صمود وانتصار

فيما فصائله تطوق “معاشيق” تمهيداً لإقتحامه.. السعودية تعلن الحرب على البعوة وتصفه بـ”الإرهابي السكران”

فيما فصائله تطوق “معاشيق” تمهيداً لإقتحامه.. السعودية تعلن الحرب على البعوة وتصفه بـ”الإرهابي السكران”

الصمود../

مازال يدعى «قصرا رئاسيا»، بينما هو في الحقيقة أهون من سمسرة على قارعة طريق، يقتحمه من هب ودب، فيصبح اسمه «معاشيق» كحالة جمع لا مفرد لها.

ترفع استخبارت الرياض إصبعها لتقول إن المقتحم هذه المرة «إرهابي سكران»  تم تعيينه «في عهد القادمين من أدغال التاريخ»، وهي صادقة تماما في ذلك، فهو عهد رعاة مربط رأسهم عند الشويهة والبعير كما يقول شاعرهم.

طوقت فصائل انتقالي الإمارات، أمس الثلاثاء، محيط قصر معاشيق، مقر رئاسي وحكومة الاحتلال في مدينة عدن المحتلة، تمهيدا لاقتحامه، بعد إخلاء كافة موظفيه في وقت سابق.

وقالت مصادر مطلعة إن فصائل ما تسمى «المقاومة الجنوبية» التابعة للانتقالي والتي يقودها المرتزق ناصر البعوة، المكني «أبو همام اليافعي»، انتشرت في عموم أحياء وشوارع مديرية كريتر، مشيرةً إلى أن تلك الفصائل استكملت تطويق قصر معاشيق، تمهيداً لاقتحامه.

من جانبها، قالت قناة بلقيس المملوكة للخونجية توكل كرمان، إن فصائل «الانتقالي» سيطرت على قصر معاشيق، بعد وصول تعزيزات عسكرية ضخمة إلى بوابة القصر قادمة من ساحة العروض بمديرية خور مكسر.

ويتوقع أن تفجر سيطرة مرتزقة «الانتقالي» على مقر رئاسي الاحتلال، جولة جديدة من الصراعات في مدينة عدن.

وكان أبو همام اليافعي هدد، في وقت سابق، باقتحام معاشيق، وتوعد بمنع المرتزق رشاد العليمي من العودة إلى عدن، داعيا في فيديو بثه اليوم الأول، «المواطنين في المحافظات الجنوبية للكفاح المسلح وارتداء الزي العسكري»، رداً على تصريحات العليمي التــــــــي تضمنت ترحيل القضية الجنوبية.

وذكرت المصادر أن «البعوة» باشر فور خطابه بنشر ما سماها فرقا رقابية حول مطار عدن الدولي، لمنع العليمي من دخول عدن، بعد حملة إحراق صوره وإزالتها من المقرات الحكومية والمدارس والجامعات.

وردا على الخطوة التصعيدية من قبل انتقالي الإمارات، أعلن الاحتلال السعودي، أمس الثلاثاء، الحرب على «البعوة»، واصفا إياه بـ«الإرهابي السكران».

وقال الخبير العسكري السعودي المدعو سعد العمري، إن ناصر البعوة، المعروف بأبو همام اليافعي متورط بحادثة اختطاف دبلوماسي سعودي في العام 2010، مشيرا إلى أن اليافعي كان حينها عضوا بارزا في تنظيم القاعدة.

وأضاف العمري، وهو إحدى الشخصيات السياسيــــــة المحسوبة على المخابرات السعودية الذين يعملون كمحللين بالقنوات التلفزيونية لنقل وجهة نظر وسياسة الاحتلال وما يطرحه: «هذا المدعو أبو همام عضو تنظيم القاعدة المتهم في اختطاف القنصل السعودي بعدن عام 2010 والفار من العدالة”، في تهديد واضح باعتقال أبو همام بتهمة «الإرهاب».

ووصف العمري أبو همام بـ”الإرهابي الجبان” وأنه «لا يستطيع تهديد العليمي والحكومة الموالية للتحالف إلا من داخل صندقته وهو سكران».

وعلى الرغم من كون أبو همام حاول في خطابه التقرب من تحالف الاحتلال وعدم معاداة الرياض واقتصار هجومه على العليمي، إلا أن الاحتلال السعودي لم يراع تلك المحاولة وهب لاستفزاز البعوة وإهانته بشكل قاسٍ، مقللا من تهديداته بمنع رئاسي الاحتلال من العودة إلى عدن.

ولم يتضح ما إذا كانت الحملة التي يشنها نشطاء الاحتلال السعودي المحسوبون على استخبارات ابن سلمان تعكس مخاوف من تداعيات تهديدات اليافعي أم محاولة للضغط عليه.

وفي سياق متصل، سربت مخابرات الاحتلال السعودي، أمس، معلومات عن قيادات في انتقالي الإمارات قالت إنهم رهنوا عوائلهم وزوجاتهم في دول أخرى.

وقال السياسي السعودي، التابع للمخابرات السعودية سليمان العقيلي، إن «الانتقالي» لا يمتلك قراره، مشيرا إلى أن بلاده لا تراهن على قادة يرهنون عوائلهم وزوجاتهم في دول أخرى.

وأضاف العقيلي، في مشاركة له بمساحة على تويتر خصصت لمناقشة قضية من يمثل الجنوب، أن «من يرهن أسرته وزوجته ويمنع من الوصول إليها لا يمكن أن يملك قرار نفسه أو يمثل وطنا»، مضيفا أن «من يحرك الانتقالي من الخارج هدفه إيذاء السعودية»، في إشارة إلى شريكتها في العدوان على اليمن.

وأثارت تصريحات العقيلي، الذي يتحدث بلسان سلطات ابن سلمان، غضباً واسعاً في صفوف أنصار «الانتقالي» ونشطائه بمواقع التواصل الاجتماعي الذين اعتبروا هذه التصريحات تحدياً للمجلس وامتهاناً لكرامته.

*صحيفة “لا”