التحالف وصراع الأدوات لكسب الولاء وتقديم الخدمات
مقالات|| الصمود|| محمد أحمد البخيتي
ما الذي أنجزه مجلس فنادق الرياض القيادي؟ سؤالٌ حيَّر القواعد الشعبيّة لأدوات السعوديّة وكذلك أدوات الإمارات وليس فقط العامة بل وحير ناشطيهم وإعلاميهم وساستهم وقيادتهم حتى انتجت تلك الحيرة برامج تلفزيونية مضطربة وتغريدات متناقضة وكتابات حائرة.
ونتيجة لذلك التناقض والحيرة وَالاضطراب تجدهم يستاؤون حيناً ويطبلون حيناً آخر، يشيدون بمجلس الرياض القيادي حيناً ويهاجمونه حيناً آخر، يقرون شرعيته حيناً ويتنكرون له حيناً آخر، يلومون رشاد العليمي ويتحاشون كُـلّ مكون ذكر ممثله فالإصلاح مثلاً لا ينسبون السوء للعرادة وأتباع عفاش يستبعدون طارق وكذلك بقية المكونات يتحاشون إشراك أبو زرعة المحرمي وعبدالله العليمي وعثمان مجلي وعيدروس الزبيدي وفرج البحسني في سيئات قيادي الرياض.
ينسبون السيئات لرشاد العليمي ويتناسون أنهم جزءٌ منها ولكن لا غرابة في ذلك لأنه عندما تتعدد القيادات تكثر حالات الانقسام لذلك قال الله تعالى في كتابة الكريم: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا، فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) فإذا كانت السموات والأرض ستفسد فلا جدل خُصُوصاً أننا جميعاً نعرف أن لكل أدَاة من الأدوات أُسلُـوبها الخاص في الانبطاح وأحقادها التاريخية فعفاش و”الإصلاح” لديهم تاريخهم العدواني مع الانتقالي منذ 1994م، كما أن الإصلاح لم يتناسوا بعد حادثة جولة العلم، واغتيالات خطبائه وقياداته من قبل الانتقالي في محافظات جنوب اليمن، ولم تجف دماء قواته عقب أحداث شبوة، وطارق وزمرته لم يتناسوا أحداث 2011م ولم يتناسوا حادثة النهدين، لم يتناسوا اقتحام مقر طارق في عدن من قبل الانتقالي.
ولكن من يسعى إلى تحريك وتغذية هذه العداوات هم المستفيدون الذي زادت نشاطاتهم حدة في حضرموت وشبوة والمهرة خُصُوصاً في أماكن حقول الثروات كبريطانيا وأمريكا والسعوديّة والإمارات ولا ضير لديهم مما يعانيه أبناء المحافظات اليمنية الجنوبية من حالات التناحر والانقسام والصراع والاقتتال وإن استبدلوا أمنهم خوفاً واستقرارهم اضطرباً ولو أصبحت نقاط الأمن مصدر ذعر نتيجة التصفيات فيما بين أعضاء قيادي الرياض ورجال الأمن محل إرهاب نتيجة عدم الاستقرار وانعدام سيادية القرار فيرهبون المواطنين ليجبروهم على الصمت أمام المعاناة، ليبدون عدم اعتراضهم لما يشاهدونه من عمليات نهب للثروات، وما يسمعونه من أخبار حول وصول سفن أمريكية وبريطانية حاملة للقوات، ما دام وكل ما استفحلت الفوضى وانتشرت المفخخات وزادت حدة الصراعات والانقسامات زاد أعضاء مجلس فنادق الرياض في تقديم التنازلات وتنفيذ التوجيهات وتغذية الانقسامات ولكل أدَاة من الأدوات التي كون منها التحالف مجلسهم القيادي في الرياض مهام أوكلها التحالف إليه فإن حاول تجاوزها يتم إقصاء كوادره من وزراء ومحافظين وعسكريين وأمنيين وتم الإيعاز إلى الأدَاة الأُخرى مهمة التأديب لمن يرفض القرارات أَو يقوم بالتجاوزات وإن تمادى تم استدعائه لنفس الفندق الذي شرعنت له السعوديّة فيه كما حصل للزبيدي عندما حاول أن ينشر قواته في المهرة والوادي وكما يحصل الآن مع العرادة نتيجة إدانة بعض الإصلاحيين لأحداث شبوة، وقرار إقصاء محافظين وعسكريين وأمنيين الإصلاح بشبوة وسقطرى، وَالرفض لتغييرات مأرب ومطالبة الإصلاح بالإفراج عن من سبق وقدم الخدمة وخسر الرهان كالعكيمي وغيره.
وبما أن الصراعات تفيد دول التحالف فدول التحالف من تغذي الصراعات ليزيد كُـلّ طرف من أدوات الارتزاق من الانبطاح وتقديم التنازلات ليظهر للتحالف أنه الأقوى وأنه الأجدر بخدمة مشاريعهم وحماية تواجدهم وذلك ليكسب ولاء دول التحالف وليكون محل ثقتهم المطلقة ولو كان ثمن ذلك الانبطاح، وطن تنتهك سيادته وتنهب ثرواته ويعاني مواطنيه.