ستكون عواقبه وخيمة..صنعاء تحذر العدوان من مغبة أي تصعيد اقتصادي
الصمود|| تقارير|| أمين النهمي
بعد مرور ستة أشهر لهدنات سابقة، وجولة من المفاوضات والزيارة الأخيرة للوفد العماني إلى صنعاء لبحث جهود تعزيز السلام في اليمن، يبدو أن الأمور تسير في اتجاه ضبابي، ولا مؤشرات إيجابية واضحة لدى قوى العدوان الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي في التعامل بجدية لإلتقاط الفرصة والخروج بماء الوجه من مستنقع جرائمها الوحشية التي ارتكبتها في اليمن على مدى ثمانية أعوام من القتل والتدمير والحصار الجائر.
مراوغة في تنفيذ الاستحقاقات
وعلى ما يبدو فإن قوى العدوان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي ماتزال تراوغ في تنفيذ الاستحقاقات والمطالب المشروعة للشعب اليمني، ومستمرة في التعاطي مع هذه المطالب بطريقة المساومة والمقايضة للحصول على مكاسب سياسية وعسكرية، وهو أكده رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، أن كلّ ما يطرح حتى الآن من جانب تحالف العدوان ورعاته مجرد وعود لا أثر لها، ومقترحات لا زالت محل خلاف، وخصوصاً فيما يتعلق بملف مرتبات الموظفين وإيرادات النفط والغاز، وهو ما يعني إجمالاً أن الأمور لم تتغير منذ نهاية الهدنة، لأن إضافة أو إزالة أية تفاصيل ثانوية لا تقدم ولا تؤخر بدون وجود أرضية ثابتة للتفاهم.
تصفير ميزانية السعودية
ومع استمرار تعنت العدوان في إيقاف الحرب ورفع القيود الاقتصادية على شعبنا، ومواصلة التحَرّكات المريبة في المحافظات المحتلّة والمياه البحرية اليمنية لتنفيذ المزيد من الأجندة المشبوهة، توعد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي السبت الماضي، بتصفير موازنة النظام السعودي وإحداث العجز فيها كما حصل خلال الأعوام الماضية في حال عادت الحرب، مؤكدا بأنه إذا عادت الحرب سوف تصفر موازنتهم وسيحدث العجز فيها كما حدث في الأعوام الماضية، لأننا رجال ولدينا رجال قادروا عن المواجهة وتحقيق الانتصارات.
ويشير نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان إلى أن صنعاء ترصد كل تحركات تحالف العدوان، وتدرك تماماً مخاطر استمرار حالة اللا سلم واللا حرب في ظل قيام المعتدين بترتيب أوراقهم، واستعدادهم لمواصلة عدوانهم، وتكريس وجودهم الاحتلالي.
رسالة تحذير للعدوان
وحول تداعيات أي خطوات تصعيدية يقدم عليها تحالف العدوان، حذر عضو الوفد الوطني، عبدالملك العجري، تحالف العدوان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي من مغبة أي تصعيد اقتصادي، مؤكداً أن ذلك سيعيق الجهود المبذولة خلال الاسابيع الماضية، من أجل التقدم في الملفين الإنساني والاقتصادي.
وقال العجري في تغريدة له على (تويتر): “إن الإقدام على أي تصعيد اقتصادي لا معنى له إلا إعاقة أي تقدم في حلحلة الملف الانساني والاقتصادي، وفي الاتجاه المعاكس لجهود وأهداف اللقاءات المكثفة خلال الاسابيع الفائتة”، مضيفا: أن “دول العدوان تتحمل مسؤولية أي تداعيات قد تنتج عن ذلك”.
الجولات المقبلة ستكون مختلفة
وفيما يتعلق بإصرار تحالف العدوان على تحويل المطالب المشروعة للشعب اليمني إلى مادة للجدل والأخذ والرد، أشار عضو المكتب السياسي لأنصار الله” محمد البخيتي في تصريح لقناة الميادين، إلى أن “ما قدمته دول العدوان لا يلبي مطالب صنعاء، وموقف دول العدوان غير واضح حتى الآن بشأن صرف الرواتب”، مشددا على أنه “إذا لم يتم الاستجابة لمطالب صنعاء العادلة فإنها لن تقف مكتوفة الأيدي من دون الرد على الحصار.
ولفت إلى أن “أي جولة عسكرية مقبلة مع السعودية ستكون مختلفة عن السابق لأن صنعاء طورت قدراتها الصاروخية والجوية”، مؤكدا أن “القوات المسلحة اليمنية قادرة على توجيه ضربات في عمق دول العدوان بعد تطوير قدراتها العسكرية أكثر”.
القوات المسلحة قادرة على فرض قواعد اشتباك جديدة
ما يجب أن تدركه قوى العدوان أن يمن اليمن اليوم مختلف كليا عن ما كان عليه قبل ثمانية أعوام، وقواتنا المسلحة تمتلك خيارات متعددة للردع، وقادرة على تغيير المعادلة وفرض قواعد اشتباك جديدة، ويؤكد وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، استعداد القوات المسلحة اليمنية التعامل الحاسم مع أية عمليات عدائية أكانت من قِبل تحالف العدوان أو من قِبل عملائه، مجددا التأكيد على أن الجيش اليمني لديه القدرة الكاملة للاستفادة من قدراته الضاربة في مواجهة المعتدين، واستهداف العمق الجغرافي لدول العدوان، والمنشآت الحيوية والحساسة.
بقاء الوضع الراهن غير ممكن
وبخصوص فشل المفاوضات واستمرار حالة اللا حرب واللا سلم التي تحاول دول العدوان ورعاتها فرضها، حمّل عضو المكتب السياسي لـ (أنصار الله) علي القحوم، أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات، مسؤولية عرقلة السلام في اليمن من خلال رفضها ايقاف الحرب على اليمن وتنفيذ مطالب صنعاء بشأن الملف الإنساني.
مؤكدا “على الأمريكيين والبريطانيين وأدواتهم أن يدركوا أن بقاء الوضع الراهن مع المماطلة والرفض والتعنت غير ممكن، وأن عليهم أن يتحملوا النتائج”، مضيفا أن دول العدوان “مخيرة بين السلام العادل والاعتبار والاستفادة من تجارب التاريخ والحاضر وعظمة الشعب والجغرافيا وهو الغالب في النهاية أَو أن تتحمل تكلفة لا تستطيع تحملها في أمنها واستقرارها”.
ختاما
على قوى العدوانُ الصهيوأمريكي السعوديّ الإماراتي أن تدرك مخاطر المغامرة في تصعيد جديد مع اليمن، إذ إن اختيار هذا القرار ستكون له عواقب وخيمة؛ لأَنَّ صنعاء تستطيع قلب الطاولة على الجميع، ويستحيل على دول العدوان أن تتملص من تداعيات ورطتها في اليمن دون دفع الثمن الكفيل بتحقيق ما يُنشَد من سلام شامل، سلامٌ متوجٌّ بسيادة كاملة، وهدنة الستة أشهر لن تتكرر كما هي، وثمة معادلات جديدة قد تجد طريقها إلى الميدان عما قريب، وحَقٌّ للشعب اليمني أن يطوي بالسلام صفحةَ الحرب أو كان مضطرا أمام تعنت دول العدوان أن يطوي صفحة الحرب بحرب أكبر، وعلى الباغي تدور الدوائر، “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون”