صمود وانتصار

“حوار”.. محافظ محافظة لحج يكشف أوراق جديدة لممارسات إجرامية في المحافظة

محافظ لحج: أبناء المحافظات الجنوبية يدركون مخطط الاحتلال الأمريكي.. وقريباً يبدأ الأحرار حراكاً لطرد الغازي
 الجبهة الوطنية لمواجهة الاحتلال هي مظلة لكل أحرار المحافظات الجنوبية
 ترحيل أكثر من 1200 موظف من أبناء المحافظات الشمالية في لحج
 أجهزة العملاء والمليشيات الإرهابية تمارس القمع والترهيب لتكميم أفواه الناس

لقاء/ حسن شرف الدين
أكد محافظ محافظة لحج أحمد حمود جريب أن الوحدة اليمنية صمام أمان للوطن ومنجز تاريخي عظيم يجب أن يحافظ عليه الشعب اليمني باعتبارها أعادت اللُحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي.
وأشار المحافظ جريب إلى وجود غليان شعبي كبير في محافظات الجنوب، لكن القمع والترهيب والتعذيب الذي ينتهجه مرتزقة وعملاء أمريكا والسعودية تكمم الأفواه.
أجرينا حوارا مع محافظ محافظة لحج أحمد جريب بمناسبة الذكرى ال 62 للعيد الوطني عيد الوحدة 22 مايو، وتم خلال اللقاء تسليط الضوء على الجانب الأمني والمالي للمحافظة وأبرز المشاكل وقضايا أخرى.. فكانت الحصيلة التالية:

• ونحن نعيش الذكرى السادسة والعشرون للوحدة اليمنية التي تحققت في 22 مايو 1990 م.. ماذا تقولون في هذه المناسبة؟
– الوحدة اليمنية صمام أمان للوطن، الوحدة اليمنية منجز تاريخي عظيم يجب أن يحافظ عليه الشعب اليمني، لأنها أعادت اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي، الوحدة اليمنية دعت إلى التوحد ولم تدع إلى الفرقة.. لقد قدم هذا الوطن خيرة الرجال للدفاع عن الوطن ومن أجل تحقيق هذا المنجز التاريخي العظيم.
• هل لكم أن تحدثونا عن الوضع الأمني بمحافظة لحج؟
– بعد انسحاب الجيش واللجان الشعبية، يسيطر الآن ما يسمى بالقاعدة وداعش على الحوطة عاصمة المحافظة، وما تبقى من المباني والمؤسسات الحكومية تم تفجيرها من قبل مليشيات تلك العناصر الإرهابية كالمجمع القضائي والمحكمة الجزائية والنيابة والأمن والمركزي، يعني كل ما تبقى من البنية التحتية من مبانٍ في المحافظة تم تفجيرها من قبل القاعدة.. هؤلاء لا يحملون أي مشروع لبناء دولة.
• أين صوت الشارع اللحجي مما تقوم به هذه المليشيات الإجرامية؟
– في هذه المرحلة الغليان موجود في الجنوب خصوصا في لحج، ولكن القمع والترهيب والتعذيب الذي تنتهجه هذه المليشيات تكمم الأفواه.. إذا أراد شخص أن يتكلم ضدهم اتهموه بالعمالة أو الخيانة أو أي تهمة أخرى، خصوصا وأنه لا توجد وسائل إعلام محايدة لتنقل ما يتعرض له المواطنون من جرائم وترهيب.
يعرف الجميع ما يجري في المحافظات الجنوبية من ترحيل وتهجير ونهب ممتلكات بغطاء وذرائع وهمية لا تنطلي على أحد.
• ما هي أبرز المشاكل التي تواجهكم في قيادة المحافظة؟
– ابرز المشاكل التي تواجهنا هي ترحيل أكثر من 1200 موظف من أبناء الشمال كانوا يعملون في محافظة لحج، وعندما نرسل مرتباتهم يتم استقطاعها من مرتزقة أمريكا والسعودية تحت ذريعة أنهم من الشمال.. مشكلة أخرى هي أن اعتمادات المحافظة المالية والنفقات التشغيلية ترسل للمديريات فيتم استقطاع الاعتمادات المالية والنفقات التشغيلية والمرتبات لمديريتي القبيطة والمقاطرة بحجة أن هاتين المديريتين تتبعان محافظة تعز قبل اتفاق الوحدة.. مشاكل أخرى تتمثل بإقصاء كوادر الدولة من قبل مرتزقة الفار هادي حيث تمت إزاحتهم واستبدالهم بشخصيات موالية للاحتلال الأمريكي السعودي.
