صمود وانتصار

رفيق الشهيد القائد حسين بدر الدين.. الدكتور عبدالرحيم الحمران ..تفاصيل يجهلها ‏الكثيرون”حوار”‏

الصمود | حوارات | 4 / 5 / 2016 م

‏ ما نراه اليوم خير شاهد لمن استقوا وفهموا ثقافة الشهادة والاستشهاد
‏ الشهيد القائد كان أمة لوحده.. ومدرسة في كل مناحي الحياة
‏ هناك عناية إلهية غير عادية واكبت منعطفات المسيرة القرآنية أبرزها تهيئة السيد ‏عبدالملك قائدا للمسيرة
‏ الإعلام العربي يصور المجند الإسرائيلي كأنه اسطورة، بينما يصور العربي ‏باحتقار واستضعاف

حاوره/ محسن الجمال

كشف الدكتور/ عبد الرحيم الحمران -رئيس مركز الدراسات والبحوث- عن عدد من ‏الجوانب المضيئة في سيرة مؤسس “المسيرة القرآنية”، قائدة ثورة المستضعفين الشهيد ‏القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- حيث قال “من خلال ثقافته ‏القرآنية كان بمثابة جرس الإنذار للشعب اليمني وللأمة بأكملها وهو يحذرهم من ‏خطورة المستقبل وتكالب قوى الكفر العالمي على الأمة الإسلامية واستهدافها”.‏
وأشار خلال الحوار معه إلى أن الشهيد القائد كان يحمل مشرعاً للأمة الإسلامية جمعا ‏لتقف عزيزة وكريمة قادرة على الصمود والتحدي أمام الاستكبار العالمي التي تمثلها ‏اليوم أمريكا وإسرائيل وأذنابهم في المنطقة كآل سعود ومن يدور في فلكهم من مشيخة ‏الخليج.‏
وقال: لقد كان الشهيد القائد أمة لوحدة ومدرسة في كل نواحي الحياة وكان لا يمتلك ‏من حطام الدنيا شيئا لكنه كان يمتلك إيمانا وثقة بالله وإرادة ووضوح رؤية المستقبل ‏بل وكان يمتلك القدرة على كسب الناس وإقناعهم والتوضيح لهم من خلال استشهاده ‏على الواقع بآيات القران الحكيم.‏
كما تطرق الدكتور الحمران إلى جوانب غاية في الأهمية في سيرة الشهيد القائد وفي ‏حياة الأمة الإسلامية تقرؤون تفاصيلها في هذا سطور الحوار..‏

‏ ونحن نعيش ذكرى استشهاد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.. نرحب ‏بكم في حوار خاص وبداية ماذا يمثل استهداف الشهيد القائد حاليا في واقع الأمة.. و ‏كيف قدم نفسه قربانا كي تعيش أمة الإسلام بعزة وكرامة بعد أن توجهت دول ‏الاستكبار للدوس على رقاب أبناء الأمة العربية والإسلامية؟السيد حسين

‏– في البداية نعزي أنفسنا ونعزي امتنا الإسلامية ونعزي خاصة أسرة الشهيد القائد ‏ونعزي أبناء المسيرة القرآنية كافة في فقدان هذا الرجل العظيم الشهيد القائد السيد ‏حسين بن بدر الدين الحوثي الذي كان يعبر عن وجدان وضمير كل حر وأيضا كان ‏يتحدث بلسان المظلومين والمستضعفين ويستنهض همة الأمة لتعيش حياة عزيزة ‏وكريمة.‏
الشهيد القائد كان لديه نظرة ثاقبة وينظر بنضرة استشراف للمستقبل فكان حريص كل ‏الحرص على أمته العربية والإسلامية وعلى أبناء وطنه, فكان من خلال ثقافته ‏القرآنية بمثابة جرس الإنذار للشعب اليمني يحذرهم من خطورة المستقبل وتكالب قوى ‏الكفر العالمي على الأمة الإسلامية واستهدافها.. لذا فقد شعر الأعداء بخطورة هذا ‏النور الذي ظهر من جبل مران بأنه سيقضي على كل مخططاتهم التآمرية والتمزيقية ‏ورأوا أن فيه الدولة المدنية العادلة على مستوى اليمن وأنه يحمل هذه الفكرة ويسعى ‏إلى تحقيقيها، ورأوا أنه الرجل الذي يحمل مشروعة للأمة بأكملها لتقف عزيزة حرة ‏وكريمة قادرة على الصمود والتحدي أمام الاستكبار العالمي التي تمثلها اليوم أمريكا ‏وإسرائيل وأذنابهم في المنطقة كآل سعود ومن يدور في فلكهم من مشيخة الخليج.. ‏كما أن استهداف الشهيد كان استهدافا لهذا المشروع الإسلامي الحضاري النهضوي ‏الذي سيعيد للأمة الإسلامية كرامتها ومجدها وعزتها منفتحة للآخر محبة للسلام عبر ‏ثقافة قرآنية استوحاها من كتاب الله ومن نبيه محمد صلى الله عليه واله ومن مدرسة ‏أهل البيت عليهم السلام.‏
سمات متعددة

