فرضيات لمعارك البحار والمحيطات المقبلة.. جزيرة سقطرى وأسباب الإهتمام الصهيوني باليمن
فرضيات لمعارك البحار والمحيطات المقبلة.. جزيرة سقطرى وأسباب الإهتمام الصهيوني باليمن
الصمود../
هناك مجموعة من الأسباب التي تدفع الكيان المؤقت الصهيوني للاهتمام باليمن من بينها:-
1- تأمين الممر الحر الآمن عبر البحر الأحمر، حيثُ إن بابَ المندب هو المفتاحُ الأهمُّ بعد قناة السويس، وأن إغلاقه على إسرائيل يعني تدميرها، وأنها تستخدم كُـلّ أنواع القوة لفك الحصار عنها بالقدر الذي تتدخل فيه واشنطن وبكل أسلحتها.
2- تأمين خطوط التجارة الصهيونية، حَيثُ حرصت أن يظل شطرا اليمن سابقًا تحت وصاية أصدقائها، كما أن تحالف العدوان اليوم يأتي في سياق الإملاءات الصهيوأمريكية لبقاء وتمدد الكيان الصهيوني في المنطقة؛ لأَنَّ حرمانه من البحر الأحمر يعني منعه من الطريق الرئيس للمرور إلى يهود العالم وخلاف ذلك تعتبر إسرائيل محاصرة براً وبحراً.
3- الموقع الاستراتيجي المهم لليمن، حَيثُ تطل على بحار ثلاثة وتشرف على مضيق يعد من بين أهم مناطق العبور البحرية في العالم.
4- الجزر اليمنية المنتشرة في البحرَين العربي والأحمر والتي تعتبر مشرفة على ممرات التجارة العالمية.
5- حجم الواردات الكثيرة للكيان الصهيوني تأتي عن طريق البحر الأحمر سواءً البترولية منها أَو المنتجات الأُخرى.
7-إن استخدام السفن التجارية الإسرائيلية أَو التي تتعامَلُ مع الكيان الصهيوني طريقاً آخر غيرَ طريق باب المندب (ونقصد هنا طريق الرجاء الصالح) سيكلّفُ ذلك الخزينة الإسرائيلية مبالغَ باهظة.
8- عدم مرور الناقلات أَو اضعاف مرورها يعني موت ميناء “إيلات” وغياب الآلاف من فرص العمل وفي عام 1973م ولمدة 60 يوماً خسرت إسرائيل قرابة مليار دولار وسرحت 35000 عامل من “إيلات”.
9- عدم السيطرة أَو تأمين المضيق يجعلُ وضْعَ الكيان الصهيوني في خطر ما لم يتم تأمينُ خطوط التجارة الصهيونية، بل ترى تل أبيب أن السيطرةَ على البحر الأحمر يعد من أهم الأهداف الاستراتيجية لها منذ تأسيسها 1948م وحتى هذه اللحظة.
10 – ضمان حرية الشركاتُ التجارية اليهودية التي اندفعت شرق أفريقيا.
11- ضمان حماية مصالح حلفائها أَو إدامة الاتصال والتواصل معهم مثل إثيوبيا وهي بمثابة الضمانة الأكيدة لسلامة إسرائيل حسب تعبير مجمع الاستخبارات الإسرائيلي.
12- السيطرة على باب المندب يعني عدم تكرار تجربتي إغلاق العقبة، وإغلاق باب المندب من قبل مصر عام 1973م ومدى حجم الضرر الذي لحق بها.
13- ومن أهم أسباب اهتمامات إسرائيل بالسيطرة على باب المندب هو استعماله كورقة رابحة في أية تسوية قادمة بالشرق الأوسط.
ثانيا – الأنشطةُ العسكرية والتجسسية الصهيونية
قامت إسرائيلُ وبفترات متعاقبة بالعديد من العمليات العدائية على اليمن منها:
1- المحاولات الإسرائيلية بمساعدة إثيوبيا لاحتلال جزيرة ميون بدأت منذ العام 1969م.
2- إنشاء قاعدة عسكرية في جزر إثيوبية 1967م (قبل استقلال إرتيريا).
