الأمريكيون في شبوة.. إحتلال عسكري ومخططات لنهب الثروات النفطية والغازية
الأمريكيون في شبوة.. إحتلال عسكري ومخططات لنهب الثروات النفطية والغازية
الصمود../
ظهر المبعوث الأمريكي المعين من قبل بايدن كبمعوث خاص لليمن تيم ليندركينغ في محافظة شبوة يوم الأربعاء ومعه عدد من الضباط الأمريكيين والمستشارين وإلى جانبه القائمة بأعمال السفارة الأمريكية في اليمن كاثي ويستلي، وبحضور ضباط إماراتيين، ومعهم المرتزق عوض بن الوزير المعين في منصب محافظ شبوة من قبل مرتزقة العدوان والذي يعد من العملاء المحسوبين للنظام الإماراتي.
ووصل ليندر كينغ إلى شبوة بعد مروره على محافظتي حضرموت والمهرة التي تتواجد فيها قوات أمريكية، وحسب إعلام المرتزقة فقد رحب المدعو عوض بن الوزير بالوفد الأمريكي وعرض لهم وضع شبوة التي دارت فيها معارك عنيفة بين فصائل المرتزقة انتهت بسيطرة عملاء دويلة الإمارات وطرد المرتزقة المنتمين لحزب الإصلاح الإخواني.
ولم يعقد الاجتماع حسب مصادر متعددة في عاصمة المحافظة عتق، بل في ميناء بلحاف الذي توجد فيه أكبر منشأة لتصدير الغاز المسال جنوب شرق محافظة شبوة على ساحل البحر العربي، ومنشأة بلحاف تسيطر عليها قوات إماراتية تابعة لتحالف العدوان وقد حولتها إلى ثكنة عسكرية مغلقة.
وبحسب موقع السفارة الأمريكية في اليمن، «أظهرت الزيارة للمحافظات الثلاث، أن اليمنيين في جميع أنحاء البلاد حتى أولئك البعيدين عن الخطوط الأمامية يعانون منذ سنوات من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، وأتاحت الجولة فرصة لمناقشة الاحتياجات في هذه المحافظات والجهود المبذولة لتعزيز الخدمات الأساسية والفرص الاقتصادية والأمن، مما يسمح للسلام بأن يعمّق جذوره، كما أبرزت هذه الزيارة إلى اليمن استمرار التحدّيات، التي يفرضها الإرهاب والتهريب، والتي تغذّي عدم الاستقرار».
وحاولت السفارة الأمريكية أن تسرد معطيات مضللة للحضور الأمريكي في شبوة وحضرموت والمهرة، لتغطي على حقيقة الأوضاع هناك حيث باتت هذه المحافظات الثلاث تخضع لسلطات أجنبية غير وطنية، وتحكمها القوات الأمريكية والإماراتية بشكل مباشر.
وأتى ظهور المبعوث الأمريكي في محافظة شبوة في ظل توسيع السيطرة الأمريكية الإماراتية على المحافظات الشرقية اليمنية، وبعد انتصار عملاء دويلة الإمارات على خصومه من المرتزقة المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين بعد معارك شرسة استمرت أسابيع، وتمكن مليشيات دربتها دويلة الإمارات من فرض حراستها وسيطرتها على منشأة بلحاف الغازية.
ويشير مراقبون إلى أن الحضور الأمريكي المكشوف في شبوة الغنية بالنفط يعكس طبيعة التحرك الأمريكي في المحافظات الشرقية، وهي أيضا مباركة بصورة مباشرة لسيطرة عملاء وأدوات الإمارات على المحافظة على حساب المرتزقة الإخوان، وبالتزامن مع استمرار المعارك بين فصائل المرتزقة في خط العبر الواصل بين شبوة وحضرموت التي تخضع لسيطرة أمريكية هي الأخرى، وخصوصا وادي حضرموت الذي تتركز فيه آبار النفط.
يأتي ذلك بعد أيام قليلة فقط من وصول قوات أمريكية إلى سيئون عاصمة المكلا، وجاءت بالتزامن مع التحركات الأمريكية المكثفة للسيطرة على منابع النفط في منطقة الهضبة النفطية في المحافظات الشرقية، إضافة إلى السيطرة المباشرة على السواحل الشرقية لليمن وباب المندب.
وتشير معلومات إلى أن القوات الأمريكية بدأت بترتيبات موسعة لإنشاء قواعد عسكرية جديدة لها على سواحل حضرموت، منها في مديرية بروم ميفع التي وصل إليها الأحد الماضي وفد عسكري أمريكي التقى خلالها مع مسؤولي المديرية ناقشوا فيها الأوضاع الأمنية والعسكرية في المحافظة.
ومنشأة بلحاف الغازية التي ظهر منها المبعوث الأمريكي مع الضباط الإماراتيين والأمريكيين ومعهم العميل المدعو عوض بن الوزير، هي أكبر مشروع استثماري باليمن تشرف عليه الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال وبدأ الإنتاج في العام 2009. وتقدر الطاقة الإنتاجية للمشروع 6.7 مليون طن، وبإيرادات تقارب تسعة مليارات دولار سنوياً .
في 14 أبريل 2015م توقف تصدير الغاز المسال من المنشأة بعد إعلان الشركة اليمنية للغاز نتيجة تدهور الأوضاع وبعدها بعام سيطرت دويلة الإمارات على منشأة بلحاف وحولتها إلى قاعدة عسكرية لتحالف العدوان.
وجاء ظهور الأمريكيين بعد يوم واحد من اجتماع عقده العميل المرتزق عوض بن الوزير مع ممثلي شركة الغاز المسال، واستعرض فيه ما أسماه جهود تأمين المنشآت النفطية والغازية واستقرار الأوضاع العسكرية والأمنية في شبوة .
وأكد السيطرة على الوضع الأمني في مواقع ومنشآت ومحطات شركة الغاز، وفرض الاستقرار فيها، مشددا على اهتمامه بتأمين المناطق والمنشآت الغازية في المحافظة.
وفي حضرموت بدا الحضور الأمريكي لافتا وغير مسبوق في المحافظة الغنية بثرواتها النفطية وموقعها الجغرافي، والكبيرة من حيث المساحة والشريط الساحلي الذي يزيد عن 450كم.
الظهور الأمريكي والزيارات الأمريكية تترافق مع أنشطة أمنية وعسكرية أمريكية احتلالية تكاد لا تنتهي وتجاوزت في ظاهرها وعناوينها كل حدود الدبلوماسية والبرتوكولات الدولية المعروفة، وهو ما يعكس خطورة الأوضاع في تلك المناطق التي تخضع لاحتلال أمريكي مباشر.
وقبل أيام ظهر ضباط أمريكيون في مديرية بروم الساحلية بمحافظة حضرموت، وذكرت الأخبار أن الأمريكيين التقوا بمدير عام مديرية بروم لمناقشة أوضاع مديرية بروم ميفع من أبرزها الجانب الأمني والعسكري، وهي المرة الأولى التي يظهر فيها ضباط أمريكيون ببزات عسكرية أمريكية، ومع مسؤولين من مستوى مدير مديرية.
وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة السفير الأمريكي المعين لليمن إلى محافظة حضرموت ستيفن فاجن في 28 يونيو 2022م، والتي تكررت لأكثر من مرة، وفي ظل الأحداث الساخنة التي تشهدها معظم المناطق مثل حضرموت وشبوة والمهرة والتي تؤكد بأن هذه المحافظات باتت تحت الاحتلال الأمريكي المباشر.
(الثورة)