‏ ما هي أهم صفات ومناقب الشهيد القائد السياسية والاجتماعية وغيرها؟

‏– كانت له صفات وسمات متعددة فهو يمتلك صفات القائد الذي يستطيع قيادة الأمة ‏إلى ما فيه خيرها وعزها وصلاح أمرها، بل وهو القائد الذي استطاع استنهاض واقع ‏الأمة مما جعلها تقف على قدميها أمام دول الاستكبار العالمي وما نراه اليوم خير ‏شاهد كيف وقف أبناء الشعب اليمني وأبطال الجيش واللجان الشعبية خصوصا ممن ‏استقوا وفهموا ثقافة الشهادة والاستشهاد وكسر أعتى عدوان على مستوى العالم سمي ‏بالحرب الكونية حين تكالب علينا العالم لكن صمد أبناء الشعب ولا زالت أيديهم على ‏الزناد ورغم مد اليد الأخرى للسلام لكن سلام بعزة وكرامة تعمل على رفع يد ‏الوصاية والهيمنة والاستكبار، هذه اليد التي تعبث في البلدان العربية والإسلامية ‏بأكملها تحت مسميات متعددة,‏
الشهيد القائد كان يعتبر أمة لوحدة وكان مدرسة في كل مناحي الحياة كان يحمل ‏مشروعا متكاملا نستطيع أن نقول أنه وضع منهج حياة من خلال الثقافة القرآنية رغم ‏أنه استشهد في الحرب الأولى لكن ذلك النور الذي ظهر من أرض مران انتشر واتسع ‏رغم محاولتهم في الحرب الأولى والثانية حتى الحرب السادسة لكن الله أظهر هذا ‏النور إلى حيز الوجود والمجتمع.‏
شخصيات أدركت

‏ هل كنت تتوقع أن هذا الرجل وثقافته ستتسع وتكون بهذا المستوى؟

‏– ربما أني كنت واحد من مجموعة شخصيات أدركت عظمة هذا القائد ومنهجه ‏وثقافته, لكني لم أكن أدرك بان حركته وثورته الثقافية السلمية بامتياز، ما كنت أدرك ‏أنها ستأخذ هذه الأبعاد خصوصا في تلك الظروف التي مرت رغم قلة وشحة ‏الإمكانيات إضافة إلى حقد الأعداء وضراوة الاستهداف لكن الله يجعل عزة هذه الأمة ‏ونصرها على أيدي الناس الصادقين المخلصين من المستضعفين.‏

‏ يقول البعض أن الشهيد القائد كان يمتلك رصيدا ماليا وجوانب مادية كبيرة؟

‏– هذا كلام مناف للحقيقة والواقع فكان الشهيد القائد لا يمتلك من حطام الدنيا شيئا ‏لكنه كان يمتلك إيمانا وثقة بالله وإرادة ووضوح رؤية المستقبل بل وكان يمتلك القدرة ‏على كسب الناس وإقناعهم والتوضيح لهم من خلال استشهاده على الواقع بايات ‏القران الحكيم.‏
إنها مأمورة

‏ من وجهة نظركم الشخصية الثقافة القرآنية والرؤية الاستباقية التي اختطها الشهيد ‏القائد برأيكم هل ستحول دونها الحدود اليمنية المترامية الاطراف ام أنها ستكون عابرة ‏للقارات والاقليم؟