• ماذا عملتم لحل هذه الإشكاليات؟
– تلقينا شكاوى كتابية ومذكرات من مدراء المديريات، وطرحنا موضوع مرتبات المرحلين قسرا والاعتمادات المالية والنفقات التشغيلية والمرتبات لمديريتي القبيطة والمقاطرة ورفعناه لمحافظ البنك.. ومنتظرون للرد.
• كيف سيطرت عناصر الإرهاب على عاصمة المحافظة، ولماذا انسحب الجيش واللجان؟
– ما يسمى بتنظيمي داعش والقاعدة مدعومان من قوات الغزو الأمريكي السعودي.. لقد نزلنا باتجاه الجنوب لمحاربة مليشيا الإرهاب، عندما تحرك الجيش واللجان الشعبية بعد اقتحام معسكري الأمن المركزي في عدن ولحج وارتكاب مجازر بحق الجنود بعد أسرهم، تحرك أبناء القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية لفك الحصار على المعسكر وإخراج ما تبقى من قوات الأمن المحجوزة والمحاصرة لدى المرتزقة ومحاربة القاعدة والإرهاب، وتم تصوير هذا التحرك على أنه احتلال، ولا تدري متى احتل شعب أو جيش أرضه!!. وعندما دخل الجيش واللجان الشعبية لم تكن هناك مقاومة من قبل المرتزقة وعملاء أمريكا والسعودية، لأن الشعب حينها كان مستاء من انتشار ما يسمى بالقاعدة وداعش وخاصة من بعد أن تولى الفار عبدربه منصور هادي السلطة، تدهورت مؤسسات الدولة، وغابت مؤسسات الأمن والجيش، وانتشرت الجريمة في كل مكان.. فكان دخول الجيش طبيعي ووصلنا إلى مشارف عدن في أربعة أيام.. وبعد تدخل أمريكا والسعودية وضخ الأموال وخروج الإخوان المسلمين “الإصلاح” لتأييد الضربة والعدوان إلى جانب ضخ الأموال استطاع تحالف العدوان استمالة بعض المغرر بهم في المحافظات الجنوبية .. كما عملت أمريكا والسعودية على ضرب السجون وأطلقت القتلة والمجرمين، وضربت مؤسسات الدولة لإضعافها حتى تنتشر القاعدة، ولماذا يتم محاربة الجيش واللجان الشعبية؟؛ لأنهم كانوا الذين يحاربون القاعدة.. وأثناء ما كنا متواجدين في لحج، كانت لحج تحت السيطرة، ولولا العدوان والتدخل الأمريكي السعودي والذين عملوا على تقديم دعم هائل للمرتزقة والقصف من البوارج والطائرات كل ذلك أدى إلى انسحاب الجيش واللجان الشعبية لأن مناطق عدن ولحج مناطق مفتوحة.. فكان الحفاظ على العنصر البشري والانسحاب إلى المناطق الجبلية لإعادة استراتيجية الجيش.
• عام ونيف من استمرار العدوان الذي قاد إلى الاحتلال الأمريكي.. ماذا بعد؟!!
– لقد استطاع المحتل الأمريكي السعودي تمكين ما يسمى بالقاعدة وداعش، وتمكين الإرهاب من الاستيلاء على المحافظات الجنوبية، تمكنوا من إيجاد العنصرية والطائفية والكراهية داخل صفوف المجتمع، تمكنوا من ضرب مصالح الناس، تمكنوا من ترحيل وتهجير أبناء المحافظات الشمالية من المحافظات الجنوبية.. هذا الذي حققه العدوان والاحتلال على مستوى المحافظات الجنوبية، وعلى مستوى الصمود والمواجهة بشكل عام لم يحقق شيئا بسبب ثبات هذا الشعب العظيم الذي واجه بإرادة وطنية وإرادة إلهية، فقد تحدى الغرور والاستكبار من دول تحالف العدوان خلال عام.
