صمود وانتصار

حروب إبن سلمان.. من اليمن إلى عشائر المملكة إلى القيم والمقدسات

حروب إبن سلمان.. من اليمن إلى عشائر المملكة إلى القيم والمقدسات

الصمود../

يقال ان السلطات السعودية أعلنت استحداثها مكافأة مالية لمن يدلي بأي إفادات عن مستهدفي الشذوذ الأخلاقي الذي تمارسه سلطة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان او ينتقد ما يسمى بـ”وزير الترفيه” السعودي تركي آل الشيخ وسياساته الترفيهية الداعية لإقامة حفلات مختلطة ماجنة في الاراضي المقدسة.

وبذلك فان أعداد المنتقدين “قد تضاعف” نتيجة سياسات إبن سلمان ونظامه السعودي المستعدي مرة على جيرانه كاليمن الذي اعتدى عليه منذ ثماني سنوات، او على المعارضين من أبناء بلده سواء كانوا في خارج المملكة او في داخلها ونموذج ذلك ما اقترفته يداه في تقطيع اوصال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وملاحقة المعارضين له في داخل المملكة وزجهم في السجون والمعتقلات، او في حربه ضد مواطنيه الذين يعارضون تغيير هوية المجتمع وتغريبه بأساليب شتى ويعارضون سعيه لتدمير معتقدات ومقدسات مواطنيه باقامة الحفلات الماجنة.

بات التنديد بسياسات ابن سلمان علنيا تصدح به حناجر الكثير من المعارضين لسياسته نتيجة الانحرافات المتتالية والممارسات الخاطئة التي ينتهجها هذا النظام على صعيد عدوانه على اليمن أو على صعيد استهداف العشائر السعودية داخل المملكة او على صعيد تعمد تغيير هوية المجتمع وحرف التوجهات الايمانية الدينية المزروعة بالقوة في نفوس أبناء جزيرة العرب المسلمين المؤمنين بالرسالة الربانية التي انزلت على صدر خاتم الانبياء والرسل محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) منذ اربع عشر قرنا.

الحرب على العشائر

جاء عدوان السعودية على اليمن منذ ثمانية أعوام لعدة أسباب منها محلية وأخرى خارجية، أولها طمع السعودية في ثروات اليمن وتوسيعا لجغرافية المملكة، واستجابة للرغبات الأميركية في الاستحواذ على الثروات النفطية ومخازن النفط العملاقة المكنونة تحت ارض اليمن وما يملكه هذا البلد من احتياطيات كبيرة تمتد تحت أراضيه وتحت قاع البحر الأحمر وصولا الى الساحل الشرقي لأفريقيا..، وايضا استجابة للأجندة الصهيونية في إيجاد مخرج آمن للكيان الاسرائيلي عبر البحر الأحمر وصولا الى الخليج الفارسي والى بحر العرب والى المحيط الهندي، ونزولا عند رغبة واطماع الامارات في إيجاد مخرج احتياطي للنفط في حال غلق عنق الخليج الفارسي ومضيق هرمز.

غير ان العداوات السعودية لم تتوقف عن العدوان على اليمن بل استحدث ابن سلمان حربا جديدة خارطتها نفس ارض جزيرة العرب مستهدفا بذلك القبائل والعشائر العربية في ارض الجزيرة.

جاء في مقال على موقع “سعوديليكس” المعارض، ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شن حربا على القبائل في السعودية التي تمثل العمود الفقري لجزيرة العرب ولعموم المحميات الخليجية، حيث شكّلت هذه القبائل صمام الأمان في جزيرة العرب عبر قرون، إذ كانت أحد أوجه الحفاظ على الأخلاق الإسلامية والقيم العربية، كما شكّلت القوة الأولى التي تمدّ حكام المنطقة بالرجال والأموال التي تحميها وتدافع عنها.