‏– دعوها فأنها مأمورة.. حقيقة نحن ندرك أنه ثمة عناية ورعاية إلاهية غير عادية ‏في منعطفات هذه المسيرة من اولها وحتى اليوم تتمثل على مستوى القيادة ان يهئ الله ‏السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة الشعبية حفظه الله وايده هذا الرجل العظيم ‏الذي يمتلك رؤية واضحة للمستقبل يعرف كيف يتعامل ويتصرف في احلك الظروف ‏واصعب المواقف ويخاطب الجميع بكل برودة وهذه نتيجة عظمة الالتحام بالقران ‏الكريم.. فالسيد القائد رجل رحمة من الله سبحانه حتى مع احلك الظروف يمد إليهم يد ‏السلام ويحاكي الأعداء بحق الاخوة والجوار ويقوم بنصحهم، ألا تمر عليهم مكر ‏وخداع والاعيب الأعداء والمؤامرات باعتبارهم أنهم مستهدفون وان كانوا يتصورون ‏اليوم بأنهم في موقع الصدارة والاهتمام ورعاية دول الاستكبار العالمي ويقوم ‏بتذكيرهم بالاستفادة من الاخرين قبل ان تكونوا ضحية انتم فهذه الرعاية الالهية لهذه ‏المسيرة وقائدها ومن يحملون ارواحهم على اكفهم من الجيش واللجان الشعبية ‏ويسطرون اروع الملاحم والبطولات ويقولون للعالم كله: هذه مفخرة السلاح الامريكي ‏تحت اقدامنا رغم الفارق الكبير في العتاد والعدة لكنهم يمتلكون العزيمة والعقيدة ‏ويطلبون العزة والنصر من صاحبها وهو الله سبحانه وتعالى.‏
إعلام العدو

‏ إذا ما تكلمنا عن الدور الاعلامي وما حصل من تكتيم اعلامي وتزييف للحقيقة ‏وبث الاشاعات لتضليل أبناء الشعب خلال الستة الحروب ضد مشروع الشهيد القائد ‏في صعدة.. يكتشف اليوم للجميع من خلال متابعتنا للقنوات واعلام العدوان السعودي ‏الامريكى على اليمن ان المطبخ الاعلامي الذي كان يشن على انصار الله يشن اليوم ‏على الشعب اليمني وأنهم لا زالوا يتهمون أبناء اليمن بأنهم مجوس وروافض.. ماذا ‏تقولون في هذا الجانب؟

‏– الجانب الاعلامي كان له جزءا كبير من المعركة من خلال بثه للأكاذيب ‏والاشاعات المغرضة وكان هناك تكتم اعلامي بشكل كبير وليعرف الجميع أنه طوال ‏‏82 يوما لم تدخل مران حبة قمح أو علبة حليب أو حبة علاج وأدير حصار خانق ‏على أبناء مران هي أشد ضراوة بالنسبة للمقارنة مع الحصار المفروض على شعبنا ‏اليمني من آل سعود ومن دول الاستكبار العالمي.‏
ففي مران كانت المنطقة الجغرافية محدودة واستطاعوا تطويقها بعشرات الآلاف من ‏الجيش والبشمرقة.‏
وبالنسبة للاعلام.. فاليهود والنصارى فقد اتجهوا قبل أكثر من 100 عام على المسك ‏بادارة الاقتصاد والاعلام للدول العربية واستهدفوها بشكل عام بالسيطرة على هذين ‏العنصرين استطاع ان يمسكوا على الكرة الارضية وهناك دراسات تتحدث عن أنهم ‏يسيطرون على 94% من الاعلام العالمي والاعلام اليمني ليس بعيدا عن هذه الهيمنة ‏واتذكر عن فلسطين ايام الانتفاضة أنهم كانوا يتحدثون عن الشهيد الدرة وكانت حينها ‏القنوات تتناول القضية الفلسطينة فكانوا يقومون باعلان صابون اريل بمعنى أنهم ‏يقولون لا يقلقكم هذا.‏
فالاعلام العربي يصور الدبابة الإسرائيلة ويقوم بتضخميها وكأنها جبل يتحرك ‏ويصور المجندة الإسرائيلية وكأنها اسطورة بينما يصورون العربي باحتقار ‏واستضعاف وهذا هو نفس المطبخ الاعلامي الصهيوني القذر.‏
وقد رأيتم بانفسكم الاعلام كيف تفاخر جميعا يوم استشهاد الشهيد القائد وهذه هي ‏اساليب الطغاة والظلمة تماما كما عمل فرعون حين كان يدعي الربوبية ويقول انا ‏ربكم الاعلى يقول عندما جاء نبي الله موسى عليه السلام يخاطبهم.. فقال فرعون ‏‏“ذروني اقتل موسى وليدع ربه اني اخاف ان يبدل دينكم وان يظهر في الارض ‏الفساد” فهي نفس القصة.. فالأعداء خافوا من السيد حسين على الدين لا يغير الدين ‏فاتهموه بالسحر والمهدوية وغيرها وخدموهم علماء السلاطين وروجوا لهم بشكل ‏كبير وشرعنوا لتلك الجرائم البشعة التي ارتكبت خلال الحروب الستة على محافظة ‏صعدة وأبنائها ولا زالوا الى اليوم يقدمون الفتاوى في قتل وسفك واهدار دم أبناء ‏الشعب اليمني بدون تفريق.‏
واليوم يدرك البعض من مشائخ القبائل والشباب وغيرهم ممن شاركوا في الحرب ‏على الشهيد القائد الذي أراد مصلحة الأمة أنه لا تكفر عن سيئاتهم ومشاركتهم سوى ‏الشهادة في الميدان العزة والكرامة ضد العدوان ومرتزقته كما يقولون هم بانفسهم.‏

