مخاطر تجاهل نصيحة السيد القائد.. سيناريو قاتم على دول تحالف العدوان
مخاطر تجاهل نصيحة السيد القائد.. سيناريو قاتم على دول تحالف العدوان
الصمود../
يجدِّدُ قائدُ الثورةِ، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في خطاباته الأخيرة النصحَ لدول العدوان الأمريكي السعوديّ بوقف العدوان ورفع الحصار عن بلادنا قبل أن تنتقل المعركة إلى مستوى لا يمكن تداركه.
ويكرّر قائد الثورة نصيحته للتحالف بأن عليهم أن يستفيدوا من الهُــدنة للخروج من عدوانهم وإنهاء حصارهم على البلد، مؤكّـداً أن الاستمرار في العدوان والتآمر على بلدنا والاستهداف لشعبنا معناه أن يستمروا هم في توريط أنفسهم في مشكلة كبيرة لها آثار كبيرة عليهم.
وتأتي هذه النصائحُ في ظل العروض العسكرية المتواصلة، وإظهار قوة الجيش اليمني وصلابته، والتأكيد للعدوان أن الاستمرار في المواجهة رهان خاسر، وسيقود إلى نتائج وخيمة لها أبعاد سلبية على الأعداء.
ويؤكّـد مستشارُ رئيس المجلس السياسي الأعلى محمد مفتاح، أن الشعب اليمني لن يسكت على استمرار العدوان والحصار المطبق عليه براً وبحراً وجواً، موضحًا أن الشعب اليمني أصبح اليوم يمتلك القدرة على الرد ومعاقبة المعتدين، وسيتعرض المعتدون بالتأكيد للرد القاسي من الشعب اليمني.
ويؤكّـد مفتاح أن موانئ العدوّ لن تكون في مأمن طالما يطبق الحصار على موانئنا، ولن تفتح مطارات العدوّ ومطاراتنا مغلقة، ولن ينعم العدوّ بالرخاء والرفاء والأموال التي تدر عليه ليلاً ونهاراً والشعب اليمني يعيش الفقر والشظف والمجاعة، مطالباً العدوّ بأن يدرك هذه الحقائق، وأن يستوعبَ نصيحة السيد القائد والتي تدل على أننا قادرون على إلحاق الضرر الفتاك بالعدوّ بإذن الله سبحانه وتعالى، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمكننا من الانتقام من هذا العدوّ المجرم الظالم.
التزامٌ وتحذير
من جانبه، يقول نائب وزير الإعلام، فهمي اليوسفي: إنه في حال فشلت الهُــدنة، ولم يتوقف العدوان ويرفع الحصار، فَـإنَّ المخاطر التي يمكن أن تطال دول العدوان كثيرة، مُشيراً إلى أن نصيحة السيد القائد هي رسالة تؤكّـد أنه ملتزم أولاً ببنود تمديد الهُــدنة نصاً وحرفاً، والدليل أن الطرف الآخر إلى الآن لم يلتزم، فطالما قد وجه الرسالة قائد الثورة فهذا دليل على أن الطرف الآخر لم يلتزم بتنفيذ ببنود تمديد الهُــدنة حتَّى اليوم.
ويؤكّـد اليوسفي في تصريح لصحيفة “المسيرة” أن نصيحة قائد الثورة هي رسالة تحذير أخير، علماً بأن فشل تمديد الهُــدنة وبنفس الوقت إذَا لم يتم كسر الحصار على اليمن براً وبحراً وجواً سيكون عودة للنقطة الصفر وعودة للمواجهة، لافتاً إلى أنه في حال تراجعت دول العدوان ولم تنفذ ما ورد أَيْـضاً بالهُــدنة وبنود تمديدها ستكون المخاطر كبيرة ليست فقط على دول العدوان، بل حتى على دول الناتو، خُصُوصاً بالإمْكَانات التي أصبحت تمتلكها صنعاء في حال استهدفت كُـلّ المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة، وتحديداً دول الخليج، وَمنها المصالح في مجال النفط والمصالح غير الشرعية والتي تمارس اليوم في اليمن من قبل الشركات الغربية.
ويؤكّـد أن أي تراجع أَو تنصل من قبل دول العدوان في بنود تمديد الهُــدنة يعني العودة لمربع الصفر، مُشيراً إلى أن هذه التحذيرات التي أصدرها قائد الثورة هي تحذيرات أخيرة والمخاطر ستطال حتى الأساطيل الأمريكية والبريطانية التي تنتهك السيادة اليمنية اليوم في البحر الأحمر وبحر العرب، حَيثُ أننا ونحن نلمس بصفة مُستمرّة توافد هذه الأساطيل وانتهاكها للسيادة اليمنية.
