صمود وانتصار

السعودية تستغل الضعف الاقتصادي المصري.. وتبحث عن بديل السيسي!

تعيش العلاقات المصرية السعودية حاليا أسوأ مراحلها وذلك بعد استلام الملك سلمان سدة الحكم السعودي. سلمان المقرب من الإخوان المسلمين سعى منذ بداية حكمه الى تعزيز العلاقة مع القاهرة على قاعدة التبعية للسعودية، وقد حاولت السعودية استغلال الضعف الاقتصادي المصري في سبيل تحقيق هذه الغاية.

ما زاد الطین بلة في تدهور علاقات المصریة السعودیة کان خبرا تناقلته وسائل اعلام مختلفة مفاده أن الفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق قد زار السعودية خلال الأسبوعين الماضيين لإجراء مباحثات خاصة في زيارة أحيطت بالسرية و لم يتسرب عنها أي معلومات.

في هذا المجال مصادر مقربة من السعودیة كشفت أن المخابرات العسكرية قد طلبت من السعوديين توضيحات حول أسباب زيارة “سامي عنان” إلى السعودیة. وقد قيل لهم أنه كان هناك في زيارة خاصة بصفته الشخصية ولم يكن هناك ما يمكن أن تفعله الحكومة في الرياض من أجل إيقافه.

وقد كشف الكاتب الأمريكي “ديفيد هرست” في مقال لموقع “ميدل ايست آي” البريطاني أن مصادر مطلعة في الرياض أكدت له الزيارة. وأن الأخير قد التقى بمحمد بن نايف دون تقديم أي معلومات حول ما جرى التباحث حوله من موضوعات. وقد طلبت الأجهزة الأمنية المصرية توضيحات بشأن الزيارة من قبل السعودية دون أن تلقى أي اجابات شافية. ويضيف “هرست” أن “عنان” هو من المرشحين لخلافة السيسي في رئاسة الجمهورية ومقرب من الاخوان المسلمين والسعودية في آن.

للوقوف على خلفيات هذه الزيارة وأسبابها من الجيد الاشارة الى ما نقل عن المحادثات التي جرت بين الرئيس التركي “رجب طيب اردوغان” و”سلمان بن عبد العزيز” مؤخرا. والتي عبر سلمان خلالها وبشكل واضح لأردوغان عن رغبة السعودية بأن تظل مصر تحت سلطتها. وأن السعودية تعتبر استقرار مصر لا يكون الا عبر الجيش المصري وليس عبر الديمقراطية التي يسعى “السيسي” لتعزيزها. مما يؤكد عدم الرضا السعودية عن أداء “عبد الفتاح السيسي” وخصوصا الخطوات الاقتصادية التي قام بها مؤخرا لإخراج مصر من ظل الهيمنة الاقتصادية الخليجية والسعودية بالخصوص. هذا اضافتا الى التقارير الاعلامية المصرية التي تهاجم الرياض والتي تتغاضى عنها السلطات المصرية مما أدى ويؤدي الى حصول توترات في العلاقات الثنائية.

وقد برزت مؤشرات كثيرة تؤكد أن السعودية قد غيرت سياساتها اتجاه مصر وبالخصوص اتجاه الرئيس “السيسي” ولم تعد تعتبره الشخص الذي يؤمن لها مصالحها مما يدفع بالسعودية الى التفتيش عن الخيار البديل الذي يمكن أن يحل محل “السيسي” في الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة.

وحسب زعم “هرست” نقلا عن عضو في المعارضة المصرية أن السعودية تبحث عن شخصية عسكرية قوية تستطيع أن تحل مكان “السيسي” وقد يكون “سامي عنان” هو الأفضل بالنسبة لهم.

ووفقا لمصادر سعودية مطلعة، فإن “عنان” هو أحد ٣ أسماء يجري النظر فيها كي تحل محل “السيسي”، والثاني هو “أحمد شفيق”، وهو جنرال سابق ويعيش في الوقت الحاضر في المنفي في أبو ظبي، والثالث هو “مراد موافي” الرئيس الأسبق للمخابرات العامة والذي أقاله “مرسي” أيضا، ويعتبر كل من “شفيق” و”موافي” أقرب إلى دولة الإمارات.

وفي نفس السياق تسعى السعودية الى تعزيز دور حلفائها في مصر لقطع الطريق أمام الامارات التي لديها الكثير من النفوذ في الداخل المصري. خصوصا أن هناك عدة اسماء مطروحة للترشح للانتخابات المصرية المقبلة معظمها مؤيدة للامارات.

ومن جهة أخرى ربط مراقبون الزيارة التي قام بها أمير قطر بالتزامن مع زيارة “عنان” وتواجدهما المتزامن في السعودية. في اشارة الى التنسيق القطري السعودي المستجد في هذا الملف.

يتضح من خلال ما ورد مدى اهتمام السعودية بالسيطرة على مصر. وعدم تحملها لفكرة أن تكون مصر دولة قوية لها اقتصادها القوي واكتفاؤها الذاتي. بل تسعى جاهدتا ومن خلال أزلامها ومواليها الى وضع العوائق أمام الحكومة والشعب المصري لمنعهم من التقدم وتحقيق عزة الشعب المصري. بالاضافة الى السعي لاقحام مصر في صراعات لا دور لها فيها كالعدوان السعودي على اليمن والذي أعلنت مصر وقوفها معه رغم أنه لم يسجل أي مشاركة مصرية حقيقية حتی اليوم.

یذكر أن “عنان”، الذي يعرف بأنه شخصية هادئة وماكرة، هو أحد المرشحين المفضلين بالنسبة للسعودية.. لديه نفوذ كبير داخل الجيش المصري على الرغم من أن أوراق اعتماده تجعله موضع شك بالنسبة إلى قوى المعارضة المصرية الذين يتذكرون الفترة التي قضاها في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي حكم مصر بعد سقوط “مبارك” وحتى انتخاب “مرسي” وأشرف على البلاد، بينما كانت دماء المتظاهرين تراق بميدان التحرير بوسط القاهرة.

فإنه اذا كان السعودیون يبحثون عن شخصية عسكرية، فإن سامي عنان هو الخيار الأفضل ولكن شخص ما ذو خلفية عسكرية لن يكون مقبولا من قبل الأغلبية”. سوف تكون هذه هي مشكلة عنان الرئيسية، بحسب ما صرح به أحد أعضاء المعارضة السياسية المصریة. السؤال المطروح هنا “هل لا يزال السيسي يحتفظ بدعم كبار جنرالاته”؟

یذکر أنه خرجت في الايام الاخيرة اصوات في مصر تطالب بإجراء انتخابات رئاسیة مبکرة . فی هذا السیاق المرشح الرئاسى السابق عبدالمنعم ابوالفتوح فی حدیث مع برنامج “بتوقيت القاهرة” على قناة “بى.بى.سى” البريطانية دعا فيه إلى ضرورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة فى مصر، بزعم أن ذلك من شأنه أن يجنب أى نظام سياسى الفشل . وراح عبدالمنعم أبوالفتوح يهدد ويتوعد ويقول: إن البديل للانتخابات المبكرة فى مصر هى “الفوضى”، موضحاً أن الوطن لم يعد يتحمل التظاهر والفوضى.