ما وراء الإهتمام السعودي الأخير بـ”السلفيين” في جنوب اليمن؟
ما وراء الإهتمام السعودي الأخير بـ”السلفيين” في جنوب اليمن؟
الصمود../
يثير اهتمام السعودية بالسلفيين في اليمن الكثير من التساؤلات، حول أسبابه وتوقيته وأهدافه.
في الفترة الأخيرة، وبالتزامن مع تصاعد خلافها مع ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي، أولت السعودية مزيدا من الاهتمام بالسلفيين.
تجلى ذلك بوضوح في تشكيل قوات “درع الوطن” بقيادة سلفية، إضافة أن عددا كبيرا من عناصر القوات الجديدة هم سلفيو المعتقد.
قبل ذلك، كانت السعودية قد شكلت عددا من الألوية السلفية ودفعت بها إلى بعض الجبهات.
فهل تسعى السعودية من خلال بناء قوة جديدة بعقيدة قتالية مختلفة إلى خوض معركة قادمة، أم تسعى إلى سحب بساط النفوذ من تحت جهة منافسة، أم أن لها أهدافا أخرى؟.
ـ الإمارات:
ربما أدركت السعودية أنها من دون نفوذ حقيقي في المحافظات اليمنية الجنوبية، مقارنة بنفوذ دولة الإمارات. إلى وقت قريب، كان النفوذ السعودي ينحصر في المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح شمالا وجنوبا، لكنَّ التعامل مع هذا الحزب ظل نقطة خلاف بينها وبين الإمارات التي تنظر إليه كجماعة إرهابية، وتتعامل معه على هذا الأساس. إضافة إلى ذلك، ظل الحزب مبررا لما يسمى بالانتقالي لتوسيع نفوذه العسكري في مناطق جديدة، بما يعنيه ذلك من مكاسب لأبوظبي.
خلال الفترة الماضية، اقتحم الانتقالي عددا من المحافظات الجنوبية، تحت ذريعة طرد القوات الموالية لحزب الإصلاح منها. تحت الذريعة ذاتها، حاول الانتقالي الزحف إلى وادي حضرموت والمهرة، وهو ما اعتبرته السعودية خطا أحمر، وعلى إثر رفضها ذلك بدأ التوتر بينها وبين الانتقالي يتصاعد.
ـ خيار الضرورة:
بعيدا عن ما يسمى بالانتقالي والإمارات، تعاملت السعودية مع الإصلاح كخيار ضرورة، لامتلاكه قوة منظمة إلى حد ما، أما موقفها الحقيقي منه فلا يختلف عن موقف الإمارات. إنها بالنسبة إليها، أحد أجنحة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. تدرك المملكة أيضا، أن موقف الإصلاح منها لا يختلف عن موقفها منه، وإن اضطر لمداهنتها ومحاباتها لأسباب معروفة.
من هنا، ربما أدركت السعودية أن نفوذها في اليمن مبنى على كومة قش، وأن استمرار هذا الوضع ستخرج من اللعبة تماما، خصوصا بعدما استعصى عليها الشمال اليمني وبات خارج وصايتها لأول مرة منذ عقود.
من هذه النقطة، جاء الاهتمام بالسلفيين الذين كانت الإمارات قد سبقتها إليهم عبر تشكيل ألوية عسكرية والدفع بها إلى جبهات القتال. ولا شك أن السلفيين أقرب إلى السعودية منهم إلى الإمارات، لكنَّ الرياض لم تعمل على احتوائهم باكرا.
ـ العمالقة:
على رغم أن ألوية العمالقة التي ينتمي معظم أفرادها إلى جماعات سلفية متشددة، تشكلت بدعم إماراتي، وقاتلت في الجبهات التي كانت تشرف عليها أبوظبي، وتواجدت في المحافظات الجنوبية كقوة مؤثرة دون اعتراض من ما يسمى بالانتقالي، إلا أن السعودية بدأت باحتواء هذه الألوية. على الأرجح، سيتم دمج ألوية العمالقة لاحقا ضمن قوات “درع الوطن” المشكلة حديثا. وقد تعمل بشكل منفصل لكن بتوجيهات سعودية، لهذا عاد أبو زرعة المحرمي مع رشاد العليمي إلى عدن دون بقية أعضاء ما يسمى بالمجلس الرئاسي.
من خلال هذه الخطوة، ستجرد السعودية الإمارات وما يسمى بالانتقالي من قوات مؤثرة في الجنوب.
ـ دون هدف:
بخلاف الإصلاح، ليس لدى السلفيين مشروع سياسي يمكن أن يزعج السعودية، ولهذا رأت فيهم السعودية الخيار المناسب مؤخرا، إضافة إلى كونهم عقائديين.
في هذا السياق، يقول الناشط السياسي عادل الحسني لـ”عرب جورنال” إن السعودية تسعى السلفيين بصورة كبيرة جدا. وحول هذا يؤكد أن الألوية التي تُحشد والتي تُدرب كلها ألوية سلفية، كونها تيارا دينيا مقابل التيار الديني الآخر الذي هو “أنصار الله”.
ويتابع الحسني: صحيح أن السعودية تريد تمكين جماعة دينية، لكن جماعة ليس لها هدف سياسي. فالإصلاح حتى وإن كانت أيدلوجيته دينية إلا أن له طموحا وله برنامجا سياسيا خاصا، بخلاف السلفية التي ليس لها شيء من ذلك”.
ويلفت الحسني إلى أن “الألوية التي يقومون بتدريبها حتى لمأرب، وعلى رأسها البقما الذي قتل، كلها ألوية سلفية، وألوية بشير المضربي، سلفية، وألوية رداد الهاشمي في الحدود السعودية سلفية”.
*المصدر: عرب جورنال