‏ ماذا كان يمثل شعار الصرخة منذ ان اطلقه الشهيد القائد في بدايته حركته ‏وظهوره؟

‏– تلك هي سمة من صفات القائد الذي استطاع ان يختار شعاره بتوفيق الهي حتى في ‏انتقاء مفرداته وألفاظه فالشهيد كان يريد ان يخرج الناس من الصراع المذهبي ‏والتقوقع في اطارات محددة ليجعل ساحتهم هي البلاد الإسلامية كلها بفساحة الاسلام ‏ورحابة صدره الاسلام برحمته الذي يحتضن كل البشر.‏
فرغم ضراوة الحرب الاعلامية النفسية التي شنت لم يتحدث السيد حتى عن المذهب ‏لم يتحدث باسم الطائفة ولا حتى اليمن انما تحدث باسم الاسلام ودعى الناس الى ‏الاجتماع على المجمع عليه وهو القران الكريم ليجمع كل المسلمين ثم ركز بوصلته ‏على العدو الحقيقي أمريكا وإسرائيل بعيدا عن الاشكاليات الاقليمية ولم يتحدث مثلا ‏عن استرداد عسير ونجران وجيزان لا.. انما تحدث في اطار اوسع بل وتكلم عن ‏أمريكا باعتبارها حاضنة لإسرائيل وليس لدينا مشكلة مع الشعب الامريكي انما ‏مشكلتنا مع الادارة الامريكية التي تحتضن الكيان الصيهوني بظلمه واجرامه وترعاه ‏واصبحت جزء من هذا المشروع الصهيوني الذي يمارس شتى انواع الجرائم بأبناء ‏القضية الفلسطينة .‏
فأراد ان يشد الناس الى ان الله هو اكبر من أمريكا التي تحاول الهيمنة على العالم ‏وصاحب القوة المطلقة هو الله الذي ينبغي ان نستمد عزتنا منه فإذا ارتبطنا بالله حق ‏الارتباط سنرى أمريكا كقشة لا تشكل اي قوة امام الانسان الذي يعتمد على الله.‏
أيضا نبه الناس الى خطورة إسرائيل باعتبارها غدة سرطانية في جسد الأمة يجب ‏ازالتها.‏

‏ لا زال البعض يشكك من ضعاف النفوس في شعار الصرخة التي اطلقها الشهيد ‏القائد ويرددها انصار الله ويقولون أن ما ترددوه لم يروا اي جندي امريكي او ‏إسرائيلي يقتل.. كيف تردون على مثل هكذا اقوال؟

