صمود وانتصار

عملية “وحدة الساحات” تهز أركان العدو الصهيوني وتوحد ساحات المقاومة

عملية “وحدة الساحات” تهز أركان العدو الصهيوني وتوحد ساحات المقاومة

الصمود../

 

بعد مرور أكثر من عام على معركة “سيف القدس” حاول العدو الصهيوني فرض معادلة جديدة لتقسيم ساحات المقاومة الفلسطينية والاستفراد بفصيل واحد دون غيره، وذلك باستفراده بحركة الجهاد الإسلامي، ولم يكن يتوقع أن ساحات المقاومة ستكون بهذه القوة وبهذه الوحدة التي كسرت هيبته وهزت أركانه.

 

ومما لا شك فيه أن معركة “وحدة الساحات” التي أطلقتها سرايا القدس يوم السبت الماضي شكلت محطة هامة من محطات الاشتباك مع العدو الصهيوني والتي أكدت من خلالها على وحدة ساحات الاشتباك مع هذا العدو الغاشم، وحققت هذا الهدف بإصرارها على وحدة الصف الفلسطيني وأيضاً إطلاق سراح الأسيرين خليل عواودة وبسام السعدي.

 

ففي يوم الجمعة الخامس من أغسطس الجاري أعلن العدو الصهيوني بدء عدوانه على قطاع غزة تحت مسمى عملية “طلوع الفجر”، باغتيال قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس تيسير الجعبري، فجاءه الرد سريعاً ضمن عملية مستمرة أطلقت عليها السرايا اسم “وحدة الساحات” والتي حافظت من خلالها على معادلات معركة “سيف القدس” وإنجازاتها.

 

عملية اغتيال الجعبري فتحت النار على العدو الصهيوني الذي أحرقته صواريخ ومسيرات قوى المقاومة الفلسطينية، وحققت نصراً جديداً للمقاومة شبيه ببطولات حزب الله في لبنان وسوريا، وصواريخ اليمن التي دكت معاقل آل سعود والمطبعين في دويلات الخليج حتى أوجعتهم وأوصلتهم للاستسلام.

 

وبدأ العدو الصهيوني عدوانه باستهداف عناصر حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية المحتلة، وانتهى باعتقال الشيخ بسام السعدي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في الثاني من أغسطس الجاري.

 

ومع إعلان حالة الاستنفار القصوى لحركة الجهاد وذراعها العسكري سرايا القدس والتي أعلنها الأمين العام للحركة القائد زياد النخالة ما أدى إلى شل حركة المستوطنين الصهاينة في غلاف غزة لمدة أربعة أيام على التوالي بدون أن تطلق سرايا القدس حتى طلقة واحدة.

 

ومع استمرار الوسطاء المصريين لتخفيف التوتر وإيجاد مخرج للأزمة وتعاطي حركة الجهاد إيجابياً مع الوسطاء، أقدم العدو الصهيوني باغتيال القائد الجعبري وبعد يومين أقدم على اغتيال قائد المنطقة الجنوبية لسرايا القدس الشهيد خالد منصور في محاولة منه لطمأنت جمهوره، أنه قادر على جلب السلام والأمن لمستوطنيه في غلاف غزة.

 

وبدى مدى الإرباك الذي يعيشه كيان العدو الصهيوني في تركيز إعلامه على حركة الجهاد الإسلامي من خلال تصريحات رئيس وزراء الكيان المحتل لابيد، ووزير حربه غانتس بقولهم إن هذه المعركة لا تستهدف الشعب الفلسطيني بل تستهدف حركة الجهاد الإسلامي لوحدها.

 

في الوقت نفسه حذروا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من مساندة حركة الجهاد الإسلامي في هذه المعركة.

 

ولكن في موقف موحد ومن خلال غرفة عمليات مشتركة أجمعت عليها جميع الفصائل الفلسطينية بما في ذلك حركة “حماس” وبشكل واضح بأن عملية اغتيال الشهيد تيسير الجعبري هو اعتداء على الشعب الفلسطيني كله، وبأن العدو الصهيوني يتحمل تبعات هذا الاعتداء وبأنها مع الرد على جرائمه من خلال غرفة العمليات المشتركة.

 

وهذا ما تم بالفعل حيث تم اطلاق عملية “وحدة الساحات” بمباركة من جميع الفصائل الفلسطينية على الرغم بأن سرايا القدس تمثل رأس الحربة في هذه المعركة.

 

ويرى مراقبون أن من أهم الدلالات لمعركة “وحدة الساحات” التي أطلقتها سرايا القدس أنها حافظت على مخرجات معركة سيف القدس، التي رسخت فيها المقاومة الفلسطينية وحدة ساحات الاشتباك، والتي لن تسمح المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي بتغيير قواعد الاشتباك وبتجاوز مخرجات معركة سيف القدس بوحدة ساحات الاشتباك مع العدو.

 

من ناحية ثانية وحدت الموقف الفلسطيني للرد على جرائم العدو الصهيوني، فجميع الفصائل الفلسطينية أيدت الرد على جريمة اغتيال الشهيدين القائدين في سرايا القدس “الجعبري ومنصور” في موقف موحد من خلال غرفة العمليات المشتركة، وإن كانت سرايا القدس هي التي تصدرت المشهد.

