صمود وانتصار

السعودية تفضل قتل اليمنيين على محاربة “داعش”

أكدت صحيفة “دير شبيغل” الألمانية ان السعودية تفضل الاستمرار بعدوانها على اليمن على محاربة تنظيم (داعش) الإرهابي.

وقالت الصحيفة في تقرير لها ان السعودية سعت من خلال تطميع بعض البلدان بالهبات المالية للوقوف إلى جانبها في عدوانها على اليمن، في وقت يفترض فيه أن تتوحد جهود جميع دول العالم لاسيما في منطقة الشرق الأوسط للقضاء على الجماعات الإرهابية خصوصاً تنظيم (داعش).

وأشار التقرير إلى ان السعودية تعمل كل ما بوسعها لمواصلة هجومها على اليمن من خلال استخدام أحدث الاسلحة وأكثرها تطوراً لاستعراض أمكاناتها العسكرية من جهة والإيحاء بأنها تحقق مكاسب على الأرض للظهور بمظهر المنتصر من جهة أخرى.

وأشار التقرير أيضاً إلى أن حكومة السودان أرسلت قوات إضافية إلى ميناء عدن لمساعدة القوات السعودية في عدوانها المتواصل على اليمن منذ نحو ثمانية أشهر.

وسخرت الصحيفة من استعانة السعودية بآلاف الجنود السودانيين لمساعدتها قواتها في هذا العدوان، مشيرة إلى أن الرياض كانت حتى وقت قريب تتهم الجيش السوداني بإرتكاب جرائم بحق الإنسانية وقتل الآلاف من المدنيين أثناء حربه ضد الجماعات المسلحة في إقليم دارفور وجنوب السودان.

وأضافت الصحيفة أن السعودية كانت تطالب بمحاكمة الرئيس السوداني عمر حسن البشير في المحاكم الدولية، وقد منعت طائرته من عبور اجوائها للتوجه إلى ايران في وقت سابق، بعد أن إتهمته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وذكرت (دير شبيغل) أن الرياض منحت الخرطوم مليار دولار أمريكي في اليوم الأول من التحاق القوات السودانية بالتحالف الذي تقوده واشنطن ضد اليمن، مشيرة كذلك إلى أن كلاً من موريتانيا والسنغال أرسلت خلال الأسابيع الأخيرة المئات من جنودهما لدعم السعودية في هذا العدوان مقابل مساعدات مادية كبيرة قدمتها الرياض لحكومة هذين البلدين.

وقبل نحو شهر إلتحق عدد كبير من العسكريين الكولومبيين المتقاعدين لمساعدة السعودية في حربها ضد اليمن مقابل عروض مالية سخيّة حسب ما أكدت ذلك الاذاعة الرسمية في كولومبيا.

يأتي هذا في وقت أشارت فيه تقارير متعددة إلى أن الشعب اليمني يواجه كارثة إنسانية حقيقية بسبب الحصار الشامل الذي يفرضه التحالف السعودي الأمريكي على هذا الشعب الذي يعاني منذ زمن طويل من شحة مياه الشرب و نقص الأغذية والأدوية و المعدات الطبية نتيجة القصف الشديد للبنى التحتية في البلاد، خصوصاً المؤسسات الخدمية كمحطات المياه والكهرباء ومستودعات الغذاء والدواء من قبل قوات التحالف.

وطبقاً لهذه التقارير التي أيدتها أيضاً مصادر الأمم المتحدة أسفرت هجمات التحالف حتى الآن عن مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص معظمهم من المدنيين و جرح آلاف آخرين وتشريد أكثر من خمسة ملايين بعد تدمير مدنهم و قراهم في مختلف أنحاء اليمن.

من جانبها ذكرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) في تقرير لها أن أكثر من ستة ملايين شخص يواجهون خطر المجاعة في اليمن، فيما يعاني أكثر من 13 مليون آخرين من شحة مياه الشرب.

واكدت (دير شبيغل) أن السعودية و الدول الغربية و العربية المتحالفة معها وعلى رأسهم أمريكا فشلوا في تحقيق الأهداف التي أعلنوها في بداية عدوانهم على اليمن ومن بينها إعادة نظام الرئيس الهارب عبد ربه منصور هادي إلى السلطة في هذا البلد، مؤكدة بأن القوات اليمنية واللجان الشعبية تحكم سيطرتها على العاصمة صنعاء و باقي المدن اليمنية بإستثناء مناطق قليلة في جنوب البلاد، وقد تمكنت أيضاً من استعادة المناطق التي سيطرت عليها بعض الجماعات الإرهابية في وقت سابق في جنوب غرب البلاد.

وختمت صحيفة (دير شبيغل) تقريرها بالقول أنه كلما كثر عدد الدول المشاركة في التحالف السعودي الأمريكي ضد اليمن فإن إحتمال التوصل إلى نهاية قريبة للعدوان على هذا البلد يبدو ضئيلاً، في إشارة إلى صمود وشجاعة الشعب اليمني وحنكة وصلابة قيادته المتمثلة بحركة أنصار الله رغم ضعف تجهيزاتهم العسكرية وقلة إمكاناتهم المادية بسبب الحصار البري والجوي والبحري المفروض على البلاد من قبل قوات التحالف.