ويزيد بالقول: ولكن مِن أجلِ أن يطلع المجتمع الدولي نحن ملتزمون بالهُــدنة إلى جانب التركيز على أن هذه التحذيرات عندما تصدر من قائد الثورة هي بمثابة قرار لا رجعة فيه في حالة تراجع العدوان عما تم الاتّفاق عليه في بنود تمديد الهُــدنة، منوِّهًا إلى أن هذه التحذيرات تم التنبيه خلالها أولاً لمن يقف خلف دول العدوان وتحديداً دول الناتو بقيادة أمريكا، بالإضافة إلى تنبيه دول العدوان في أن عليها اغتنام الهُــدنة، والبادئ أظلم وَإذَا استنفد الوقت ولم تنفذ هذه الدول ما ورد من نقاط في اتّفاقية تمديد الهُــدنة ستكون العواقب وخيمة لكل الدول التي شاركت في العدوان على اليمن، وخُصُوصاً السعوديّة والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
الخياراتُ مفتوحة
وعلى ضوء الخطاب المفصلي لقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، وما تضمنه من تحذير شديد لتحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي وأدواته بخصوص اغتنام ما بقي من أَيَّـام الهُــدنة المؤقتة والعمل على تلافي نفسه من مغبة استمرار العدوان والحصار على شعبنا اليمني وما يترتب على ذلك من عواقب وتداعيات مدمّـرة في حال انهارت الهُــدنة يقول الباحث في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان: إن تحالف العدوان بقيادة أمريكا لم يقدم أية معطيات للالتزام بالبنود المشروطة في الهُــدنة وما قدمه جزء بسيط من التزاماته لا ترقى لإثبات نيته للسلام، فالخروقات العسكرية متواصلة والحصار الجوي والبحري الذي يفرضه لا يزال مُستمرًّا -مطار صنعاء وميناء الحديدة لم يفتح إلَّا لبضع رحلات محدودة ولم يتم إدخَال إلا مجموعة محدّدة من السفن النفطية أما ما يتعلق ببند المرتبات فلم يتم تقديم أية خطوة سوى التنصل والتهرب من الالتزام والتنفيذ.
ويشير عثمان في حديثه لصحيفة “المسيرة” إلى أن عملية نهب الثروات النفطية من محافظات شبوة وحضرموت ومأرب مُستمرّة بعائداتها التي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات والتي تورد وتصب اليوم في خزائن البنك الأهلي السعوديّ، وأنه لا معطيات حسنة لتحالف العدوّ الأمريكي السعوديّ الإماراتي والهُــدنة التي يفترض أن ينفذها رغم أنها فرصة أخيرة لإخراج نفسه من المجهول إلا أنه حولها إلى محطة لترتيب وضعه العسكري في الجبهات وتركيز تواجده في البحر الأحمر والعربي وباب المندب والمناطق التي يحتلها في الجنوب.
ويلفت إلى التحَرّكاتِ البحرية للأساطيل الأمريكية ومعها الفرنسية والبريطانية والسعوديّة لتنفيذ خطة لإعادة التموضع على السواحل والبحار بغرض حماية أجنداتهم في نهب الثروات والاستعداد لخوض جولات تصعيد قادمة، مؤكّـداً أن العاصمة صنعاء تنظر بالعين الثاقبة لهذه التحَرّكات والمعطيات، وهو ما نلمسُه في نصيحة قائد الثورة والتي هي بمثابة تحذير أخير وإتمام حُجّـة لقوى العدوان فالهُــدنة المؤقتة لن تمدد مجدّدًا ولن يكون هناك تعاطٍ دبلوماسيّ قادم، وملف التفاوض وقضية التمديد ستغلق أبوابها وتفتح أبواب معركة فاصلة تلهب الساحة فأي تفاوض ما بعد انتهاء الهُــدنة سيكون على متن الرؤوس الحربية لصواريخ الكروز وذو الفقار والطائرات المسيَّرة وعلى وقع عمليات هجومية مركزة تدك الأعماق الحيوية داخل دول العدوان بالمقدمة السعوديّة فمصادر الطاقة وفروع شركة أرامكو والمدن الاقتصادية وكذلك ناقلات النفط التابعة لها في مياه البحر الأحمر ستكون في دائرة العمليات إضافة إلى ناقلات النفط للشركات الأجنبية التي تقوم بنهب الثروات من شبوة وحضرموت ستكون أَيْـضاً ضمن بنك الأهداف العملياتية.
ويشير إلى أن الخيارات مفتوحة ومسارات رد قواتنا المسلحة مبنية على مستويات عالية من القوة والاقتدار العسكري وعلى معطيات ودراسات استراتيجية دقيقة وأياد ضاربة تستطيع بعون الله تعالى تغطية كُـلّ شبر في جغرافيا دول العدوان وضرب أدق الأهداف بهجمات ساحقة، منوِّهًا أن العدوان سيكون أمام تداعيات كارثية في مستواها الاقتصادي والعسكري والاستراتيجي، مستشهداً وكمثال واحد فَـإنَّ أزمةَ الطاقة التي تعاني منها أمريكا وأُورُوبا حَـاليًّا جراءَ أحداث حرب روسيا -أوكرانيا ستتحولُ بالفعل إلى طامةٍ، “فالنفط البديل السعوديّ” التي تعتمد عليه أمريكا لتغطية احتياجها ومنظومة أمن الطاقة التي وضعتها ضمن استراتيجياتها لمواجهة روسيا كلها ستنسف وتسحق بمعركة فاصلة عابرة للحدود والحسابات العسكرية.
(صحيفة المسيرة)