الشواذ موجودون في كل مجتمع
• الشعب اليمني بطبيعته شعب واعٍ.. ويعلم المطامع الأمريكية والصهيونية في المنطقة العربية والإسلامية.. ورغم ذلك نجد البعض يبيع نفسه من أجل مصالح شخصية أو مقابل مال.. برأيك لماذا ظهرت هذه الوجوه العميلة ورضخت هذا الرضوخ ضد أبناء جلدتهم؟
– هؤلاء كانوا مرتزقة.. من وقف مع العدوان وأيد العدوان يعمل لأجل أجندة خارجية، لا يعمل لوطنه ولا لكرامته، لقد باع كرامته ووطنه وأرضه وتآمر وسمح بإدخال قوات من أنحاء العالم لاستعمار وطنه ويقاتل أخاه اليمني ويسفك الدماء اليمنية مقابل العمالة، هؤلاء عملاء ومرتزقة.. والمرتزقة موجودون بأنحاء العالم.. وهؤلاء في إطار مخطط أمريكي.. كان البعض يتذمر: “الموت لأمريكا” أين أمريكا وأنت تقتل الشعب اليمني؟.. الآن وصلت الرؤية إلى الناس، وعلموا أن أمريكا أصبحت قاب قوسين أو أدنى وجنودها موجودون اليوم في قاعدة العند وفي عدن وفي المكلا.. لقد بدأ المجتمع والشعب اليمني يدرك ويعي بوجود وخطر أمريكا.
اليمن بموقعها الاستراتيجي والهام ومكانتها جعل المستعمر يخطط في كيف يستولي على اليمن، وقد حاول الاستعمار أن يغزو اليمن أكثر
من مرة ولكن الشعب اليمني بالسلاح الشخصي يقاتل، وأخرج بريطانيا بسلاحه الشخصي، رغم أن بريطانيا كانت الدولة العظمى التي لا تغيب عنها الشمس.. ومثلما استبسل اليمنيون في الدفاع عن ثورات 14 أكتوبر و 30 نوفمبر و 26 سبتمبر و 21 سبتمبر، سيكون الشعب صامدا وأبيا وسيضحي بكل ما يملك للدفاع عن تربته وسيادته وكرامته.
• كيف ينظر المواطن في المحافظات الجنوبية إلى التواجد الأمريكي؟!
– نحن على تواصل مع كل الشخصيات والناس الشرفاء والوطنيين من أبناء الجنوب، كثير من الأصوات الجنوبية رافضة للاحتلال الأمريكي.. كذلك بعض المغرر بهم من أبناء الجنوب، وصل إليه الوعي وأدرك حجم المؤامرة التي تستهدف الوطن، وبدأ يشعر بالندم.. ويريد أن يكفر عن الذنب، ولكن القمع الموجود من الاحتلال الأمريكي ومن قبل مليشيات هادي، والعصابة المسيطرة على الجنوب تكمم الأفواه.. ونحن الآن على تواصل مع شريحة كبيرة من أبناء المجتمع والجميع مع الوحدة، مع الوطن، ضد العدوان والمرتزقة، خصوصا بعد انسحاب الجيش واللجان الشعبية أدرك أبناء الجنوب أن الوضع كان آمنا وأكثر ما يدرك ويعي أبناء الجنوب هو أن هادي ومليشياته خانوا الشعب والوطن، وتعاملوا كعصابة سلطوية، فهم لم يهتموا حتى بالجرحى الذين دافعوا عن ما يدعيه هادي من شرعية.. مرتبات الدولة للقوى الوظيفية من أبناء المحافظات الجنوبية تدفع لهم من صنعاء، لم يتم إقصاء أو توقيف أي مرتب لأي موظف من أبناء المحافظات الجنوبية.. الناس بدأوا يدركون ويعون بأنهم وخلال عام وهم يحاربون الجيش واللجان الشعبية وهم يدفعون لهم المرتبات، والموجودون في عدن يصلهم الدعم وكل واحد يأخذها.. والتصفيات جارية.. أناس كانوا يقاتلون ضدنا الآن كل طرف يصفي الآخر، على أساس الاستحواذ على السلطة والدعم عبره.. والصراع الخليجي الآن ما بين السعودية والإمارات، شلال وشلته محسوبون على الإمارات، والإخوان الإصلاحيون بزعامة البكري مدعوم من السعودية.. وكل واحد يحاول يصفي الآخر، ولا يمر يوم في عدن إلا وتوجد اغتيالات أو تفجير أو استهداف.. الآن غياب مؤسسات الدولة وخدماتها.. الكيلو البطاط بألف ريال في تعدن.. هناك سخط عارم من قبل المواطنين الجنوبيين باتجاه هادي وشلته، لا كهرباء ولا ماء ولا غاز، الكل مستاء.
