إستمرار تعاظم قلق المرتزقة من المفاوضات بين صنعاء ودول العدوان
إستمرار تعاظم قلق المرتزقة من المفاوضات بين صنعاء ودول العدوان
الصمود../
جددت وسائل إعلام المرتزِقة الإقرار بأن مفاوضات تجديد الهدنة تدور بين صنعاء ودول العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، وأن حكومة المرتزقة لا تعلم عنها شيئاً ولا تملك أي قرار بشأنها، وهو ما يفضح زيف كل الدعايات والمزاعم التي حاول العدو ترويجها طيلة الفترة الماضية والتي حاول من خلالها أن يظهر نفسه كوسيط سلام بين اليمنيين.
وعبرت قناة بلقيس الموالية لمرتزقة حزب “الإصلاح”، عن قلق لدى من أسمتهم بـ”مراقبين” من استمرار المفاوضات بين صنعاء ودول العدوان، وغياب حكومة المرتزقة عنها، في اعتراف واضح بأن المرتزقة لا يملكون قرار الحرب والسلام، وأنهم يخضعون لتوجيهات وقرارات دول العدوان بشكل كامل.
وينسف هذا الاعتراف كل الدعايات التي حاول تحالف العدوان ورعاته ترويجها طيلة الفترة الماضية حول “دعم الهـدنة بين اليمنيين”، إذ سعت دول العدوان والولايات المتحدة الأمريكية بشكل واضح إلى تقديم صورة مزيفة عن الوضع، تظهر أن حكومة المرتزقة طرف رئيسي في الهدنة ومفاوضات تجديدها.
وكانت هذه الدعايات تهدف لإبعاد دول العدوان ورعاتها عن الصورة، وتكريس رواية “الحرب الأهلية” المضللة؛ لمنح العدو فرصة للتنصل عن مسؤولية جرائمه بحق الشعب اليمني، والهروب من تداعيات استمرار العدوان والحصار، وتصويره كوسيط سلام بين اليمنيين.
واستخدمت دول العدوان ورعاتها هذه الدعايات لخلق مبررات لاستمرار الحصار الإجرامي على الشعب اليمني، حيث دفعت بالمرتزقة للإعلان عن رفض دخول سفن المشتقات النفطية، ثم السماحِ لها بالدخول؛ لتغطي على حقيقة أن قرار احتجاز السفن هو قرار أمريكي سعودي، وهي محاولة للالتفاف على تمسك صنعاء باستحقاق رفع الحصار كخطوة أساسية لتجديد الهدنة وتوسيعها.
ونقلت قناة “بلقيس” عمن وصفتهم بـ”مراقبين” قولهم: إن استمرار المفاوضات بين صنعاء ودول العدوان بمعزل عن حكومة المرتزقة يجعل الأخيرة “في وضع صعب جداً” وأن هذه المفاوضات تمثل “خطأ استراتيجيًّا” حتى وإن حققت تقدماً.
ومنذ بدء الهدنة أبدى المرتزقة خوفاً كبيراً من وصول صنعاء ودول العدوان إلى اتفاقات إيجابية تخفف من معاناة الشعب اليمني وتمهد لسلام فعلي، والمبرّر الوحيد لهذا الخوف -بحسب محللين محسوبين على طرف العدوّ نفسه- هو أن تحقيق تقدم في مسار التهدئة والسلام من شأنه أن يجفف منابع الدعم والنهب التي يعتمد عليها المرتزقة في ظل الحرب والحصار.
وقد عبرت حكومة المرتزِقة بشكل أكثر صراحة عن هذه المخاوف عندما فرضت صنعاء حظر تصدير النفط لمنع نهب إيراداته، حيث أبدى المرتزقة ردود فعل متشنجة وهستيرية تضمنت المطالبة بعودة العمليات العسكرية وإغلاق مطار صنعاء وميناء الحديدة بشكل كامل، بل واحتلال محافظة الحديدة؛ وذلك لأن حظر تصدير النفط مثل نهاية لأكبر عملية نهب كان يديرها المرتزقة لصالح تحالف العدوان، حيث كان يتم توريد كافة عائدات النفط الخام إلى البنك الأهلي السعودي مقابل حصة يحصل عليها قيادات المرتزقة، وذلك إلى جانب العمولات الكبيرة التي كانوا يحصلون عليها من شركات النفط العاملة في المناطق المحتلة.
وكان رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، أوضح مؤخراً في تصريحات لمنتدى “مجال” أن المرتزقة يعملون على تضخيم مخاوف دول العدوان ويحرصون على استدعاء الصراعات في اليمن، ليستمر الدعم الذي يحصلون عليه، وهو ما ينطبق بشكل واضح على مطالبات حكومة المرتزِقة بعودة الحرب وتخوفهم من مفاوضات تجديد الهدنة.
(صحيفة المسيرة)