الإخوان يصفون العليمي بـ”الدمية” والأخير يستعد للعودة إلى المكلا
الإخوان يصفون العليمي بـ”الدمية” والأخير يستعد للعودة إلى المكلا
الصمود../
يخوض الخونج، طيلة الفترة السابقة، معركة غير معلنة مع المرتزق رشاد العليمي، بدأت منذ إقصاء الجنرال العجوز ولن تنتهي بصراع المصالح في حضرموت وشبوة وبقية المحافظات المحتلة. وبالرغم من تحفظ قادة الخونج عن إبداء موقفهم علنا من العليمي، إلا أن قناة الخونجية توكل «بلقيس» وسكرتير الجنرال العجوز علي محسن الأحمر يقومان بالمهمة من حين لآخر من خلال الحديث عن استباحة البلاد والارتهان إلى السعودي والإماراتي، كما لو أنهم خارج مطبخ العمالة.
مع تردد أخبار عن عدم قدرة المرتزق رشاد العليمي على العودة إلى عدن ما لم يكن المرتزق الزبيدي برفقته، وتقديم مقترحات سعودية حريصة بالعودة إلى المكلا بدلا من عدن، خرج الخونج عن صمتهم، عبر أحد ناشطيهم، ليشن اليوم هجوماً جديداً على العليمي رئيس ما يسمى «المجلس الرئاسي» المشكل من قبل تحالف الاحتلال، والذي يشاركون في عضويته.
في مداخلة مع قناة «بلقيس» التابعة للخونجية توكل كرمان، قال المرتزق فيصل الحذيفي، الناشط السياسي المحسوب على الخونج، إن «الصراع السعودي الإماراتي في اليمن يسيطر على المشهد، وتسبب بفوضى كبيرة في المحافظات الجنوبية».
وبطبيعة الحال لم يأت الحذيفي بجديد، إلا أن يكون الخونج عرفوا ذلك مؤخرا، إذ أشار إلى أن «العليمي لا يحرك ساكناً تجاه الصراع السعودي الإماراتي الذي استنزف دم وثروات اليمنيين»، موضحاً أن «العليمي دمية بيد التحالف ولا يمتلك أي قرار».
العليمي الدمية لن يختلف عن دمية سابقة اسمها هادي، ومثلما أن فنادق الرياض اتسعت لهادي وشلته، مازال في المكان متسع له هو أيضا. إذ مع كل مغادرة له لمطار عدن، يضطر للبقاء شهورا هناك حتى يسمح له بالعودة، مثلما يحدث الآن منذ أطلق المرتزق عبدالناصر البعوة، المعروف بـ«أبو همام اليافعي»، قائد ما تسمى «المقاومة الجنوبية» التابعة لانتقالي الإمارات، تهديداته بعدم السماح للعليمي بالعودة إلى عدن.
وعلى الرغم من توعد الاحتلال السعودي باستهداف كل من يعارض عودة العليمي إلى عدن، إلا أن بقاء الأخير في الرياض طيلة ما يقارب الشهر جعل من تلك التهديدات مجرد فقاعة للاستهلاك الإعلامي. حيث كانت قد بدأت أصوات داخل حكومة الفنادق تلمح إلى عدم إمكانية عودة العليمي في الوقت الراهن.
مازال الوقت الراهن ذاك بلا ملامح حتى الآن، فقبل أسبوعين تحدثت أنباء من داخل رئاسي الاحتلال بأن عودة العليمي مرهونة بعودة المرتزق عيدروس الزبيدي رئيس انتقالي الإمارات والخاضع لإقامة جبرية في أبوظبي.
وتراجع الاحتلال السعودي اليوم عن موقفه الداعم لعودة العليمي إلى عدن، وبدأ سياسيوه ومحللوه المقربون من استخبارات ابن سلمان الحديث عن مكان آخر غير عدن قد يكون هو المكان الذي سيستقبل العليمي، محافظة حضرموت.
أما لماذا حضرموت، فبحسب المغرد السعودي علي العريشي، المقرب من ابن سلمان، فـ«لأنها حضرموت الأمن والأمان، فهي تتهيأ استعداداً لاستقبال الرئيس رشاد العليمي ونواب المجلس الرئاسي».
العريشي أضاف: «قلنا سابقاً إن لدينا في المحافظات الشرقية نموذجا جيدا للأمن والاستقرار، وموقعا مؤهلا لتمثيل مركزية الدولة بعيداً عن الغوغاء والتخريبيين»، في إشارة إلى انتقالي الإمارات، الذي يبدو أنه استطاع أن يفرض شروطه بعدم عودة العليمي إلى عدن.
هذا التراجع المفاجئ من قبل الاحتلال السعودي، تزامن مع زيارة مفاجئة للزبيدي، إلى روسيا، في أول تحرك له منذ وضعته الرياض قيد الإقامة الجبرية في عاصمة الإمارات قبل أشهر.
كما يتزامن مع استدعاء الرياض لقائد ما تسمى «المنطقة العسكرية الثانية» في المكلا بحضرموت، لتهيئة الأجواء لعودة العليمي.
في السياق، ينقل الناشط الجنوبي عادل الحسني، عن مصادره تأكيدها أن هناك تجهيزات في القصر الجمهوري بالمكلا عاصمة حضرموت، وذهاب قيادات تابعة للاحتلال السعودي إلى هناك للترتيب
ويضيف الحسني: «لكن لا ندري هل ستكون مقر إقامة دائمة لرشاد العليمي أم مؤقتة»، مشيرا إلى أنه «في حال كانت المعلومات صحيحة، فهي تدل على شدة الخلاف بين رشاد العليمي وعيدروس الزبيدي. أما الحركات التي يقوم بها أبو همام اليافعي وغيره في عدن، فهم يتبعون عيدروس الزبيدي ولو من بعيد. فالذي يمنع عودة العليمي ليس أبو همام وإنما هو الزبيدي».
يشير الحسني إلى أن عودة العليمي إلى المكلا سيتم تصويرها على أنها خلاف كبير بينه وبين الزبيدي، مضيفا: «ما يجب أن يفهمه الجميع أن المتحكم الرئيسي في هؤلاء جميعا هو التحالف بشقيه السعودي والإماراتي، وهم يتقاسمون الأدوار، ويظهرون للناس أن بينهم خلافا. والحقيقة أنه لا يوجد أي خلاف سعودي إماراتي في جنوب اليمن. ربما يوجد سباق على بعض الأماكن الاستراتيجية، لكن في المحصلة الأخيرة هم متفقون على تقاسم النفوذ».
بغض النظر عن الأسباب الحقيقية لإعادة رشاد العليمي إلى المكلا وليس إلى عدن، يمكن القول إن هذه الخطوة، إن تمت، ليست عادية، وقد تكون بداية لأحداث كبيرة سيشهدها الجنوب المحتل.
*المصدر: صحيفة “لا”