بث الكراهية خطة استعمارية
• تحدثت عن الصراع القائم بين أجنحة العدوان والعملاء في الجنوب.. لماذا يتم تهجير أبناء الشمال من الجنوب؟
– لقد فشل الاحتلال الأمريكي سياسيا وعسكريا، المستعمر الأمريكي والصهيوني فشل في أن يحقق شيئا على الميدان سياسيا أو عسكريا، فحاول أن يوجد العنصرية والكره وتمزيق النسيج الاجتماعي لدى أبناء الوطن الواحد.. المستعمر قبل أن يستعمر بلدا أولا يوجد المناطقية والعنصرية والطائفية، يشجع كل واحد على الآخر حتى يستمر البلدان.. والآن ما يقوم به من طرد للمواطن اليمني من الأراضي اليمنية ويستقبل المحتل والغازي.. هذه سياسة المحتل الأمريكي في استعمار الشعوب، يولدوا المناطقية والعنصرية والطائفية على أساس الشعب يجلس يقاتل بعضه بعضا،ً وهو يتمكن من نهب ثرواته.
• أنشأتم قبل أشهر الجبهة الوطنية لأبناء الجنوب في مواجهة الغزو والاحتلال الأمريكي.. ما هي أهداف هذه الجبهة؟
– كثير من الشرفاء من أبناء المحافظات الجنوبية في المحافظات الشمالية موجودون في مؤسسات الدولة، والجبهة تعتبر حاضنة ومظلة لأبناء المحافظات الجنوبية أمامها ثلاثة أهداف محاربة القاعدة والإرهاب أولاً، الوقوف ضد الاستعمار وطرد المحتل والغازي، وجمع الأصوات الجنوبية الحرة الرافضة للعدوان وجدت هنا في صنعاء لتعميق الوحدة اليمنية للقتال مع إخوانهم الجيش واللجان الشعبية من أبناء الجنوب منهم من يقاتل في صعدة وفي الجوف وفي مارب وفي البقع.. يقاتلون مع الجيش واللجان الشعبية وليس مع المرتزقة.. الجبهة هدفها صوت جنوبي جنوبي حر؛ لأنه كان البعض يدعي بأن أصحاب الجنوب ضد الجيش واللجان الشعبية، ولكن العكس أبناء الجنوب هم مع الوطن والشرفاء مع إخوانهم في كل الجبهات وميادين القتال، في كل الساحات من أجل الحرية والكرامة والدفاع عن تربة هذا الوطن.
• ماذا تقولون لأبناء لحج وماذا تقولون للمحتل الأمريكي؟
– نقول لأبناء لحج المغرر بهم: إننا أخوة يمنيون، مهما وقفوا ضدنا مع العدوان والمحتل والغازي، نحن فاتحون صدورنا وأذرعنا كما عهدونا، وعليهم أن يعودوا إلى رشدهم ويقفوا مع الحق والوطن وأن يطردوا المستعمر والإرهاب والقاعدة، وأن تعود لحج كما كان معهودا عنها محطة انطلاق أول شرارة ثورة 14 أكتوبر ضد المستعمر البريطاني وتقدم قوافل للشهداء يجب أن تقف أمام المستعمر سواء الخليجي أو الأمريكي أو الكولومبي.
وبمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد الوحدة اليمنية العيد الوطني ننقل تهانينا لقائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، ورئيس اللجنة الثورية على تحملهم المسؤولية في هذا الظرف الصعب وإدارة الأمور بهذه الطريقة وندعو الله أن يمدهم بمزيد من الصمود والقوة لمواجهة المحتل والغازي.