‏– هذه من المغالطات الكبيرة جدا فالشعار هو عبارة عن سلاح وموقف يكشف ‏العملاء والمنافقين اولا السيد الحسين وانصار الله بقيادة السيد عبدالملك الحوثي هم ‏كشفوا من خلاله المخططات التي كان يراد تنفيذها على الواقع والاراضي اليمنية.. ‏فالشعار ليس المقصود به ان يتم ذبح السواح كما يقومون به عناصر القاعدة وداعش ‏ويرتكبونها باسم الاسلام لان الله يقول لنبيه محمد “وما ارسلناك الا رحمة للعالمين” ‏وليس وبالا على هذه الأمة كما نرى ما يمارسه اتباع الفكر الوهابي الداعشي ‏التكفيري.‏
فهو سلاح وموقف لكن الاخرون هم من دفع وزج بالكثير لاطفاء هذا النور الذي ‏يمتلك القيادة وأتوا ليقتلوا الناس رغم ان ثورته كانت ثقافية سلمية وأتوا لقتله إلى ‏بيته.. فمن الذي يخدم المشروع الامريكي في هذا الجانب وتم الدفع بهذه الدمى من ‏اجل الا يستع هذا النور والا يحقق المشروع الذي يسعى لتحقيقة.‏
لذا فالشعار لا يستهدف احدا.. والا لما ظهر الشعب اليمني الان أنه مصنف من دول ‏الممانعة ولماذا خرج الامريكيون من صنعاء وقاعدة العند واستخدموا مواد لاذابة ‏اجهزتهم واسلحتهم وهم يجرون اذيال الهزيمة رغم أنه لم يطلق عليه رصاصة واحدة ‏فالشعار هو الذي اخرجهم وهذه هي الطريقة الحضارية التي اثرت على كبح جماح ‏الاخرين المعتدين بمجرد اطلاقك لخمس كلمات وهذه حكمة القائد واصبح الشعار اليوم ‏مؤثرا جدا ونراه كثيرا يتردد في بعض بلدان العالم والان هو تجاوز الحدود والاسوار ‏وفي هذه الحرب الدائرة على اليمن شعر العالم باجمعه ان أمريكا هي كابوس يرهب ‏العالم ويذل الناس ويستعبد البشر وينهب خيرات هذه الأمة.. حتى الشعب الامريكي ‏سيستشعر حينما يفيق ان هذا الشعار لم يردد الا وان هناك مظلومية كبيرة جدا وان ‏على الشعب الأمريكي ان يصحح وضعه من الداخل ليقبض على هذه الايادي التي ‏تعبث بارواح الأمة وان يضع حدا للوبي الصهيوني الذي يتحكم في قرار الشعب ‏الامريكي من خلال صناعته للرؤساء الذي يوصلهم الى سدة الحكم.‏
واذا ما عرف العالم الإسلامي باهمية الشعار وردد في ارض نجد والحجاز لتساقطت ‏هذه الدمى التي صنعها الكيان الصهيوني ولو ردد هذا الشعار من اعلى جبل عرفات ‏ومن حناجر الحجاج لسقطت إسرائيل فورا.‏
وعلى البعض ان يلاحظ كيف استطاع اليهود والنصارى عبر الابواق الاعلامية الى ‏ايران باعتبارها هي العدو بينما هم ليسوا أعداء.. ولماذا لم تتجه البوصلة الى ايران ‏حينما كانت سوقا لإسرائيل في زمن الشاه.. رغم ان القران يحدد من هو العدو ‏الحقيقي للأمة اجمع لكنهم عبر من يسمون انفسهم خداما للحرمين الشريفين يحرفون ‏البوصلة عن إسرائيل ويوجهون العداء لايران ويتغاضون عن إسرائيل .‏

‏ لكن هناك من لا يزال يتهم المشروع الثقافي القراني للشهيد القائد وانصار الله بأنهم ‏يتبعون ايران ؟

‏– لو كان هناك تبعية لكانت الامور مختلفة حتى امام هذا العدوان الذي يشن على أبناء ‏الشعب اليمني.. لكن هناك استقلالية.. انصار الله والشعب اليمني لا يرضي ولا يقبل ‏ان يكون تبعيا لاي دولة وجهت كانت.. لكن لماذا يرهبونا بمجرد وصول طائرة الى ‏صنعاء تحمل ادوية قامت الدنيا ولم تقعد بينما الطيران الامريكي حينها يضرب الناس ‏والاطفال والنساء في الاعراس والمخيمات فهم يصنعون الدمى كالفار والهارب هادي ‏ويردون ان نشكل علاقات الا مع من يردونه هم.. نحن احرار والشعب اليمن حر وما ‏دفع هذه الضريبة الكبيرة الا من اجل حريته واستقلاله وكرامته ومن اجل ان تكون ‏علاقته مع من يرى ان في علاقته ارضاء الله ولما فيه مصلحة الشعب.. يعني اذا ‏اردنا ان نعمل علاقة مع اي دولة نضطر الى اخذ الاذن مسبقا من آل سعود.. هم ‏يريدوننا هكذا!!‏

