صمود وانتصار

الموقف الأممي اصطفاف ضد الإستحقاق الإنساني للشعب اليمني

الموقف الأممي اصطفاف ضد الإستحقاق الإنساني للشعب اليمني

الصمود../

تتناقض مواقف وحسابات مصالح العدوان ضد اليمن بانتهازية سياسية مفرطة، ليس أقلها من محاولة توظيفها في خدمة أجندات الاستيطان الأجنبي كاستدارات، وبراهين يحاول أن يؤكد على صوابية مواقفه، إذ لا يتردد من تحويل هذه المخاطر والتحديات التي يواجهها وطننا وشعبنا إلى وسيلة للنيل منه، وتدميره ونهب ثرواته واحتلال الأراضي اليمنية واقامة قواعده العسكرية على البر والبحر والجزر اليمنية.

ولسنا بحاجة إلى عناء كبير لنستشعر أن وطننا اليوم أكثر من أي وقت مضى بات في حاجة ماسة إلى اصطفاف وطني واسع، ومواقف شجاعة تؤثر مصالح الوطن على غيرها لمواجهة التحديات التي يفرضها تحالف العدوان الغاشم بأركانه المعروفة، في حال استمر في غيه وتنكره واستخدام أساليب المكر والخداع والمغالطة والمماطلة التي سئم منها شعبنا، وإلى تقمص دور الوسيط، وهو من قام ومازال في العدوان والحصار، وسفك دماء أبناء  الشعب اليمني، وارتكاب المجازر والإبادات الجماعية، التي لم ولن تسقط بالتقادم ابدا ابدا.

لقد سمع تحالف العدوان من قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي  قولاً فصلا، ورفضاً بلاءات ثلاث: لا يمكن أن يتنصل تحالف العدوان بقيادته المعروفة الرسمية المعلنة عن أي التزامات تتعلقُ بأي اتفاق، أو تفاهم، ولا يمكن أن يتحول قائد الحرب والعدوان ومنفذ العمليات الهجومية إلى مجرد وسيط، ولا يمكن أن يخدعنا باستمرار عرقلته، وتنفيذ ما يشاء، وفقا لاهوائه.. نحن لسنا دمى، ولا اتباع لأحد، وقضيتنا وطن ينشد الحرية والاستقلال والسلام.

زبائنكم المرتزقة لن تجدوا عيناتهم في أوساطنا، انتم  توظفونهم بالمال في شراء ذممهم، وهناك من هم مجرد جنود بسطاء ضحايا أطماعكم. نخب وتيارات ارتضوا بأنفسهم أن يكونوا بهذه المذلة والاهتراء، وهذا السقوط لكرامتهم وآدميتهم، أن يتحولوا إلى دمى، وإلى سخرة فوق أرضهم عندما تنازلوا عن كل شيء، وراحوا يلهثون وراء المال، فباعوا الجمل بما حمل، بأبخس الأثمان. وبينما نسترجع الماضي، فإن عدن  قلعة التحرر، لابد أن تستعيد أمجادها في مناهضة ومقاومة الغزاة والمستعمرين ومشاريعهم الاستيطانية، ولابد لهذه اللوثة أن تغرب خلف مغائب الشمس.

اليوم مجدداً يثبت فريق الخبراء الأممي المعني باليمن، أنه أداة من أدوات العدوان باصطفافه المفضوح إلى جانب دول العدوان، وإن كان في ثنايا تقريره الأخير، اعتراف على مضض  يظهر فشل السعودية وتحالف العدوان في اعتراض صواريخ ومسيرات اليمن، وبما يعكس حجم المأزق السعودي الاماراتي، وفشل منظومات الدفاع الأمريكية، باظهاره صور لعمليات نوعية سابقة في أبو ظبي، وميناء الضبة النفطي في محافظة حضرموت.

ومالم يلتقط تحالف العدوان هذه الرسائل، وما تبقى من فرص فإن على فريق الخبراء أن يستعد لنشر تقارير وصور جديدة عن أهداف جديدة، قد تكون أكثر ألماً ووجعاً  إن نفد صبر اليمنيين، على أن القضية الوطنية، وهي قضية الدفاع عن الوطن حتى نيل الاستقلال التام هي القضية المحورية الشاخصة أمامنا كيمنيين، تتمثل في التصدي الناجح لمجمل التحديات والمخاطر وفق خيارين لا ثالث لهما، وهو أما السلام الشامل الذي يفضي إلى نيل اليمن استقلاله وعزته وحريته ، ومغادرة القوات الأجنبية الأراضي اليمنية ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤوننا الداخلية، ورفع الحصار بصورة كاملة عن الموانئ والمطارات والطرقات الداخلية والمنافذ البرية والبحرية، وإطلاق مرتبات الموظفين، وإلى غيرها من الاستحقاقات الإنسانية والقانونية. وأما الخيار الآخر وهو الحرب التي لا تبقي ولا تذر، وفي هذا الصدد فإن القوات المسلحة اليمنية على جهوزية كاملة، باستخدام أسلحة الردع، في عمق المصالح الاقتصادية للعدوان، وفي المناطق الاستراتيجية الحساسة، وما هو موضوع في بنك الأهداف الاستراتيجية، التي تمثل خطوات استراتيجية دفاعية وأمنية مشروعة دينيا ووطنيا وأخلاقيا وانسانيا، وكواجب مقدس للدفاع عن وطننا وشعبنا وحريتنا وكرامتنا ضد العدوان وسلاسل مؤامراتهم الإقليمية والدولية لاحتلال اليمن.

إننا أمام مرحلة تاريخية مفصلية للجهاد، وهي حتمية وضرورية للتعامل مع العدوان وفق منطق القوة، تلك هي اللغة التي يفهمها العدوان لضمان وصولنا إلى بر الأمان.

(26 سبتمبر نت)