حقيقة الارتزاق والخيانة.. والمصير المحتوم

الصمود|| مقالات|| هارون الزغاري

المرتزِقُ في أي مكان لا يستطيع العيش إلا بأعمال الخيانة والعمالة للغير.

فمن الطبيعي أن يخون بلده وشعبه، فضلاً عن ذلك أخاه وَأمه وَأباه؛ لأَنَّ الخيانة في قاموسه ومنهجه مُجَـرّد حِذْقٍ وتلاعبٍ على الحياة ومصدرٍ أَسَاسي لادّخار الأموال وتوفير لقمة العيش حسب ما رُسِّخت في ذهْنه.

لكن الارتزاق في زمننا هذا قُدِّم باسم الدين وغُلِّف بغلاف الدفاع عن العقيدة والأوطان من قبل علماء الوهَّـابية الذين قدّموا الباطل حقاً والحق باطلاً.

فهم يحاولون تنزيه الارتزاق باسم الوطنية والدفاع عنها، كما نرى اليوم مرتزِقة العـدوان على اليمن وإخوانهم في سوريا ولبنان والعراق، يمارسون الارتزاق باسم الوطنية والدفاع عنها بدعم الوهَّـابية التي تحاول أن تجعل من هذه الدناءة عملاً دينياً ووطنياً لخدمة أهدافها في المنطقة، وهي تعلم أنهم مرتزِقة، لا تأمن عليهم حتى وإن أخلصوا لها وضحوا في سبيل نهجها الشيطاني القذر.

بينما الوطنيون الذين يدافعون عن أرضهم ودينهم وعقيدتهم يُقدَّمون بألسُن الوهَّـابية وأبواقها الإعلامية على أنهم خونة وعملاء وأعداء للدين والعقيدة والأوطان.

لذلك من الطبيعي لو رأينا قوى الارتزاق تموت وتحيا كلما سمعت أنباء نجاح المفاوضات وتحقيق السلام في اليمن؛ لأَنَّهم لا يريدون انتهاء الحرب،! كي لا تنتهي مهمة الارتزاق والخيانة التي أصبحت مصدراً أَسَاسياً لجني الأموال، وسببًا رئيسياً لبقاء عيشهم الرغيد المتلطخ بدماء الأطفال والنساء، والذي لولا خيانتهم لوطنهم وأبناء وطنهم لما وصلوا إليه.

ولا غرابة لو رأيناهم ينادون ويهتفون بالرفض للسلام والحل السياسي تحت مسمى الدفاع عن الوطن والدين والحرص على أبناء الشعب وثمة عناوين أُخرى؛ لأَنَّ حياتهم ومستقبلهم في خطر لو نجحت المفاوضات، فهم يعلمون أن أول خطر يهدّد نعيم ارتزاقهم: هو قطع الأموال والنفقات المالية، والطرد من غرف الفنادق التي يقطنونها منذ 8 سنوات من العدوان والحصار على أبناء شعبهم؛ ولأنهم في النهاية مُجَـرّد خونة وعملاء سيتم الاستغناء عنهم بعد إكمال مهامهم الموكلة إليهم، وهذه مسألة حتمية لا بُـدَّ منها.

وأما الخطر الثاني هو أن أبناء شعبهم سيرفضون عودتهم إلى أرض الوطن خُصُوصاً بعد تلك الجرائم والمجازر التي ارتكبوها وأسيادهم بحق أبناء هذا الشعب المكلوم، وإن سُمح لهم بالعودة، سيبقون في أوساط الشعب عملاء وخونة منبوذين.

لكن الخطر في عودتهم والقبول بهم: أنهم سيمارسون الخيانة والعمالة بالطريقة السرية -حتى وإن بقوا منبوذين ومكروهين في المجتمع- وسيستمرون في بيع وطنهم وأبناء وطنهم؛ مِن أجل الأموال؛ لأنهم مرتزِقة، لا يستطيعون البقاء والعيش إلا بالعمالة والخيانة والارتزاق.