‏ لماذا ؟

‏– لأنهم كانوا يمتلكون قرارنا السياسي والسيادي لأنهم هيمنوا على هذا البلد لفترة ‏كبيرة ويقومون بصنع حكامه ويتحكمون على ثقافته ويعملون على طمس هويته ‏وتاريخية.. فالعدوان الغاشم لماذا يستهدف التاريخ والحضارة للشعب اليمني.‏
لذا نحن نرفض التبعية لأيا كانت هذه التبعية ونحن نسعى بكل امكانياتنا للخروج من ‏تحت عباءة آل سعود هذه اليد قتلت الرئيس الشهيد الحمدي ولا يجوز استمرارها.‏

‏ كيف تفسر التصريح الذي اطلقه احد القادة الايرانيين وقال أنهم سيرسلون خبراء ‏عسكريون لانصار الله؟

‏– هذا يعد اصطيادا في الماء العكر فنحن لا ننزه الايرانيون ككل ففيهم اناس سيؤون ‏وهناك اشخاص اعبترهم معول هدم للجمهورية الإسلامية الايرانية وهذا الامر غير ‏مقبول فنحن مع شعبنا والى مصلحة امتنا وما سبب هذا العدوان الا لاننا نتحرك في ‏رفع هذه الوصاية والهيمنة ونعمل علاقات مع اي دولة على اساس التعامل بندية كاملة ‏لان آل سعود يتعاملون وينظرون الينا بنظرة دونية ويريدون ان يتحكموا بالشعب ‏اليمني ككل.. فكيف بنا ان ياتي الينا شخص ويريد ان يملي علينا قراراته هذا ‏مرفوض فلسنا عبيدا لاحد في هذا الكون سوى الله سبحانه.‏

‏ موقف الشهيد القائد ورؤيته فيما يتعلق بما يسمى مكافحة الارهاب ودور أمريكا ‏وإسرائيل في المنطقة ؟

‏– القائد كان يمتلك رؤية وقدرة غير عادية على استشراف المستقبل واستقرائه من ‏خلال ملازمته للقران الكريم باعتبار القران يكشف كثيرا من الحقائق واوجد قواعد ‏وثوابت كسنن الهية تكفل الله بحفظها فالذي يستقرئ الواقع من خلال القران الكريم ‏يفهم الوضع الحالي ويفهم المستقبل والقاعدة هي صناعة امريكية بامتياز .‏
فالان نسمع الأمريكان انفسهم يقولون بان احداث 11 من سبتمبر أنها مصطنعة وأنها ‏نفذت من داخل أمريكا وان اللوبي الصهيوني كان وراء تنفيذ ذلك ونحن ندرك ان ‏أسرة آل سعود كان لها دور كبير في تلك الاحداث وسنرى في المستقبل حينما تبدأ ‏تجف خزينة آل سعود كمثل ما قال احد المرشحين الامريكيين للرئاسة “بان السعودية ‏بقرة حلوب متى ما جف ضرعها ذبحناها”.‏
فالشهيد القائد تحدث عن الارهاب وكشف من ورائه وما الذي يريدونه منه والواقع ‏يكشف بان اللوبي الصهيوني مع النظام السعودي وبريطانيا هم من اتى بالقاعدة ‏وداعش وهم من اتى بمنبع وفقاسة هذه المسميات المتعددة عبر الفكر الوهابي ومنفذه ‏محمد بن عبدالوهاب ومحمد بن سعود للسيطرة على الاماكن المقدسة كمكة والمدنية ‏باعتبارها عزة وكرامة الأمة فسلبوا جوهر الاسلام وكشف ما يسمى بالارهاب الذي ‏يشوه صورة الاسلام وينفذ في داخل الأمة الإسلامية وأتوا لنا باسلام امريكي جديد ‏يتناسب مع مخططاتهم واهدافهم لاستعمار الشعوب والامثلة كثيرة على الواقع.‏

