صمود وانتصار

الشعب اليمني من الحصار إلى الصمود والإنتصار

الشعب اليمني من الحصار إلى الصمود والإنتصار

الصمود../

خلال كل السنوات الماضية مارس التحالف السعودي الإماراتي أبشع أنواع الجرائم ضد أبناء الشعب اليمني فلم يكتفي تحالف العدوان بإرتكاب الجرائم بالغارات التي قتلت أطفال ونساء اليمن الأبرياء بالطائرات الامريكية والبريطانية التي يستخدمها تحالف العدوان في عدوانه على الشعب اليمني، بل أن التحالف السعودي ومنذ بداية العدوان على اليمن فرض حرصاً خانقاً على اليمن، وهنا ظهرت السياسة الخبيثة القائمة على الحصار للشعب اليمني.

سياسية تحالف العدوان كانت قائمة من البداية على الرهان لكسر إرادة الشعب اليمني الحر المقاوم ولكنها قُوبلت بالفشل، فالمعركة الإقتصادية التي خاضها أبناء الشعب اليمني وصمد فيها قد اربكت التحالف السعودي، فالتحالف منع مُنذ البداية منع دخول السفن إلى المواني اليمنية ومنع وصول المواد الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية إلى اليمن، بعد ذلك عمل التحالف بشكل ممنهج على سرقة ثروات اليمن إلى جانب الحصار الخانق وهذا بحد ذاته ضاعف المعاناة على الشعب اليمني. وفي هذا السياق فإن السياسة التي عمل التحالف السعودي الإماراتي إلى اتباعها “سياسية حصار الشعب اليمني براً وبحراً وجواً”، لمنع وصول ودخول المشتقات النفطية والسفن التجارية التي تحمل المواد الغذائية والدوائية كانت تحدث على مرأى ومسمع من الأمم المتحدة حيث أن الأمم المتحدة لم تحرك ساكناً وتركت الشعب اليمني يواجه مصيرة.

وفي هذا الصدد وفي الوقت الذي كان تحالف العدوان الأمريكي السعودي يمارس أعمال القرصنة ضد دخول السفن إلى اليمن لم تصدر الأمم المتحدة أي قرار يذكر ضد تحالف العدوان حيث كانت تعلم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن اعمال التحالف السعودي تهدف بالدرجة الأولى إلى زيادة معاناة أبناء الشعب اليمني. وهنا يمكن القول أن سياسية التحالف السعودي وسكوت المجتمع الدولي والأمم المتحدة كلف المواطنين اليمنيين الكثير وعمل على زيادة المعاناة والمأساة. فقد كان لهذه الأعمال تداعيات على الوضع الإنساني في اليمن. بعد كل الحصار الذي مارسه تحالف العدوان على اليمن موخراً سُمح للسفن التجارية الدخول إلى اليمن والفضل يعود لله ثم لصمود الشعب اليمني والقوات المسلحة اليمنية التي لم تركع للضعوطات التي مارسها تحالف العدوان السعودي.

ما لم يؤخذ بالحرب العسكرية لن يؤخذ بالحرب الإقتصادية 

لايخفى على احد أن قوى العدوان في البداية وبناءً على استشارات من مراكز أبحاث اقتصادية واستراتيجية أمريكية وصهيونية، ركزت على عدة اتجاهات في حربها الاقتصادية على الشعب اليمني.. أهمها فرض حصار بحري وجوي وبري على اليمن، حيث منعت قوى العدوان وعلى رأسها مملكة آل سعود دخول أو خروج أي شيء يخدم الاقتصاد اليمني، ففرضت حظراً على التجارة، وحظراً مماثلاً على استيراد المواد الأساسية والضرورية لحياة الناس مثل القمح الطحين والحبوب، والأدوية والسكر والشاي، والأدوات المنزلية وغيرها الكثير مما يحتاجه الناس في حياتهم اليومية.

