صمود وانتصار

أجندة أمريكا و لاءات اليمن

الصمود|| مقالات|| سند الصيادي

في خطابه بمناسبة الذكرى السنوية للرئيس الشهيد صالح الصماد، وَبثلاث نقاط رئيسية لخّص السيد القائد عبدالملك الحوثي جوهرَ الصراع في اليمن وَأجندته وَالدوافع الأمريكية التي تبقي استمراره وتحول دون نجاح الوساطة العمانية وَالوصول إلى أية تسوية..

 

وأول هذه الأجندة تتمثل في السعي الأمريكي الحثيث لتزييف حقيقة الحرب وَتضليل الرأي العام الدولي في تسمية أطرافها الفاعلة في الميدان، والنأي بتحالف العدوان عن تقديمِه كطرفٍ معتدٍ أَو مشارك في الحرب على اليمن.

 

وثانيها محاولة الأمريكي تحويل الأنظار والحقائق إلى المفهوم الذي تسعى لترسيخه واشنطن على أن ما يحدث في اليمن مسألة داخلية بحتة، والهدف من كُـلّ ذلك إبعاد التحالف عن أية التزامات قد تترتب على أي اتّفاق، والتنصل عن أية مقرّرات قد تفرضها خيارات السلام أَو الحرب مستقبلاً، هذا يفسر لهجةَ الخطاب الأممي خلال سنوات العدوان، والذي ساهم في تعقيد الوصول إلى حلول، وترتب على هذا النفاق مواقف وبيانات تجنت على الحق اليمني وَتعاطت مع الطرف الوطني كمعتدٍ على تلك الدول لا معتدى عليه.

 

النقطة الثالثة التي تجعل هاجس السلام مزعجاً لأمريكا تتعلق بحاضر وَمستقبل التواجد العسكري الأمريكي والبريطاني والأجنبي عُمُـومًا في المناطق المحتلّة، في ظل رغبة أمريكية بإبقاء هذا التواجد وتعزيزه، وعلى اعتبار أن أية خطوة للأمام قد تفتح البابَ أمام التعجيل برحيل هذه القوات، وَهو ما يتعارض وحقيقة المطامع الاستراتيجية الغربية في اليمن وخططها الخبيثة التي تقتضي تواجدا طويل الأمد.

 

وأمامَ هذه النقاط التي تكشفُ للداخل أسبابَ ودوافعَ تأزيم الصراع وتعقيد الحلول، جاء الموقف الوطني واضحًا وشجاعًا.. متجاوزًا الغَرَقَ في التفاصيل، وعلى لسان القائد جاءت اللاءات الثلاث التي تنسف أحلام الأمريكي وأوهامه نظريًّا وعمليًّا.

 

لا يمكن القبول بتنصُّل التحالف برباعيته عن تحمل التزاماتهم والاستحقاقات المشروعة لشعبنا، وَلا قبول بتصوير طرف المشكلة الآخر في بضعة مرتزِقة صغار ومجندين مأجورين في صف المعتدي الذي يسعى لتقديم نفسه وسيطًا، وبأن لا قبول باستمرار الاحتلال ووجود القوات الأجنبية في بلدنا، وبأننا نملكُ كاملَ الحق في التعامل معه؛ باعتباره عدوانا واحتلالا، وَنسعى لدحره في الجزر أَو في البر أَو في البحر ومن كُـلّ ما يمثل انتهاكًا للاستقلال والسيادة، ولن نألوَ جُهدًا في توظيف كافة الخيارات وَبكل الجهود في كُـلّ المجالات حتى الحرية الكاملة والاستقلال التام.