بعد اتفاقها مع إيران.. هذا ما تروج له السعودية تزامناً مع قرب إعلان الاتفاق مع صنعاء في مسقط
بعد اتفاقها مع إيران.. هذا ما تروج له السعودية تزامناً مع قرب إعلان الاتفاق مع صنعاء في مسقط
الصمود../
عقب إعلان بكين الاتفاق الثلاثي السعودي الإيراني الصيني، تحاول الرياض الترويج على أن اتفاقها مع إيران هو السبب في توصلها لاتفاق مع صنعاء على الرغم من أن الاتفاق مع صنعاء أوشك على نهايته وقرب إعلانه والمباحثات غير المعلنة بين الرياض وصنعاء بشكل مباشر عبر الوسيط العماني بدأت منذ أكثر من عام، ولا علاقة لتقدم هذه المباحثات وحلحلتها لملفات الخلاف بين صنعاء والرياض بالاتفاق السعودي الإيراني.
وخلافا لما كانت تتطلع له السعودية من أن الاتفاق مع إيران سينعكس ايجابيا على حل الملف اليمني.. في استعراض في الخطاب السياسي لمتحدثين وخبراء سعوديين ومنظرين عقب توقيع الاتفاق بأنه انتصار لليمن، والتعويل عليه في إنقاذ بلادهم من مستنقع الحرب، أبدت القيادات اليمنية في صنعاء مواقف مغايرة، فرغم الترحيب بالاتفاق أكدت هذه القيادات أنه لا تفريط بسيادة اليمن ووحدته واستقراره، ومشددة على أن اليمن ليست حديقة خلفية لأحد، وهو موقف شكل صدمة لدى صانعي القرار في المملكة.
وقد كشف مسؤول سعودي تراجع تأويل بلاده على إمكانية تحقيق الاتفاق مع إيران اختراق في اليمن، أي أن السعودية تريد التهرب من أنها الطرف الذي قاد العدوان على اليمن إلى وسيط إقليمي، وتعتقد وهماً أن اليمن بيد إيران كما كانت تروح لذلك.
وأشار عبدالله آل هتيله مساعد رئيس تحرير صحيفة عكاظ الرسمية، إلى أن بلاده كانت تعول على حدوث تغيير في المواقف لدى من وصفهم بـ”الحوثيين” بحكم علاقتهم بـ “إيران” – حسب زعمه- ملمحاً إلى أن بلاده متفاجئة بعدم موقف التأييد الذي كان متوقعاً من صنعاء.
ولم يصدر من صنعاء أي موقف رسمي يعتبر الاتفاق بين السعودية وإيران بأنه خطوة تقود لوقف الحرب على اليمن، بل على العكس من ذلك فقد أعقبت صنعاء إعلان اتفاق الرياض وطهران بتصريح عن نائب وزير الخارجية حسين العزي أكد فيه على أن الحل في اليمن يكون بقبول الرياض بما تطرحه صنعاء من اشتراطات ومطالب تتعلق بالجانب العسكري والإنساني والاقتصادي، وأن تلك الشروط هي ستبقى ذاتها مطالب صنعاء مقابل تمديد الهدنة وعدم استهداف الرياض ومنشآتها بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.
وكانت الرياض قد حاولت مراراً وتكراراً أن تطلب من إيران الضغط على صنعاء، إلا أن طهران أكدت للسعوديين عدم وجود أي تحكم إيراني على قرار صنعاء، وما لم تستطع الرياض الحصول عليه من طهران أثناء خلافها معها لن تستطيع الحصول عليه أيضاً وقد طبعت العلاقات معها وهو ما يعني أن أي توافق بين صنعاء والرياض مستقبلاً لن يكون له علاقة قوية بالاتفاق السعودي الإماراتي.