وبعد كل هذه السنوات من التعنت السعودي لمنع دخول السفن التجارية التي إلى اليمن والعمل على زيادة معاناة الشعب اليمني من خلال منع المواد الأساسية التي يحتاجها الشعب اليمني والذي يعيش أوضاعاً صعبة بسبب العدوان على اليمن، جاءت تصريحات نائب وزير الخارجية اليمني في حكومة الإنقاذ الوطني لتؤكد انتصار الإرادة اليمنية أمام الغطرسة السعودية حيث أعلنا مؤخراً نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية ومحافظ الحديدة ، دخول السفن التجارية مباشرة ميناء الحديدة دون تفتيش. حيث نقلت المواقع الاخبارية أن نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني “حسين العزي” ، أعلن دخول سفن تجارية مباشرة إلى ميناء الحديدة في اليمن دون تفتيش و وصف هذا الإجراء بأنه الخطوة الأولى لتعزيز السلام وتمديد وقف إطلاق النار في اليمن.

وفي هذا الصدد  ووفقاً للمهتمين و المراقبين السياسيين  للشأن اليمني، فإنه يعني أنه تم اتخاذ الخطوات الأولى لرفع الحصار المفروض على اليمن بعد ثماني سنوات من الحرب. وما تجدر الإشارة اليه أن نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني وصف الخطوة بأنها “بارقة أمل لكنها غير كافية” وقال إن الدخول المباشر لجميع السفن التجارية إلى موانئ الحديدة دون توقيف أو تأخير هو الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح.من جهةٍ اخرى دعا نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني حسين العزي إلى إلغاء آليات التفتيش من قبل الأمم المتحدة وقال: “هذه الخطوة تحتاج إلى تعزيز وتوسيع من خلال إلغاء (عمليات التفتيش على السفن)”. في السياق نفسه فقد تناقلت وسائل الإعلام المختلفة أن جميع السفن التجارية ستدخل ميناء الحديدة دون تأخير وتتوقف بدلاً من التوجه إلى ميناء عدن ودفع الرسوم والضرائب الجمركية في عدن.

فشل سعودي وإنتصار يمني وسكوت أممي

لا يخفى على أحد أن فشل دول العدوان الذريع في مختلف المجالات العسكرية والسياسية والإعلامية و الاقتصادية جعلها تتشبث وبدرجةٍ كبيرة على العديد من السياسات الاقتصادية في حربها العدوانية مراهنةً على الوقت لعل وعسى تستطيع تحقّيق بعض المكاسب كأوراق ضغط وإن حجز السفن التجارية لتحقيق عدة أهداف منها التأثير مباشرة على مستوى معيشة السكان وبالأخص في ظل تراجع مستوى الدخول الحقيقية ما يجعل تدهور مستوى معيشة السكان عامل ضغط على متخذ القرار.

لكن في المقابل برزت الإرادة اليمنية للإنتصار والوقوف ضد العدوان السعودي بالرغم من الظروف الصعبة فرغم الحصار الا ان الشعب اليمني صمد في وجه العدوان السعودي فلقد كانت الأولوية للشعب اليمني هي الوقوف ضد العدوان والتوجه إلى جميع الجبهات لمواجهة العدوان السعودي وكسر شوكة التحالف السعودي. وفي هذا الصدد ومما يجدر الإشارة اليه هو سكوت وصمت الامم المتحدة، حيث تتحمل الأمم المتحدة ، كامل المسؤولية عن التداعيات الإنسانية والاقتصادية المترتبة على ماحدث في اليمن جراء حصار تحالف العدوان ومنع دخول المواد الإساسية إلى اليمن ، وهنا يمكن القول بوضوح ان صمت الأمم المتحدة قد زعزع ثقة اليمنيين في قدرة الأمم المتحدة على إنهاء الحرب في اليمن وإعادة البسمة والأمل والسلام إلى هذا البلد المنكوب والمظلوم والمنسي.