3- تؤكّـد مصادرُ تاريخية أن مجموعة اسْتطلَاعية إسرائيلية مسنودة بوحدة صغيرة من الكوماندوز الإسرائيلي قد تمكّنت من الوصول إلى جزيرة زُقَــر اليمنية (تبعُدُ عن الساحل 32 كيلو متراً) وتركيب أجهزة رَصْد وتنصُّت حديثة وَاستمر تواجدها في الجزيرة لأشهر بعد ذلك التاريخ عندما كانت اليمن شطرين وضعيفة ولا تملك قوات بحرية يمنية.
4- الحادثة المفبركة لسفينة النفط الفكورال سي – وهي سفينة كانت محملةً بالمشتقات النفطية وتحمل العلَم الليبري في طريقها إلى ميناء “إيلات” وأثناء مرورها من باب المندب تعرّضت لقذائف من الجانب اليمني، الأمر الذي أَدَّى إلى اشتعال النيران في أجزاءٍ منها قبل أن تهرَعَ القواتُ الإسرائيلية المتواجدة في القواعد العسكرية بجُزُرٍ إرتيرية إلى إنقاذ السفينة استخدمت تلك الحادثة كذريعة، حَيثُ تم بعدها إرسال بعثة من الأمم المتحدة متواطئة مع الكيان الصهيوني، ولأهميّة الجزر اليمنية قامت بزيارة لبعض الجزر اليمنية، حَيثُ خرجت البعثات بضرورة توسيع التواجُد العسكري الإسرائيلي ليشملَ الجزرَ اليمنية التالية (الطير، كمران –حنيش الصغرى –ميون) وفي ذلك الوقت تحديداً وعلى إثر الحادثة المفتعلة لجأت الولايات المتحدة الأمريكية إلى التهديد والوعيد وقامت بتحريك الأسطول السابع في المحيط الهندي إلى خليج عدن وباب المندب.
5- الدفع بعشرات الجواسيس والعملاء ومن جنسيات مختلفة لجمع المعلومات والبيانات الدقيقة وكل ذلك بإشراف أَو التنسيق مع المجتمع الاستخباراتي الصهيوني وقد تم القبض على العديد منهم وبعضهم تمت مقايضته من قبل الجيش المصري في عملية تبادل الأسرى مع إسرائيل.
6- ما يحصل الآن من جرائم تقوم بها دول العدوان (الإماراتي -السعوديّ) هو شكل من أشكال العدوان الصهيوأمريكي (حروب بالوكالة).
السيناريوهاتُ المطروحة على باب المندب
1- الهيمنة العسكرية وبالقوة من خلال الأساطيل الأجنبية الغازية للمنطقة الأمريكية وغيرها.
2- الذرائعية أَو أية حادثة مفتعلة تدخل ضمن إطار حرية الملاحة وحماية حركة الناقلات وتأمين الممرات البحرية.
3- فرض الوصايا الدولية مثلما ضغطت إسرائيل سابقًا على بريطانيا لغرض فرض وصايا دولية على باب المندب.
4- بقاء دول العدوان العميلة المطبعة سيجعل كُـلّ مقدرات اليمن تحت تصرف الصهاينة وليس باب المندب فقط.
5- انشطار اليمن وتوهينها ونهب ثرواتها ومقدراتها واستمرار عملية اللا سلم واللا حرب تلك عملية الاستنزاف الكبرى وبالتالي إضعافها، مع أن اليمن رقم صعب في المعادلة الدولية ليس على مستوى الموقع الاستراتيجي بل على مستوى التاريخ والأحداث التي عاصرها ونهاية كُـلّ عدوان على اليمن نتيجته الخسران والهزيمة.
جزيرةُ سُقطرى
تشكل الجُزُرُ البحريةُ امتداداً طبيعياً لليابسة لأراضي الدولة حول العالم مما يترتب عليه العمل على حياتهم أي عدوان خارجي والذي يشكل انتهاكاً للسيادة مهما كان حجم الجزيرة أَو بعدها عن مركز الدولة، ومثال على ذلك ما قامت به الحكومة البريطانية من قطع آلاف الأميال البحرية؛ مِن أجل حماية واسترداد جزيرة “الفوكلاند” عام 1982م، الذي أَدَّى إلى صراع مسلح وعمليات بحرية عسكرية بين بريطانيا والأرجنتين، وتمكّنت الحكومة البريطانية من تحقيق النصر واستعادة السيادة على الجزيرة.
وللعلم أن جزيرة “الفوكلاند” لا تبعد سوى بضعة أميال بحرية من ساحل الأرجنتين.
