المُحتل يجب أن يَرحل أو يُرحَّل
الصمود|| مقالات|| زيد الشُريف
الشعب اليمني وقيادته وقواته المسلحة يدرك جيداً أن حريته وعزته واستقرار معيشته وأمنه واستقراره تكمن في وقف العدوان وفك الحصار وفي رحيل القوات الاستعمارية الأجنبية من على تراب بلده في أي منطقة وفي رقعة جغرافية كانت هذه القوات المحتلة ومن أي جنسية كانت ويدرك أيضاً أنه لا أمن ولا استقرار ولا حرية ولا سيادة ولا استقلال لأي بلد ولا لأي شعب مادام هناك قوات أجنبية استعمارية تبني قواعد عسكرية في الجزر والموانئ والمواقع الاستراتيجية والمهمة والحساسة لأن الاستعمار ينتج عنه الوصاية والهيمنة والفقر والمرض والبطالة وانعدام الأمن والاستقرار والفوضى والفساد والحروب الداخلية والصراع الشامل الذي يغذيه ويدعمه المستعمر ليضمن بقائه وهيمنته ويضمن ضعف الشعب بحيث لا يعمل على طرد المستعمرين ويكون غارقا في صراع داخلي تحت عناوين متعددة يصنعها ويروج لها العدو المحتل، ولهذا يجب أن تدرك دول تحالف العدوان أن الشعب اليمني لن يهدأ له بال ولن يتوقف عن كفاحه وجهاده حتى يرحل آخر جندي محتل من الجزر والمناطق اليمنية.
المعركة التي يخوضها الشعب اليمني وقواته المسلحة منذ ثمان سنوات في مواجهة دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي هي معركة مصيرية ومعركة وجود وحرية وكرامة وعزة واستقلال في مواجهة عدوان خارجي إجرامي يعمل بكل الطرق على استعمار اليمن أرضاً وإنساناً ويسعى لفرض الوصاية الأمريكية والسعودية على الشعب اليمني ويحتل مواقع جغرافية حساسة ويبني فيها قواعد عسكرية وينهب الثروة اليمنية ويعبث بأمن واستقرار اليمن ويصادر حقوق الإنسان اليمني وينتهك سيادته ويستهدفه في لقمة عيشه من خلال الحصار الاقتصادي والحرب الاقتصادية بكل أساليبها الإجرامية غير الإنسانية وخلال هذه السنوات الثمان من الطغيان والحصار فشل العدو في تحقيق أغلب أهدافه الاستعمارية ونجح في بعضها ونجاحه لن يستمر طويلا فهو نتيجة خيانة وارتزاق ولكن لا بد من تحرير كل شبر من ارض الوطن من دنس الاحتلال إما عبر المفاوضات أو بالطريقة الأخرى العسكرية التحررية وليس هناك خيار آخر.
القوات الأجنبية المحتلة لبعض الجزر والموانئ والمطارات والمحافظات والمناطق اليمنية الجنوبية والشرقية سواء القوات الأمريكية أو القوات البريطانية أو القوات السعودية أو القوات الإماراتية أو غيرها هي قوات استعمارية أجنبية لا شرعية لها ولا مبرر على الإطلاق لبقائها وتواجدها على الأراضي اليمنية ويجب أن ترحل من اليمن بأي طريقة والشعب اليمني وقواته المسلحة يخوض غمار المعركة مع دول تحالف العدوان منذ ثمان سنوات من اجل حرية واستقلال اليمن واليمنيين ولا يمكن أبداً أن يسمح لنفسه أن تبقى بعض الجزر والمناطق ترزح تحت الاحتلال الأجنبي مهما كلف الثمن ومهما طال الزمان لأن بقاء جزء من اليمن في الجنوب أو في الشمال تحت الاحتلال يترتب عليه نهب للثروة وانتهاك للسيادة ومصادرة للحقوق وتدخل في الشؤون الداخلية وهيمنة على القرار السياسي ويترتب عليه مصادرة حرية وكرامة الإنسان اليمني وهذا ما لا يمكن القبول به ولا السكوت عليه بالنسبة للشعب اليمني الذي يفضل التضحية في سبيل الله وفي سبيل الحرية والكرامة على الحياة في ظل الاحتلال والاستعمار.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه الأخير في ذكرى استشهاد الرئيس الصماد وجه كلاما صريحا وواضحا لدول تحالف العدوان بمختلف جنسياتها، مؤكدا على ضرورة رحيل القوات الأجنبية المحتلة الأمريكية والبريطانية والسعودية والإماراتية من الجزر والموانئ والمناطق اليمنية كشرط أساسي وشرعي لضمان أمن وسلام واستقرار اليمن واليمنيين وهذا يؤكد على ان أي حوار سياسي أو مشاورات بشأن السلام في اليمن لن يحقق اي نتيجة إيجابية ما دام هناك قوات استعمارية أجنبية على تراب الوطن ويؤكد أيضاً ان الذي يعرقل السلام في اليمن هي أمريكا وأدواتها العدوانية الاستعمارية التي تريد ان تستمر في تشييد قواعدها العسكرية في الجنوب لتضمن من خلالها الهيمنة السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية على اليمن وهذا شيء مرفوض ولا يمكن القبول به أبداً فإما ان ترحل القوات الاستعمارية الأجنبية من على تراب اليمن أو سيتم ترحيلها بالقوة لأن بقاء الاستعمار لا يمكن القبول به لا باسم السلام ولا بالعدوان والحصار ولا بد ان يتحرر اليمن من الغزاة المعتدين المستعمرين، وهذه مسؤولية جماعية إيمانية ووطنية وإنسانية على عاتق الشعب اليمني وقواته المسلحة وهم أهل لها بمعية الله والثقة به، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.