صمود وانتصار

الحرب الناعمة وتأثيراتها على الشباب

الصمود|| مقالات|| محمد الضوراني

إنَّ الحرب الناعمة وأثرها الكبير والمدمّـر على الشباب والشابات وبالأخص شباب الأُمَّــة الإسلامية الذي يستهدف في دينه وفي عقيدته وفي ثقافته الإيمَـانية التي تحصنه من الوقوع في حبائلهم ومكائدهم ومؤامراتهم.

 

اليهود بمكرهم وذكائهم الذي استخدموه في سبيل الشيطان وفي طريق الضلال وقد ذكر الله مكرهم وخداعهم وقتلهم للأنبياء وفسادهم وإفسادهم في الأرض حذرنا الله منهم ومن توليهم والسير في خطهم، عندما يقول بعض الشباب غير الواعي يا أخي شغلتونا باليهود وأمريكا أين هم ? ويستهزئون من المؤمنين عندما ينطلقون بالعداء لهم ويتعجبون من ذلك!!!

 

نقول لهؤلاء الشباب الذي تأثر به ولم يعد يهتم وانحرف بكل اهتماماته لأمور ساهم في صنعها اليهود لكي يتيه هؤلاء الشباب ويضيع ولا يستطيع أن يميز ما بين الحق والباطل وطريق الاستقامة من طريق الضلال، استطاع أعداء الأُمَّــة أن يضربوها من الداخل وأن يقسموها من الداخل وأبعدوها عن الهدى والنور الذي منبعه القرآن الكريم الذي هو كتاب هداية ونور واستقامة، اليوم تعاني الأُمَّــة وبالأخص الشباب فيها من تمكّن أعداء الله منهم وعبر الحرب الناعمة التي تعتبر هي من أخطر الحروب بل أخطر من الحرب العسكرية، إنها تعتبر سيطرة كاملة على كُـلّ العقول وسيطرة ثقافية وفكرية تجعل من يسير من خلالها في حالة من الضياع ويصبح أدَاة يستطيع الأعداء وبدون تعب وبدون تضحية وبدون خسارة السيطرة عليه بحيث يكون تابعاً لهم.

 

إن خطورة الحرب الناعمة وتأثيراتها الكارثية على الشباب المسلم أصبحت واضحة لدى الجميع، نجد أن اهتمام الشباب أصبح نحو أمور سيطرت عليهم وعلى اهتماماتهم اليومية، نجد ذلك في مواقع التواصل الاجتماعية واضح لدى الجميع، ضياع أخلاقي وفساد أخلاقي في الكثير من الدول الإسلامية وانحلال واضح وكبير لدى الشباب والشابات وأصبح ذلك هو الاهتمام اليومي لهؤلاء الشباب بل وأصبح مشكلة تعاني منها كُـلّ الأسر بضياع أبنائهم وفسادهم وعدم قدرتهم على تغيير تلك الاهتمامات اليومية لديهم، كذلك اهتمامهم بكرة القدم وغيرها من أمور وأصبحت هي جل اهتماماتهم بعيداً عن الأمور التي أمرنا الله أن نهتم بها وأن تسيطر على كُـلّ اهتماماتنا، أصبح شباب الأُمَّــة لا يهتم بقضاياه الأَسَاسية ولم يعد يعرف من هو عدوه، والله قد حدّد لنا العدوّ الذي لا بُـدَّ أن نحذر منه وأن لا نسير في خطه وفي سبيله وطريقه.

 

عندما يتثقف هؤلاء الشباب بثقافة مغلوطة ويتحَرّك وهو لا يعي ولا يفهم ما هو دوره في هذه الحياة وما هي أوامر الله التي أمرنا الله أن نسير من خلالها في أن نعمر هذه الحياة وفق مسار صحيح وفي إصلاح هذه الحياة، انحرف هؤلاء الشباب وأصبح دورهم دوراً يخدم أعدائهم وبدون مقابل دوراً يفقد الأُمَّــة مشروعها الحقيقي الذي أمرها الله به.

لذلك علينا مسؤوليات وواجبات كبيرة أمام الله وأمام الأمانة التي حملنا إياها أن نسير وفق مسار الإيمَـان وأن نواجه الحرب الناعمة من خلال الهُــوِيَّة الإيمَـانية ونعزز ذلك في نفوسنا ونفوس أبنائنا وبناتنا وأن نحصن أجيالنا من مكائد الأعداء وخططهم ونقف في طريق الحق ونحن واثقين بالله ومتوكلين عليه ولا نسمح أن يتمكّن منا هؤلاء اليهود وأعوانهم من المنافقين وَنسقط مخطّطاتهم بكل قوة واهتمام أخلاقي وإيمَـاني وثقافي، الله قد وعدنا أن يسقط مخطّطاتهم ومؤامراتهم إذَا سرنا وفق ما يريد الله وفي طريق الاستقامة الحقيقية من خلال القرآن الكريم.