ومضيق “هرمز” وَ”باب المندب” من أهم الممرات في المنطقة، وَأَيْـضاً توجد العشرات من الجزر، وهي جزر لا تقل أهميّة عن تلك المضائق والممرات، ومن أهمها جزيرتي “سقطرى” وَ”عبد الكوري” وَكذلك “تيران” وَ”صنافير” الذي ابتاعتهم السعوديّة من مصر لصالح الكيان الإسرائيلي الغاصب.
وتقع جزيرة أَو أرخبيل سقطرى في الساحل الجنوبي للجزيرة العربية أمام مدينة المكلا شرقي خليج عدن، حَيثُ نقطة التقاء المحيط الهندي ببحر العرب وكذلك إلى الشرق من القرن الأفريقي، وتبعد عن السواحل الجنوبية لليمن بنحو 350 كيلو متراً.
ويتشكل الأرخبيل من عدة جزر منها “درسة” وَ”سمحة” و”عبد الكوري”، إلى جانب ست جزر صخرية، هي عبارة عن أرخبيل غني بالثروات الطبيعية.
الموقع الاستراتيجي الهام لتدفق نفط دول الخليج إلى خارج المنطقة، وخطوط الملاحة الدولية، كُـلّ ذلك حرك مطامع الإمارات والسعوديّة فيها، والسيطرة عليها، منذ بدء حرب التحالف على اليمن عام 2015م.
جزيرة سقطرى اليمنية تشكل ممراً للتجارة العالمية من الصين والهند ودول الخليج إلى الشرق الأوسط وأفريقيا.
أما أهميتها الجيو استراتيجية فتتمثل في الآتي:
1- موقعها المتميز نظراً لتحكمها في خطوط الملاحة الدولية، إضافةً إلى امتداد المجال البحري الجغرافي والذي انعكس على زيادة حجم المياه الاقتصادية الخالصة.
2-حرية الحركة والأنشطة الاقتصادية في منطقة الخليج العربي وَالعالم العربي والإسلامي ومنطقة شمال غرب المحيط الهندي.
3-موقعها ضمن مناطق وتقاطع الاهتمامات المشتركة الإقليمية والعالمية.
4-على المستوى العسكري منطقة قيادة المنطقة العسكرية الأمريكية الوسطى وتقع بالقرب من منطقة القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، وَقربها من قيادة المنطقة العسكرية الأمريكية في المحيط الهادي والهندي، كما أنها تشكل أحد مناطق الاهتمام في الاستراتيجية الدفاعية الأمنية والأمن الداخلي الأمريكي وتعلق ذلك في نظرية “الفريد ماهان” الخبير الجيو استراتيجي في البحرية الأمريكية على أنه من يسيطر على السيادة البحرية في المحيط الهندي يكون لاعباً رئيسياً في شكل النظام العالمي، ومن يسيطر على المحيط الهندي يسيطر على آسيا، وعليه فَـإنَّ من يسيطر على جزيرة سقطرى والمناطق البحرية المجاورة يمكنه أن يسيطر على بحر العرب وَخليج عدن والمناطق الجنوبية للبحر الأحمر وشمال المحيط الهندي، كما يمكنه أن يسيطر جنوب شبه الجزيرة العربية وَجنوب شرق أفريقيا وَالقرن الأفريقي.
وقبل الأحداث التي تمر بها اليمن الآن، حَيثُ حاول قائد المنطقة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال “ديفيد باتريسون” عقد صفقة لاستئجار الجزيرة أَيَّـام فترة حكم الرئيس الأسبق على عبد الله صالح في 20يناير 2010م، حَيثُ تهدف الاستراتيجية البحرية الأمريكية في تحييد القوة الروسية من خلال إنشاء قاعدة بحرية وَجوية عسكرية في الجزيرة، كما أن من الأهداف أَيْـضاً إضعاف التواجد الصيني في المنطقة وعلاقة الجزيرة مع مشروع الحزام والطريق.
واليوم سيطر التحالف الإماراتي والسعوديّ وبدعمٍ أمريكي على جزيرة سقطرى تحت مظلة المجلس الانتقالي وبحجّـة حماية الممرات البحرية الدولية.
