صمود وانتصار

فرصة أخيرة وفوات الفرصة غصة

الصمود|| مقالات|| فهد شاكر أبو رأس

بعد أن خرج الشعب اليمني في ذكرى استشهاد رئيس الشهداء وقال كلمته، حاملاً على عاتقه قضية أُمَّـة، وهاتفاً برحيل الغزاة من كافة الأراضي اليمنية المحتلّة، بعبارات وكلمات وطنية بحتة، وحشود ثورية عليا، في افتتاحية لمرحلة تحرّرية جديدة، وعنوان لمراحل أُخرى قادمة من الصراع والمواجهة مع العدوّ.

 

على العدوّ أن يعلم ويعي جيِّدًا أن شعبنا لن يقبل أبداً بالمحتلّ، ولن يقبل بالحصار، وما من حلول منشودة في ظل الاحتلال والحصار، ولا مجال أبداً للعدو السعوديّ ومن خلفه الأمريكي أن يتحولا إلى وسطاء، فالعدوان بدأ على اليمن سعوديّاً، وبإشراف أمريكي، وإسناد بريطاني إسرائيلي، ودول أُخرى غربية، منذ ما يقارب الثمانية أعوام ولن يكون إلا كذلك حتى بعد ثمانين عاماً، وما على الأعداء إلا الرحيل من كُـلّ محافظة يمنية محتلّة وجزيرة، وكما تحرّر أغلب الشمال، فمصير باقي البلاد في الجنوب أن يتحرّر، ولا مناص للعدو من الحرب إلا إليها، وشعبنا اليمني لن يتنازل عن أرضه واستحقاقاته الإنسانية، ولن يتراجع عن حقوقه ومرتبات موظفيه، فإما أن يستجيب العدوّ طوعاً لمطالب الشعب، وإلا أرغمه الحق الباليستي على ذلك إرغاماً، فيمن اليوم أصبح مختلفاً عن يمن الأمس، وقد أكسبته سنوات الصراع الثمان شدة وبأساً، وهو الجدير اليوم بأن ينسكب شعبه رجالاً للاحتشاد في الساحات، وللقتال في الجبهات، وما سبق له وأن اقتحم معركة إلا وعاد منها منتصراً بعون الله وتأييده.

 

ما لم فثمة مؤشرات توحي بزلزال سوف يقع لا محالة، وستشهد المنطقة والعالم تداعيات وقوعه، في حال تمادى العدوّ السعوديّ ومن خلفه الأمريكي وواصلا لعب دور الوسيط؛ هرباً من دفع ثمن الحرب والعدوان على اليمن، وهل على من يرتكب الجرائم والمجازر ويفرض على الناس الحصار ويمنع عنهم الماء والدواء والهواء أن يتحول إلى وسيط إلا على مذهب السعوديّة، ثم إنها وبكل وقاحة تعلن استعدادها لتقديم المساعدات الإنسانية لليمن وشعبه، وعلى ذلك فَـإنَّ الشعب اليمني معني اليوم وأمام هذا الادِّعاء بقبول التحية والرد بأحسن منها، وأية تحية أحسن منها غير دك أرض العدوّ بالصواريخ والمسيَّرات وغلق موانئه ومطاراته، ومبادلته المساعدة بمساعدة أحسن منها.