صمود وانتصار

رسائل التحذير.. وفاء وعد وتأكيد جهوزية لتثبيت معادلات

مقالات|| الصمود|| فهد شاكر أبو رأس

يبدو أن تحالُفَ العدوان وعلى رأسه أمريكا وبريطانيا وفرنسا لم يعِ الدرس جيِّدًا، ولم يفهم الرسائل المراد إيصالها من العملية التحذيرية الأولى في ميناء الضبة بمحافظة حضرموت، على الرغم من وضوح رسائلها وتجلي أبعادها الاقتصادية والسياسية والعسكرية، إلا أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا ومن معهم من اللصوص، ناهبي ثروات الشعوب، وتجار الحروب، وصانعي الأزمات في العالم، عزموا أمرهم هذه المرة على تجريب المجرب في اليمن والذي سبق وأن اتضح لهم جليًّا واستقر في نفوسهم انعدامُ نفعه.

 

لقد أحبطت هذه العملية محاولة جديدة لنهب نفط اليمن الخام من قِبل لصوص الغرب وتحالفاتهم اللصوصية في المنطقة العربية، لتفي بذلك القوات المسلحة اليمنية وبعملياتها تلك الأولى والثانية، بوعدها وعهدها للشعب اليمني بحماية حقوقه والحفاظ على مقدراته، ولتأكّـد من خلالها أَيْـضاً جهوزيتها العالية، واستعدادها التام لتثبيت المعادلات بعيدًا عن الإرهاب السياسي لدول الغرب، وعن الضجيج الأممي والدولي، المصاحب دوماً لجولات مكوكية في الشرق الأوسط من حملات ترويجية لحلول مؤقتة، لطالما شجعت دول تحالف العدوان على التمسك بورقة الحصار في اليمن؛ مِن أجلِ إخضاع شعبه وإرغامه على الاستسلام والقبول بالوصاية والاحتلال.

 

ولذلك فنحن اليوم لا نستغربُ أبداً أن تُظهرَ أمريكا وبريطانيا وفرنسا كُـلّ هذا الاستياء من عملية شبوة الأخيرة وأن تدينَها بهذا الشكل المبالغ فيه، وجميعها أصلاً تمثل ثلاثي المؤامرة على اليمن، ناهيك عن كونها أطرافاً فاعلة في العدوان عليه منذ ثمانية أعوام، فمن الطبيعي جِـدًّا أن تكون عمليات القوات المسلحة اليمنية التحذيرية بنظر ثلاثي المؤامرة عملاً مداناً ومستنكر؛ كونها تعتبر إسقاطاً لمشروعه في اليمن، المشروع الذي يرتكز بشكل رئيس على نهب ثروات اليمن النفطية، وُصُـولاً إلى الهيمنة المطلقة على منابع النفط فيه، لكن حظ مثلث نهب ثروات الشعوب كان سيئاً للغاية، فالمرحلة اليوم تختلف إلى حَــدٍّ كبيرٍ عن سابقاتها.

 

المعادلاتُ التي فرضتها صنعاء أصبحت بفضل الله قادرة ومتمكّنة من قطع أيدي اللصوص الغربيين ومن معهم من الأنظمة العربية الخائنة في المنطقة، ولهذا فلا غرابة أبداً من أن نسمع كُـلّ هذا العويل والصراخ في العواصم الغربية الثلاث، والذي تتداعى منه الرياض وأبو ظبي بالسهر والحمى.