تيران وصنافير
تشكل جزر البحر الأحمر أهميّة خَاصَّة له وللدول المطلة عليه جعلت تلك الأهميّة العالم في صراعٍ مُستمرّ حول ذلك الشريان الحيوي، وقد تنوعت أهميّة الجزر التي تقدر بنحو 379 جزيرة وتزداد أهميّة الجزر كُـلّ ما اقتربنا من نقاط الاختناق الرئيسية (المضايق) في البحر الأحمر مثل جزيرتي “بريم” و”ليلة” اللتين تقعان داخل مضيق باب المندب جنوباً، وجزر “تيران وصنافير” وَ”جوبال” كلما اتجهنا شمالاً في مضايق تيران.
وتحاول القوى العظمى التدخل في النزاعات الداخلية والحدودية في البلدان التي تتحكم بالممرات الملاحية الدولية وذلك بوضع قواعد وقوات عسكرية تحقّق لها أطماعها في السيطرة على الجزر التابعة للدول المتنازعة وعلى المضايق والممرات، كما أن الدول العظمى وإسرائيل في منطقة البحر الأحمر تعمل على توسيع الفجوة بين الدول العربية وتمزيق النسيج العربي وربطها باتّفاقيات ومصالح مشتركة بعيدًا عن الدول العربية المجاورة لها لتكون عوناً لها بالمستقبل في فرض هيمنة سياسية واقتصادية كاملة وهو ما سيساهم في زعزعة الأمن القومي العربي.
وتيران وَصنافير جزيرتان مصريتان غير مأهولة تقع في مدخل مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر وتبلغ مساحتها 61. 5 كم² وتبعد عن جارتها جزيرة صنافير بحوالي 2.5 كم، ويوجد في الجزيرة مطار صغير؛ مِن أجل تقديم الدعم اللوجستي لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وكانت “إسرائيل” قد احتلت الجزيرتين خلال العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956م، ومرةً أُخرى أثناء حرب حزيران / يونيو في العام 1967م، وانسحبت منهما في العام 1982م ضمن اتّفاقية “كامب ديفيد”، ليصبحا تحت إدارة مصر، ووفق تلك المعاهدة وُضعت الجزيرتان تحت سيطرة قوات دولية متعددة الجنسيات للتأكّـد من امتثال مصر و”إسرائيل” للأحكام الأمنية الواردة في اتّفاقية السلام بينهم والمتعلقة بفتح خليج تيران.
وبحسب “البروتوكول” العسكري لمعاهدة “كامب ديفيد” وُضعت كُـلّ من جزيرة صنافير وجزيرة تيران ضمن المنطقة (ج) المدنية التي لا يحق لمصر بتواجد عسكري فيها مطلقاً.
وبعد انقلاب الرئيس المصري محمد السيسي ومباركة السعوديّة لذلك الانقلاب تم بيع أَو إهداء تلك الجزيرتين إلى السعوديّة تحت ذريعة أنهما عائدتان لها، مما شكل جدلاً وانقساماً في الرأي العام المصري وما زالت تحت أروقة المحاكم المصرية.
وللجزيرتين أهميّة قصوى، حَيثُ يشكل مضيق تيران، نقطة العبور الوحيدة للسفن من وإلى خليج العقبة، وأعطته الاتّفاقات الدولية؛ بسَببِ ذلك وضعاً خاصًا، فهو الممر المائي الوحيد الذي يمكن للسفن الإسرائيلية الإبحار عبره من ميناء إيلات إلى العالم، كما أن هذا الممر البحري كان إغلاقهما أمام الملاحة من قبل الحكومة المصرية الشرارة التي أَدَّت لعدوان حزيران العام 1967م.
وتصنع الجزيرتان ثلاثة ممرات من وإلى خليج العقبة، الأول منها يقع بين ساحل سيناء وجزيرة تيران، وهو أقرب إلى ساحل سيناء، وهو الأصلح للملاحة، ويبلغ عمقه 290 مترًا، ويسمى ممر “إنتربرايز”، والثاني يقع أَيْـضاً بين ساحل سيناء وجزيرة تيران، ولكن أقرب إلى الجزيرة، ويسمى ممر “جرافتون”، ويبلغ عمقه 73 مترًا فقط، في حين يقع الثالث بين جزيرتي تيران وصنافير، ويبلغ عمقه 16 مترًا فقط.