‏ ما حصل في حضرموت من مسرحية بين القاعدة وداعش وبين قوات التحالف ‏ودخول الجنود الامريكيين تحت عنوان محاربة القاعدة.. هل تعتقدون أن الشعب ‏اليمني قد وعى بهذه المخاطر؟

‏– انظر الى حضرموت كيف انكفأت ما تسمى بالقاعدة وداعش وأين ذهب هؤلاء.. ‏وبمجرد يوم واحد قالوا قتلنا 800 داعشي ولم نرى اي جثة شخص منهم بل وقام ‏اعلامهم المقيت بدبلجة جريمة ضحيان وأهموا المتابع بأنهم في حضرموت.‏

‏ رفض الشهيد القائد للحرب التي أقيمت على أبناء الجنوب في صيف 94م هل ‏كانت تمثل إطارا عاما للم الشمل اليمني.. ام كان الشهيد القائد ينظر اليها من ‏مظلومية.. ولو كان حيا بيننا اليوم يسمع الان بمن يدعون بفك الارتباط.. برأيكم كيف ‏كان سيكون موقفه إزاء ذلك؟

‏– الشهيد القائد حيا يرزق في اوساطنا بنص القران “ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله ‏أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون” والرزق هو القصد به هنا رزق في المعية الالهية ‏حيث الملكوت الاعلى عند الله سبحانه وتعالى.. فالشهيد القائد انطلق من مدرسة أهل ‏البيت هذه المدرسة التي لا ترضى الظلم لاحد حتى وان لم يكن مسلما ان يظلم لا.. ‏لكن ان يقبض على يده من اجل الا يفسد هذه مسالة اخرى.‏
بالنسبة لقضية الجنوب والوحدة الشعب اليمني ككل كانوا يحلمون بهذه الوحدة اليمنية ‏ان تكون هناك وحدة حقيقة وحينما تحققت كان يراها مكسبا عظيما لا يجوز ان نفرط ‏فيه لكن حينما رأي ان الاسباب والمماحكات السياسية وان هناك من يتحرك لاجهاض ‏هذا المشروع واقصاء طرف بعينة ويعتبر جزء من المكونات الوطنية على اساس ‏الالحاق والسيطرة والهيمنة وهناك قرائن واهمها وثقية العهد والاتفاق التي وقعت في ‏الاردن وكانت من اعظم الاشياء التي اجمع عليها أبناء الشعب اليمني بمخلتف ‏توجهاته واحزابه وتنظيماته وذهب ممثلا عن كل حزب وتنظيم ووقعوا، وقبل ان ‏يجف هذا الحبر تفجر الوضع في الجبل الاسود لان كان هناك من يرصد ومن لا يريد ‏هذا مثل هذه الدمى التي نراها اليوم في الرياض مثل علي محسن وغيرهم فتفجرت ‏الاوضاع وحصلت حرب 94 وحذر عنها في كثير من المناسبات واقام مهرجان كبير ‏في صعدة يسمى مهرجان “نسرين” وخرج ببيان فيه احدى عشرة نقطة رفضا لهذه ‏الحرب وتحذيرا للأمة واتفاق شامل على نقاط تجنب الناس ويلات الحرب وسفك ‏الدماء.‏
فكان يستشعر هذا من ناحية المظلومية واذكر كلمة مهمة للسيد بدر الدين الحوثي ‏رضوان الله عليه قال “الحمد لله لو لم نستفد من حزب الحق الا انكارنا لهذه الجريمة ‏وهذا الظلم” لأنه لا ينبغي السكوت عليها فكان موقفه حزب الحق واضح هذا من ‏الناحية الدينية.. اما من الناحية الوطنية فالشهيد القائد رأي ان الوحدة مكسب وطني ‏اسلامي هام جدا لا يجوز التفريط فيه.. ثم من حيث اقصاء طرف مهم وقتل اعضاء ‏الحزب الاشتراكي ويؤسفني ان نتحدث عن ياسين سعيد نعمان هذا الرجل الذي كان له ‏مكانة كبيرة في قلوبنا جميعا لكن للاسف الشديد وهذه اشياء بيد الله سبحانه لان الله ‏يكشف خفايا النفوس وما تكنه الضمائر.. لم ندرك الا وقد اصبح في المعمعة وشريك ‏ومرتزق في قتل الاطفال والنساء بل وفي كل قطرة دم سالت على ارض ترابنا ‏اليمني الطاهر وان ظن أنه ليس مشارك فهو مشارك على الحقيقة ويؤسفنا ذلك لكنها ‏هي حكمة الله ارادت ان تكشف الحقيقة للجيمع.‏

