66 دقيقة مع قائد اليمن سيد الجزيرة العربية
عابد المهذري
في 6/6 التاريخ المرتبط بإطلاق اليمنيين أول صاروخ بالستي من نوع سكود العام الماضي على العدو السعودي.. أطل السيد عبدالملك الحوثي لمدة 66 دقيقة.. في خطاب رمضاني يتوخى النصر الميداني لا الإثارة الاعلامية.. العمل المدروس لا استعراض البطولات.. يركز على ادارة المعركة الحقيقة لا على امتطاء ظهور الابطال وتوظيف تضحياتهم وشخصنتها بالتسلق السياسي على دماء وارواح شهداء وجرحى الجبهات.. يضع نصب عينيه قضية وطن كبير وتطلعات شعب وأمة يمنية.. لا يتمحور اهتمامه حول جماعته وحركته كما يفعل قادة الاحزاب والقوى المتمحورين فقط عند الذاتيات الضيقة ودوائر المكاسب الانتهازية و المصالح الآنية.. لقد حرص كعادته على آداب التخاطب.. لغة المنتصر المتواضع وثقافة الفارس الشهم.. طغت على خطابه وهو يشرح ويستعرض ويوضح ويفصل – بالحكمة والعقل والمنطق ورباطة جأس الواثق – رزنامة عام ونصف من العدوان على اليمن وتراكمات نصف قرن من المؤامرة على الوطن.
66 دقيقة كانت على الأعداء ومرضى النفوس أشد وقعا وأقسى من صاروخ 6/6 وحينما يضج اليوم الأول من رمضان بخطاب قوي الرؤية.. عابر للحدود متماسك الفكرة.. فإن خطابات الآخرين المتسمة بالتناقضات العجيبة والتبدل السريع للمواقف بارتباك وهزالة واضطراب.. تظل محور مقارنة ومحط دراسة نفسية مشروعة لتقصي جوانب الخلل ونقاط الاختلال واسبابها لدى تلك العينات وثبات الكلمة والموقف والمسار لدى القائد اليمني عبدالملك الحوثي.. الشاب الثلاثيني الاكثر فصاحة وحصافة ولباقة وبلاغة.. والأصدق مبدأ وهدفا وسريرة.. الأمهر في القتال برجاله الاشداء الاوفياء.. والأدهى في السياسة باستيعابه لمنطلقات ومحددات الكرامة والعزة والحرية للشعوب والسيادة والاستقلالية للبلدان والدول والاوطان.. ثائرا ضد التبعية والهيمنة والاستكبار والطاغوتية.. مؤمنا بالله داعيا لثقافة قرآنية.. حاملا راية مسيرة تعتمد على المستضعفين لإرساء العدالة ونصرة المظلومين بقوة الحق في زمن يتسيده الباطل كالذي نعيشه.
66 دقيقة طرزت مساء 6/6 بروحانية عذبة من دروس الشهر الفضيل.. وبجرعة طمأنينة وافرة من استشعار المسئولية تجاه مقتضيات اللحظة.. وبتأكيدات متجددة العهد في الدفاع عن الارض والعرض والخارطة والدولة اليمنية من الاعداء المتكالبين والعملاء والأعوان المتربصين شرا بالبلاد والعباد.. وهو من هو : من اذا قال فعل.. واذا هدد وتوعد؛ نفذ.. واذا إلتزم أوفى.. واذا تحدى تجرع منه العدى كؤوس الردى.
66 دقيقة.. خالية من بروبجندا أكشن الزعماء وصراخ الجبناء ولعثمة الخونة والأدوات.
الغوغائيون المتذبذبين لا يجدون ما يبررون ضيقهم الخفي من خطابات ابوجبريل إلا إدعائهم طول مدتها.. متجاهلين كيف يضيعون ساعات طويلة من أوقاتهم في متابعة برامج توك شو عديمة الفائدة سخيفة المضمون أو الاستماع لحوارات زعيم سياسي يتحدث فيها عن ماضيه وقصصه وحكايته.. مستهدفا الرواج في وكالات الميديا وتحقيق شهرة هنا وهناك بمانشتات صحفية تنقل همزه وغمزه وضحالته وسطحيته كمادة للاستهلاك تنتهي كفقاعة صابونية من اول اصطدام بدبوس الحقيقة المجردة من الفبركة.
هل سمعتم عبدالملك الحوثي يتحدث ولو مرة واحدة عن نفسه.. وهو لو تحدث عن قصص من حياته لأصبح حديث العالم.. لكن تربيته القائمة على الايثار ونكران الذات تجعل بينه وبين الغرور والنرجسية وعشق الأضواء 66 سنة ضوئية و66 ألف قضية يتجشم حمل أثقالها بإرادة فولاذية وعزيمة لا تتقهقر حتى وهو يتحمل مهام مواجهة أقوى وأغنى وأشر دول الدنيا.. وبذلك يكون وحده الاستثناء الوحيد في هذا الكون وقليل عليه وبحقه ان سميناه سيد الجزيرة العربية.
(مقدمة لقراءة شاملة حول خطاب الليلة)