هذا وكانت صنعاء عقب إعلان الاتفاق قد وجهت دعوة وإنذار أخير لكافة القوى الموالية لتحالف العدوان إلى تصحيح مواقفها وتحرير نفسها من التبعية للسعودية والإمارات والقوى العالمية التي تقف وراء عدوانها على اليمن، خصوصاً بعد إعلان الاتفاق الإيراني السعودي، والذي بموجبه سوف تنتفي مبررات الحرب، وتفقد أسطوانة الذراع الإيرانية تأثيرها في تحفيز المقاتلين بالنيابة عن التحالف، رغم أنها فقدت جزءاً كبيراً من ذلك التأثير في أوساط المواطنين الذين انطلت عليهم تلك الحيلة وتحكمت في عواطفهم فترة من الزمن، وتحديداً في السنوات الأولى من الحرب.
جاء ذلك بدعوة من محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لأنصار الله، ومتحدث لجنة المصالحة الوطنية، للمكونات اليمنية الموالية للتحالف إلى تصحيح مواقفهم، موضحاً أن كل شيء قد تبيّن لهم، في إشارة إلى شعارات الحرب ضد ما كانت تروج له السعودية بالنفوذ الإيراني في اليمن، منوهاً بأن ذلك كان آخر أوراق التحالف، وأنها سقطت بإعلان الاتفاق بين الرياض وطهران، مؤكداً في الوقت نفسه أن الفرصة لا تزال مواتية لمن أراد العودة إلى صنعاء، بقوله إن “باب التوبة مفتوح”.
البخيتي، وجَّه أيضاً رسالة إلى أبناء المحافظات الجنوبية، المنادين بالانفصال واستعادة ما يسمونها دولة الجنوب العربي، في وقت أصبحت مناطقهم مرتعاً للقوات الأجنبية، كما سخر البخيتي من الفصائل التابعة لطارق صالح الموالي لتحالف العدوان ورجل الإمارات في الساحل الغربي، الذين يُقتلون بحُجة الدفاع عن الجمهورية، في وقت يتحركون تحت قيادة عينتها دولة ملكية.
ومن جهته، جدد عضو الوفد الوطني المفاوض، عبد الملك العجري، التأكيد على ثبات موقف صنعاء، فيما يتعلق بالسلام، مذكراً بأن الحفاظ على وحدة وسيادة البلد واستقلاله ثوابت غير قابلة للمساومة.
وقال العجري في تغريدة على حسابه في موقع (تويتر): إنه “بالنسبة لمشاورات السلام؛ فالموقف الذي سمعه الأعداء منا في جنيف هو نفسه الذي سمعوه في الكويت ومسقط، وهو الذي سيسمعونه منا اليوم وبعد ألف عام”.
وأضاف: “إن أردتم السلام؛ فنحن أهل السلام لمن يريد السلام، لكن السلام الذي ينهى الحرب ويرفع الحصار ويعمر ما دمره العدوان ويحفظ لليمن وحدته واستقلاله وسيادته”.
وتشدد صنعاء على أن الطريق الوحيد للحل الشامل في اليمن يبدأ بمعالجة الملف الإنساني، وصولاً إلى إنهاء العدوان والحصار والاحتلال ودفع التعويضات.
لكن تحالف العدوان ورعاته الغربيين يسعون للالتفاف على هذه المحددات، من خلال الدفع بالمرتزقة إلى واجهة المشهد؛ من أجل تثبيت رواية “الحرب الأهلية”، وبالتالي التنصل عن أية التزامات واستحقاقات، وإظهار دول العدوان بمظهر “وسطاء السلام”.
وكان قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أكد مؤخراً أن الولايات المتحدة الأمريكية تقود ثلاثة مسارات؛ لعرقلة جهود السلام الفعلي في اليمن، أول هذه المسارات: هو محاولة إبعاد دول العدوان عن أية التزامات، والثاني: هو الدفع نحو استمرار نهب الثروات الوطنية، وحرمان الشعب اليمني منها، والثالث: هو العمل على تثبيت الاحتلال كأمر واقع وإبقاء تواجد القوات الأجنبية في المحافظات المحتلة.
وأكد القائد استحالة القبول باستمرار العدوان والحصار والاحتلال، محذراً دول تحالف العدوان ورعاتها من عواقب المماطلة، مؤكداً أن حالة “خفض التصعيد” لن تستمر إلى ما لا نهاية.