتسويف سنعتبر أن أمريكا و”إسرائيل” يخدعان لبنان ونحن بلد لا يقبل بالخداع”.
ونبّه السيد نصر الله أن الوقت ليس مفتوحًا بل فقط إلى سبتمبر.. إذا جاء أيلول وبدأ العـدو بالاستخراج ولم يأخذ لبنان حقه فنحن ذاهبون إلى المشكل”.
وعندما سأله محاوره غسان بن جدو عمّا سيحدث؟ أجاب السيد نصر الله: “بكرا بتشوف”.
وقال السيد نصرالله: أنا جاهز لجلب الفيول الإيراني إلى معامل الكهرباء اللبنانية مجاناً على أن توافق الحكومة اللبنانية على ذلك”، مضيفًا “للأسف الشديد ليس هناك جرأة سياسية في لبنان على هذه الخطوة نتيجة الخوف من العقوبات الأمريكية على الأشخاص وعائلاتهم”.
وكشف السيد نصر الله وللمرة الأولى أنه “لطالما دخلت مسيّراتنا إلى الجليل وفلسطين المحتلة ورجعت وذهبت عشرات المرّات خلال السنوات الماضية دون القدرة على إسقاطها، ومسيّرة ثالثة لم يسقطها العدو الصهيوني فوق حقل كاريش.
وأكد أن حزب الله ليس بحاجة لإطلاق مسيّرات لاستكشاف كاريش “ونملك وسائل تمكننا من معرفة كل ما يرتبط بالسفينة (المنصة) وتحركاتها والقوة البحرية”.
وأكد السيد قائلًا: “لدينا قدرة بحرية ما (دفاعية وهـجومية) كافية لتحقيق الردع المطلوب والأهداف المنشودة”.
وشدد على أن حزب الله لا يكشف أوراقه عن قدراته الجوية، وقال: “بعد إرسال مسيّرات إسرائيلية إلى الضاحية الجنوبية أخذنا قرارًا بمواجهة المسيّرات ضمن مستوى معين.. اعتبرنا أن تلك العملية تطور خطير لأنها انتقلت من جمع المعلومات إلى التـفجير.. نحن نتحرك في ظروف أمنية صعبة جدًا”.
وأشار إلى أن المسيرات الإسرائيلية كانت تستبيح البقاع والجنوب بشكل كبير لكن الوتيرة خفت كثيراً بعد رد المقاومة.
وعمّا إذا كان حزب الله مستعد للعب دور الوسيط بين السعودية واليمن، أجاب السيد نصر الله: “بشكل رسمي لم يُطلب من حزب الله أي تدخل مع سماحة السيد عبد الملك الحوثي.. ونحن لسنا وسيطًا مع السعودي، بل نحن طرف.. أنا لست وسيطًا بل أنا مع السيد عبد الملك الحوثي ومع الشعب اليمني”.
وأكد السيد نصر الله أنه “لا يوجد شيء لدى اليمنيين لكي يقدموا فيه تنازلًا”، معتبرًا أن “قبول اليمنيين بوقف إطلاق نار بدون رفع للحصار هو موت وهذا ما يرفضه السيد عبد الملك الحوثي.. هنا يوجد فخ والإخوة في اليمن منتبهون لهذا.. المطروح كبداية للحل وقف إطلاق نار ووقف للحصار ثم الحوار السياسي”.
وأشار إلى أن حزب الله لا يمكن أن يطلب من اليمنيين تنازلًا، موضحا أن إشكال حزب الله الأساسي مع السعودية بدأ من اليمن ومرتبط حكمًا باليمن.