‏ كيف تقيم واقع المنظمات وما يسمى بحقوق الانسان في الواقع الحالي؟

‏– لم تغب المنظمات الاممية والحقوقية في هذه الحرب الغاشمة على اليمن بل غابت ‏في فلسطين وفي مظلومية استشهاد حسين العصر وسأقول لكل العالم ان كل تلك ‏المنظمات وان اختلفت مسمياتها أنه اصبح لدينا قناعة كبيرة بان المنظمات هي ‏صهيونية مخابراتية عالمية اوجدت من اجل ذر الرماد في العيون ومن اجل ايهام ‏العالم بان هناك حقوق انسان ومرأة وطفل لكن لم نرى شيئا من هذا في اليمن فنساء ‏تسلخ وطفل يذبح وجلاوزة عتاة يتفرجون فحالوا ان تعيدوا لمؤسساتكم الوهمية شيئا ‏يذكر حتى على مستوى الانسانية التي فقدتموها جميعا.‏

‏ كلمة أخيرة تودون قولها .‏

‏– بالنسبة للداخل على أبناء الشعب اليمني ان يلتقطوا الفرصة لان أبناءهم العظماء ‏الذين سطروا أروع الملاحم البطولية وصدوا أعتى عدوان ووقفوا امام حرب كونية ‏هؤلاء الناس بدمائهم يريدون تهيئة الاجواء المناسبة لاقأمة دولة مدنية عادلة فعلى كل ‏عاقل وواجهة اجتماعية ووطني كل من هو حريص يحب وطنه وأمته ان يسعى ‏لايجاد هذه الدولة المدنية العادلة التي ترعى حقوق الناس وحرياتهم ويستطيعون من ‏خلالها ان يستخرجوا خيراتهم فاليمن ملئي بالخيرات واهم شي ان تتوفر الارادة وان ‏تتضح الرؤية لديهم برفع يد الهيمنة والاستعمار والتي يمثل رأس حربة الكفر ‏والاستكبار العالمي هم آل سعود الأسرة المتهالكة فمتى ما رفعت هذه اليد سيستطيع ‏أبناء الشعب اليمني ان يوجدوا دولتهم بالتفاهم والتعاون وعلى الكل ان يلتقوا على كلمة ‏سواء وان يستشعروا اهمية شعبهم وأمتهم وان يعملوا من اجل تحقيق هذا الحلم ‏التاريخي وان يكونوا اوفياء مع هذه الدماء العظمية التي سالت والارواح التي فاضت ‏الى خالقها من اجل مصلحة هذه الأمة ومن اجل مصلحة الاجيال وان يوجدوا يمنا ‏امنا مطمئنا كي يستعطيوا هم واجيالهم العيش بحياة حرة وكريمة هذه رسالة للداخل.‏
اما الرسالة التي اوجهها للخارج فنقول لآل سعود والمرتزقة هؤلاء الاغبياء لا تفرحوا ‏بيومكم كله كما قال المثل ولكن خذوا عبرة صدام حسين الرجل الذي هو اشرف منكم ‏فقدم خدم أمريكا خدمة كبيرة جدا دامت لطيلة 8 سنوات وكان له طموحات في حرب ‏كونية ضد ايران واخيرا هؤلاء الذين كانوا يدعمونه بدون حساب وحينما شعر ‏الأمريكان بان العراق اصبحت دولة قوية ولديها جيش وترسانة اسلحة عملوا على ‏التخلص منه ورأينا صدام يعلق على حبل المشنقة وان حاول وان يوهموا العالم بأنهم ‏ليس لهم دخل في ذلك لكن هم من سلموه الى يد من شنقه وعلقه وسنرى جميعا حينما ‏تجف خزينة دولة آل سعود محكمة لاهاي قد فتحت ابوابها لكم انتم وربما يكون قريب ‏جدا وما ذلك على الله بعزيز وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله “من اعان ظالما ‏اغري به “.. فاتقوا الله طالما وهناك فرصة وصلحوا ما دمرته اياديكم الاجرامية ‏والاثمة.‏