وأثناء زيارة الملك السعوديّ سلمان بن عبد العزيز إلى القاهرة، أعلنت الحكومة المصرية أن الجزيرتين تقعان داخل المياه الإقليمية السعوديّة للبحر الأحمر، وَتوقيع اتّفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية مع السعوديّة في التاسع من نيسان، والتي تضمنت إقرار السلطات في القاهرة بأحقية الرياض في الجزيرتين.
وأثار هذا القرار جدلاً واسعاً في الأوساط الشعبيّة والسياسية المصرية، وعمت المواقف المعترضة التي اتهمت الحكومة المصرية ببيع الأرض والتخلي عن السيادة، وأعلنت شجبها ورفضها لهذا الإجراء داعية مجلس النواب المصري لرفض التوقيع على هذه الاتّفاقية.
وتتمتع الجزيرتان تيران وصنافير بموقع استراتيجي هام يتحكم بالملاحة الدولية في خليج العقبة، حَيثُ تقعان عند مصب الخليج، وتتحكمان بحركة المرور من وإلى ميناء “إسرائيل” الجنوبي في إيلات.
ومضيق تيران الذي تشرف عليه الجزيرة هو الممر البحري الهام إلى الموانئ الرئيسة من العقبة في الأردن وإيلات في إسرائيل، وكان إغلاقهما أمام الملاحة من قبل الحكومة المصرية الشرارة التي أَدَّت لعدوان حزيران العام 1967م.
ولا يحق للسعوديّة على ضوء اتّفاقية “كامب ديفيد” التصرف بتلك الجزر ما لم يكُن هناك تنسيقٌ وتعاون وانفتاح مع العدوّ الإسرائيلي.
وعلى نحو السرعة صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي (كان) من المقرّر أن يحضر قمة إقليمية للزعماء العرب في مدينة جدة الساحلية السعوديّة، خلال مؤتمر صحفي في إسرائيل أنه “متفائل” الآن بشأن التطبيع بين السعوديّة وإسرائيل.
وعلى ضوء ذلك تم إبرام اتّفاقية إسرائيلية منفصلة مع المملكة العربية السعوديّة للسماح للطائرات الإسرائيلية باستخدام المجال الجوي للمملكة في الرحلات المتجهة شرقًا إلى الهند والصين.
قد تكون هذه الخطوة الأولى على طريق اعتراف المملكة العربية السعوديّة بإسرائيل، وذلك في أعقاب اتّفاقات إبراهيم لعام 2020م التي شهدت تطبيع إسرائيل للعلاقات مع الإمارات والبحرين -وصفقات التطبيع الأُخرى.
مسؤولون إسرائيليون يؤكّـدون لشركة Axios أنهم أعطوا الضوء الأخضر لصفقة جزيرتي تيران وصنافير للولايات المتحدة، وقالوا إن معايير الاتّفاق بشأن الجزيرتين، التي كانت الولايات المتحدة تتفاوض بشأنها بهدوء تمت الموافقة عليها من قبل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وكذلك من وزارتي الخارجية والدفاع.
من هنا، نرى أن سيطرة السعوديّة على الجزيرتين تعني أنها ستسيطر منفردة على مضيق تيران، الذي يتحكم في الملاحة البحرية في خليج العقبة، وأن الرياض ستدخل رسميًّا في علاقاتٍ مباشرة بـ “إسرائيل، وبذلك سلمت العرب كُـلّ المضائق وأسلحتها إلى إسرائيل.
إن مسألة تحويل ملكية تيران وصنافير إلى السعوديّة في هذا الوقت ما هي إلَّا تكتيك لدخول السعوديّة في علاقة معلنة مع إسرائيل واعتبار ذلك أمراً واقعاً، ومع أهميّة تلك الجزر والمضائق لنشر القواعد الدفاعية وعلاقة ذلك بالأمن القومي العربي باستطاعة هذه الأُمَّــة محاصرة إسرائيل عن طريق العقبة وباب المندب وإغلاقها بنسبة 70 %.
وحتى هذه اللحظة استعرضنا أهم البحار والخلجان والمضائق والجزر في الخليج الفارسي وبحر العرب والبحر الأحمر وخليج عمان المطلة على المحيط الهندي وبذلك اكتملت الصورة وتأثير الجغرافية وحركة الأساطيل البحرية المعركة المتوقعة في ذلك الحيز البحري المهم المتخم بالطاقة وعوامل الاقتصاد والتجارة التي تهم المنطقة وجميع دول العالم.
*المسيرة – عباس الزيدي