عاماً بعد آخر.. الشعب اليمني من الحصار.. إلى الصمود والانتصار

رغم الجرائم التي إرتكبها العدوان السعودي بحق الملايين من أبناء الشعب اليمني من الأبرياء والأطفال والنساء والشيوخ في اليمن وقتلهم بدم بارد وكذا تدمير المنشآت الحيوية والاستراتيجية في اليمن من شبكات الكهرباء والماء والاتصالات ومخازن الحبوب والوقود والمطارات والموانئ وغيرها وهي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بمفهوم القوانين والتشريعات الدولية. إضافه إلى الحصار الاجرامي المفروض على نحو 30 مليون من المواطنين في اليمن، دون أن يرف جفن لدعاة حقوق الإنسان والديمقراطية يعلم الجميع أن الحرب العدوانية ضد اليمن فشلت وأن آل سعود وتحالفهم الشيطاني قد هزم وأن كافة أهدافهم في إخضاع اليمن وشعبه للهيمنة والنفوذ السعودي قد ذهب أدراج الرياح وتبخر، وأن ما على قوى البغي والعدوان سوى الإقرار بهزيمتها المجلجلة والانسحاب من اليمن ورفع الحصار ودفع التعويضات عن اجرامهم بحق اليمن وشعبه.

فمن خلال النظر إلى العدوان العسكري والخسائر البشرية الهائلة، خاصة في صفوف المدنيين والتي تعد دليل قاطع على فداحة المظلمة التي يتعرض لها، يظهر ان لا شيء على الإطلاق يمكن أن يبرر هذا العدوان الهمجي الغاشم متعدد الأطراف على شعب طيب مسالم. وهنا لابد من التذكير إن الذين يعتقدون أن المال والقوى الخارجية المنتفعة منهم سيحمونهم ويحققوا لهم الانتصار على اليمنيين واهمون، وذلك كون الشعب اليمني شديد المراس وقوي الإرادة والتضحية، ويستمد قوة ارادته وشموخه من الأرض التي يعيش عليها وفيها وظل عصياً تاريخياً على كل الغزاة لأرضهم. فنصيب الغزاة في اليمن كان دوماً الموت في وديانها وعلى قمم جبالها وأن من يعتقد أن لهيب آبار نفطهم ستحرق اليمنيين واهمون بل أن لهيب الإرادة اليمنية ستحرق غزاتهم قبل أن يحالفهم الحظ ان ينجوا بأرواحهم مهزومين بما خف عليهم من ثياب تستر عورة هزيمتهم.

في النهاية  لقد كسرت شوكة التحالف السعودي في اليمن على أيدي أبناء الشعب اليمني المقاوم فهل يفهم التحالف السعودي الدرس جيداً ويسارع في انهاء عدوانه الظالم على اليمن ويكف عن السعي في تنفيذ مخططه في اليمن؟ هل يدرك التحالف السعودي ان إستمرار المرواغة وعدم إنهاء الحرب بشكل كامل ورفع الحصار الكامل سيضاعف المحنة السعودية والخسائر، وسيضاعف اضطراب سوق الطاقة، وسوف تنزلق دول التحالف في منزلق الفشل المزمن والانهزام الفاضح الذي لا تخفّف من أثره السياسي والميداني شتى المحاولات الخائبة والمكابرة المهزوزة؟

خلاصة الحديث أن استمرار التحالف السعودي الإماراتي في السعي نحو التمادي والاجرام بحق الشعب اليمني سوف يؤدي إلى تبعات كبيرة وخسائر اقتصادية كبيرة لدول التحالف حيث إن ضرب المنشآت النفطية والأماكن الحساسة في العمقيين السعودي والإماراتي أصبح ضمن أهداف الجيش اليمني في سبيل حق الدفاع المشروع عن الوطن وهنا تطرح التساؤلات بعد التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع اليمني هل تدرك دول العدوان خطورة الصلف التي تمارسه في اليمن وما سيترتب عليه من ضربات موجعة للعمقين السعودي والإماراتي وضرب للمنشآت والمواقع الحساسة؟

المصدر : موقع الوقت التحليلي