جاء في المقال ايضا، بذلك وظّف إبن سلمان إعلام البلد وأمواله لتشويه سمعة القبائل الكبيرة وهدم قيمها وأعرافها وإضعافها أمام المجتمع وذلك بهدف كسر أي إرادة تهدد وجوده ومشاريعه، ذلك رغم تعاقب من حكم جزيرة العرب عبر قرون، لم يجرؤ أحد من حكامها على إضعاف القبائل أو تفكيكها وإفراغها من قيمها الإسلامية والعربية التي توارثتها، بل سعى معظمهم لتقويتها وكسب ولاءات شيوخها وزعمائها لضمان استقرار حكمهم، بينما أعلن إبن سلمان (حربًا غير معلنة) على العديد من قبائل المملكة اتخذت عدة أساليب أبرزها، “تفكيك القبائل الكبيرة وإضعافها”، “تشويه سمعتها وقيمها”، “اعتقال شيوخها ورموزها”، “زرع الفتن بين القبائل”، “إبراز النماذج السيئة من القبائل واحتضانها” و”تهجير القبائل بالقوة من أراضيها وقراها”.

الحرب على الاخلاق والمعتقد

عود على بدء، الى تعمد ابن سلمان تغيير هوية المجتمع وحرف ولاءاته الايمانية العقائدية الدينية، تقربا لولاة الامر الذين يشنون حربا عقائدية على عموم المسلمين في كافة بلدان الشرق الاوسط، حيث شرع ابن سلمان بإنشاء ما تسمى بـ”الهيئة العامة للترفيه”، وهي هيئة سعودية أنشئت في 7 مايو 2016 وتُعنى بكل ما يتعلق بنشاط الترفيه. أول رئيس لها هو أحمد بن عقيل الخطيب وأعفي من منصبه في 18 يونيو 2018، ليتم تكليف محمد بن عبد الملك آل الشيخ رئيساً لمجلس إدارة الهيئة لفترة مؤقتة ليتبعه تركي بن عبد المحسن آل الشيخ رئيساً للهيئة.

منذ تولي آل الشيخ رئاسة الهيئة والى اليوم كثرت وتوالت واشتدت الانتقادات خصوصا في الفترة الاخيرة، حيث تواصلت الانتقادات اللاذعة الموجهة لشخض آل الشيخ، ولمن جاء به الى هذا المنصب، لما أحدثه من تغيير في هوية المجتمع السعودي بالآونة الأخيرة والتي من المحتمل المؤكد ان تمتد تداعياتها الى الاجيال القادمة تفسخا وانحلالا بين اوساط المجتمع السعودي خصوصا بين الشباب.

من ذلك ما غرد به الباحث والناشط “فهد الغفيلي” على حسابه بتويتر قائلا: “يريد تركي آل الشيخ من الناس أن ينجرّوا لسخافاته ومستواه الضحل، فجعل دخول البوليفارد مجانيا في 27 و 28 أكتوبر لمن يرتدي أزياء تنكرية! #موسم_الرياض”، ذلك ما يعبر عن تصاعد غضب العقلاء السعوديين من فساد حفلات هيئة الترفيه التي تسعى من خلالها إلى إلهاء المجتمع السعودي المحافظ وسلخه عن هويته وعاداته المحافظة منذ عقود، بحسب موقع “سعوديليكس”.

كان قرار إنشاء الهيئة العامة للترفيه أحد القرارات الملكية التي تأتي تماشيا مع إعلان المملكة مع ما اسمتها بـ”رؤيتها المستقبلية 2030″، لما يمثله قطاع الترفيه من أهميّة حساسة كبرى في تمرير اهداف الغرب الملحد وحرف التوجهات الايمانية الدينية المزروعة بالقوة في نفوس مجتمع جزيرة العرب المسلم.

اشار ولي ولي العهد السعودي حينها، وتحديدا يوم تدشينه “رؤية السعودية 2030″ في 25 أبريل 2016، إلى دفع الحكومة لتفعيل دور الصناديق الحكومية المختلفة في تأسيس وتطوير المراكز الترفيهية، وتشجيع المستثمرين من داخل وخارج المملكة العربية السعودية، وعقد الشراكات مع شركات الترفيه العالمية، وتخصيص الأراضي لإقامة المشروعات الثقافية والترفيهية بمختلف ما اطلق عليها بـ”الفنون” بمختلف اشكالها حتى الراقصة وغير المحتشمة.

ابن سلمان تعمد تغريب المجتمع السعودي رغم غضب مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة نتيجة انتشار مقاطع وصور حفلات جريئة مختلطة وراقصة، ونتيجة سعيه لوأد أصوات الاذان في المساجد وإغلاق مكبرات الصوت خشية إزعاج السياح!”.

*السيد ابو ايمان – قناة العالم