صمود وانتصار

بدون عنوان

علي ظافر
حينما تزور الفيس بوك تجده مليء بالأزمات وكل واحد يحلل بطريقته (امانه ارتفع سعر البترول، طلع الصرف، ارتفع سعر الدولار.. الخ ) هناك طابور خامس وسادس شغال ليل نهار وبمختلف الوسائل لإرجاف الناس والتهويل عليهم وكل ذلك يندرج ضمن الحرب “الحرب النفسية” وكثير للأسف الشديد ينجر ويصدق.
هذه “الأزمات ” المفتعلة والتهويل، جاءت بعد الدخول العسكري الأمريكي وبالتزامن مع “مراوحات الكويت السياسية ” للحصول على تنازلات أولاً، ولصرف اهتمام الناس وانتباههم لهذا التدخل الخطير والسافر، وإلهائهم، وتثبيط عزائمهم، ولتأليب الرأي العام ضد من يسهرون ويبذلون جهوداً جبارة في تسيير أمور البلاد، ينبغي ألا يصرفوا اهتماماتنا ويغيروا أجندتنا، وأن نواجه إلى أن ننتصر، وأن نكون على ثقة عالية بملك السموات والأرض القائل: ” وإن خفتم عيلة فسيغنيكم الله من فضله “.
ليس مستبعداً أن يفتعلوا أزمات، وليس الأمر مفاجئاً ولا جديداً، فالحرب هي متعددة الأوجه منذ البداية سياساً ثم دبلوماسياً لفرض عزلة سياسية على اليمن تلا ذلك عدوان عسكري وحصار جائر براً وبحراً وجواً، وحرب اعلامية ونفسية واقتصادية وامنية… نحن لازلنا في واقع حرب، بل دخلنا مرحلة جديدة من الحرب.
ما ينبغي علينا هو مواجهة كل التحديات ولا خيار لنا غير ذلك وهذا من قبيل تأكيد المؤكد، وينبغي علينا بذل الأسباب والاستفادة من تجارب من سبقنا من الدول التي تعرضت للحصار الاقتصادي والعدوان العسكري، وأن نستفيد من كفاءاتنا الوطنية في المجال الاقتصادي لإدارة المرحلة اقتصادياً واتخاذ إجراءات وقائية تعزز الصمود والاستمرار في المواجهة، كما ينبغي إعادة تفعيل المصانع التي قصفت لرفد السوق المحلية بما يلزم وأن نفكر في بدائل لكل شيء، وأن نسعى قدر الامكان لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الزراعي فالله قد أمدنا بمخزون مائي كبير من السيول والأمطار التي شهدتها البلاد خلال الاسابيع القليلة الماضية، وأن نوطن أنفسنا للمواجهة الى يوم القيامة… ومهما طلع دولارهم أو نزل ليست ازمة… الازمة الحقيقة هي أن نفقد كرامتنا وأن نقدم تنازلات، تفقدنا رصيدنا الذي راكمناه خلال عام من المواجهة والصمود، ويجب أولاً وأخيراً أن نثق بالله وحد فهو الغالب على امره، ونترك كثرة التحليلات التي تخدم العدو أكثر مما تخدم الوطن.