اليوم مسيرات وغدا مسيرات
الصمود|| مقالات|| فهد شاكر أبو راس
انعدمت الخيارات العسكرية، وانسد الأفق السياسي أمام تحالف العدوان، بعد مشاهدته تلك الحشود الغفيرة، التي أفتتح بها شعبنا اليمني عامه الجديد، بمسيراتٍ وطنية واسعة في العاصمة صنعاء والمحافظات، تدشيناً لمرحلةٍ جديدة من المواجهة، أرادها العدوّ أن تكون على شاكلة حصار بعيد المدى، يعوض من خلاله عجزه العسكري في الميدان.
ولكي لا يكون للعدو ما يريد، فقد أعلن شعبنا اليمني من خلال المسيرات الوطنية الواسعة رفضه التام لاستمرار الوضع القائم كما هو، ورفضه أية تصعيد اقتصادي من قِبل العدوّ، وليس هذا فحسب بل وحذر العدوّ أَيْـضاً من مغبة عواقب سياسة المماطلة، الذي هو معتاد عليها، وأبلغه أن بقاء اليمن تحت الحصار إلى أجلٍ غير مُسمّى تمنيات وتوهمات لا يمكن لها أن تصمدَ أمام سخونة المواجهة وحرارةِ الصراع، وما لم يفرضه تحالف العدوان بالقوة العسكرية فعليه ألا يمنّي نفسه لأن يفرضه بالحصار الاقتصادي، وسوف يكونُ التعاطي في المراحل القادمة مع الحصار على أنه حرب أشد ضراوة من الحرب العسكريةِ وأخبثُ منها، ولن يتاح للعدو أبداً أن يمضي في إطالة الحصار دون دفع الثمن، وحرب التجويع لن تكون محصورة باليمن وحسب، بل هي حرب مصيرها أن يتفجر حمماً صاروخية ستضرب العدوّ في عقر داره.
فالشعب قال كلمتَه الأخيرة، وأعلن رفضه استمرار الحرب في صورةِ حصار، في مسيراتٍ عارمة شهدتها العاصمة صنعاء والمحافظات يوم الجمعة، نهاية الأسبوع الماضي، بعث من خلالها شعبنا اليمني رسائل صارمة لدول تحالف العدوان وأمريكا ألّا تخطئَ في رهانها لناحية أن يصاب الشعب اليمني بالوهن والاستكانة، بل إن طول الصراع سيصقل الشعب اليمني لا محالة على القوة لا على الضعف.