 

كما أن الرد الممنهج لسرايا القدس أعطى دلالة واضحة على القوة الكبيرة التي تملكها سرايا القدس، والحنكة في إدارة المعركة، وإبقاء حالة الخوف والرعب لكيان العدو الصهيوني، وهذا ما لوحظ من خلال اتساع ضرب مدن وقرى ومستوطنات العدو.

 

ويذكر أن سرايا القدس أعلنت السبت الماضي، عن عملية “وحدة الساحات” والتي بدأتها عند تاسعة البهاء بتوقيت المقاومة مساء الجمعة الخامس من أغسطس الجاري.

 

وأكدت السرايا، استمرار قتالها رداً على العدوان الصهيوني وطمأنت جمهور المقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني بأن معنويات مقاتليها في أفضل حالاتها ويد مجاهديها ستظل هي العليا في الميدان.

 

وفي هذا السياق أكد النائب الفلسطيني فتحي قرعاوي، أن الساحة الفلسطينية تتعرض لهجمة احتلالية صهيونية واسعة، هدفها النيل من صمود وثبات الشعب الفلسطيني.. مشدداً على أنه لن يردع العدو الصهيوني إلا وحدة ساحات المقاومة، ووحدة الموقف والخطاب.

 

الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة، بدوره أكد أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة سجلت إنجازًا وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي”.. قائلاً: “سرايا القدس كانت تدافع عن كل الكتائب المجاهدة في الضفة وبمجرد أن اعتدى العدو على الشيخ بسام السعدي تحركنا لحماية الشيخ ومواجهة العدوان”.

 

وأوضح النخالة أن العدو لو حقق إنجازًا لما سعى للاتفاق مع الجهاد الإسلامي لوقف إطلاق النار برعاية مصرية.

 

الجدير ذكره أن حركة الجهاد الاسلامي وكل قوى المقاومة لقنت العدو الصهيوني درسا جديدًا سيقُدم القضية الفلسطينية خطوات جديدة نحو إنهاء عمر هذا الكيان المؤقت وزواله.

 

أما نيران المقاومة الفلسطينية فكما هي عادتها ستطال المزيد والمزيد من أعماق كيان العدو الصهيوني وستُدخل معادلات جديدة تصيب استراتيجيا المطبعين في أوراق الذل التي وقعوا عليها فتحرقها ثم تنشر رمادها على عروشهم فتقضي عليهم.

 

الناطق باسم سرايا القدس أبو حمزة، قال في تصريح له نقلته وكالة فلسطين اليوم” إنّ “قادة العدو والمستوطنون وقفوا يتحسسون أعلاهم وأسفلهم وما حولهم أمام رعب استنفار مقاتلينا في سرايا القدس بالوحدات القتالية المختلفة”.

 

وأضاف: “استطعنا في سرايا القدس في معركة الاستنفار، عبر عملية “وحدة الساحات” ودماء القادة الشهداء “تيسير الجعبري” و”خالد منصور” ومعهم ثلة القادة الميدانيين والمجاهدين والأبطال من أبناء شعبنا المجاهد الأبي، إثبات الحق الفلسطيني بالكرامة والحرية”.

 

وتابع قائلاً: “كما استطعنا أن نجسد أسمى معاني الانتماء لفلسطين الجغرافيا الواحدة، بعيداً عن مشاريع الفصل والعزل والتفرد، وكذلك الوقوف إلى جانب عدالة قضية أسرانا الأحرار”.

 

أما القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان فقد أكد أن معركة “وحدة الساحات” حافظت على ما حققته معركة سيف القدس من وحدة الشعب الفلسطيني وشكلت دفاعا عن الأقصى المبارك والضفة الغربية المقاومة وحافظت على كرامة الأسرى وحريتهم.

 

ويشار إلى أنه حتى الساعة الحادية عشرة مساء أمس الأحد واصلت سرايا القدس عملية “وحدة الساحات” التي أطلقتها للرد على العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وواصلت لليوم الثالث على التوالي قصف مدن ومُغتصبات العدو الصهيوني برشقات صاروخية مكثفة.

 

وبحسب إعلام العدو الصهيوني فقد أطلقت المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة أكثر من 950 صاروخاً، دكت معظم مدن ومغتصبات العدو وأثارت الرعب والهلع في صفوف المستوطنين الصهاينة ونزح الكثير منهم هرباً من صواريخ المقاومة فيما أصيب العشرات منهم إصابة مباشرة.

 

وبحسب أحدث الإحصاءات فقد تعرض قطاع غزة على مدى ثلاثة أيام لعدوان صهيوني غاشم وشرس أدى إلى استشهاد 45 مواطناً فلسطينياً بينهم 14 طفلاً وجرح أكثر من 300 جريح بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى تدمير مئات المنازل، والبنية التحتية، والوحدات السكنية التي أصبحت غير صالحة للسكن.

 

سبأ: مرزاح العسل