السيد القائد يضع محددات موضوعية لتحقيق السلام العادل للشعب اليمني
الصمود|
كشف السيد عبدالملك الحوثي في كلمته بالذكرى الثامنة للعدوان على اليمن “اليوم الوطني للصمود”، عن خطوات طريق السلام المتمثلة في إيقاف العدوان ورفع الحصار، وإنهاء الاحتلال، وإعادة الإعمار، وتعويض الأضرار، وإكمال عملية تبادل الأسرى، باعتبارها محددات موضوعية وضرورية لتحقيق السلام العادل.
وقال “شعبنا معتدى عليه بغير حق، وهو لم يشن حرباً على بلدٍ خارجي، لا من جيرانه ولا غيرهم، هو لا يشكل تهديداً لمحيطه العربي والإسلامي، هو يتبنى مواقفه تجاه قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين، من منطلقٍ مبدئيٍ وإيماني، كما يتبنى مبدأ الأخوّة الإسلامية مع بقية البلدان الإسلامية من نفس المنطلق، وهذه ثوابت لا يستطيع أحدٌ إرغامنا على التخلي عنها”.
قائد الثورة، ومن منطلق المسؤولية الملقاة على عاتقه، جدد نصحه للسعودية والإمارات بإيقاف العدوان ورفع الحصار.. وقال “بعد الفشل الواضح لتحالف العدوان، أتوجه بالنصيحة للسعودي والإماراتي، وأقول لهم: لا مبرر لكما في مواصلة تنفيذ العدوان لمصلحة الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي فاستمراركم يعني خسارتكم الحتمية، أوقفوا العدوان، وتعاملوا بجدية في الحوارات، وأنجزوا اتفاق الأسرى، وأنهوا الحصار، هذه استحقاقات لابدَّ منها، وإلَّا فأنتم في مأزقٍ صنعتموه بأنفسكم لأنفسكم، وليس لمصلحتكم”.
قادمون بخيارات إستراتيجية
بعد مرور ثماني سنوات من العدوان والحصار ورغم ما تعرض له الشعب اليمني من حرب إبادة إلا أن ذلك لم يثنه عن مواصلة صموده وثباته واستبساله وبناء جيش قوي قادر على التعاطي مع معطيات الواقع يمتلك أسلحة ردع استراتيجية بعيدة المدى ودقيقة الإصابة.
يقول قائد الثورة “قادمون في العام التاسع بجيشٍ مؤمنٍ منظَّمٍ، اكتسب الخبرة الميدانية من تجربة ثمان سنوات تربى التربية الإيمانية، مجسدًا انتماءه الصادق ليمن الإيمان بثباته، وتضحياته ومرابطته وصبره وانتقاله من تكتيك الدفاع إلى تكتيك الهجوم والعمليات الكبرى”.
وأضاف “قادمون بترسانةٍ صاروخيةٍ فتاكةٍ، بعيدة المدى، دقيقة الإصابة، قوية التدمير، تطال كل منشآت الأعداء، التي يعتمدون عليها في تمويل عدوانهم، وقادرةً على تمزيق أنسجة الضرع الحلوب، الذي يُدِر لأمريكا، وبريطانيا، وقطع يد الحالب، قادمون بالمسيرات المتنوعة، المتطورة، التي تعبر أجواء المعتدين متجاوزةً كل دفاعاتهم، لتصل إلى أهدافها بدقةٍ وقدرةٍ أكبر على التدمير”.
التحديات والفرص
تمكن الشعب اليمني، بعون من الله وبفضله، في تحويل التحديات خلال الثمان السنوات الماضية، إلى فرص، وحقق إنجازات كبيرة في مجال تطوير قدراته العسكرية بمختلف أصنافها وتشكيلاتها البرية والبحرية والجوية.
ذلك ما قصده قائد الثورة في كلمته بقوله “قادمون في العام التاسع من الصمود، بقدراتٍ بحرية، وبريةٍ بحرية متميزة، تطال كل هدفٍ في البحر الأحمر وخليج عدن، والبحر العربي، وكافة الجُزر، وبقوةٍ بحريةٍ مؤمنةٍ مستبسلة “.
معركة الوعي
معركة الوعي التي يقودها قائد الثورة منذ ثماني سنوات، من خلال خطاباته ومحاضراته في الفعاليات والمناسبات الدينية والوطنية، كانت كفيلة بتأهيل جيلٍ واعٍ متسلح بالوعي والمعرفة قادر على استيعاب متغيرات الواقع.
يقول قائد الثورة “قادمون في العام التاسع بالتوكل على الله تعالى، والثقة به، وبوعي شعبنا العزيز، وتماسكه، وصبره الإيماني، وبتماسك وضعه الداخلي، وتضافر الجهود، لقطف ثمرة الصمود: وهي الانتصار، وتحقيق الأهداف المشروعة، والاستحقاقات الأساسية لشعبنا وبلدنا في الحرب، والحرية، والاستقلال، والعيش بكرامة”.
صمود أفشل مخططات الأعداء
ذلك ما تطرق إليه قائد الثورة في كلمته بقوله “صمود شعبنا، واعتماده على الله، ينبغي أن يتواصل لاقتطاف ثمرة النصر، بعد أن اتضح فشل الأعداء، وبعد أن أصبحوا في مأزقٍ كبير، فالتحالف لا حل له إلَّا بوقف العدوان، والحصار، وإنهاء الاحتلال”.
واستطرد “بعد الصبر لكل هذه السنوات الثمان، والتضحيات والمعاناة الكبيرة، التي كان نتيجتها: هي فشل الأعداء ويقينهم بالفشل، وانكشاف خسارتهم، يبقى أن نواصل صمودنا، وثباتنا، وقد رأينا نتيجته الإيجابية، والكبيرة، والمهمة، أمَّا الأعداء فسبيلهم للخروج من مأزقهم: هو أن يوقفوا عدوانهم، وحصارهم، وينهوا احتلالهم، لما قد احتلوه من بلدنا”.
وتابع “مع الفشل الواضح، الذي أصبح معترَفًا به، ومعروفًا في كل العالم، يسعى الأعداء إلى خيارات وتكتيكات أخرى، بالنسبة للمنفذين الإقليميين، الذي هو السعودي والإماراتي، فقد بات من الواضح، أن الذي جنوه من تنفيذهم لهذا العدوان: هو الخسائر الكبيرة، وأنهم ورطوا أنفسهم في مأزقٍ كبير، بدون ضرورةٍ ولا حاجةٍ ولا استفادةٍ من ذلك”.
وأكد قائد الثورة، أن نتيجة عدوان السعودية والإمارات هي الخسارة عليهم، أدخلوا أنفسهم في مشكلةٍ هم في غنىً عنها، لا حاجة لهم بها، إلا أن أمريكا تسعى بشكلٍ أساسي، ومعها بريطانيا وإسرائيل، في الدفع بالمنفذين الإقليميين إلى استمرار العدوان، كما كان الدور في البداية، في الدفع بهم إلى شن العدوان، الذي أُعِلن من أمريكا، وتتبناه أمريكا، وتشرف عليه.
ولفت إلى أن من مصلحة أمريكا اليوم، استمرار السعودية في العدوان، رغم أنها تشعر بالخسارة وليست بحاجةٍ للعدوان، لأن عاقبته عليها خطيرة، على أمنها، واقتصادها، واستقرارها، وعلى كل شيءٍ، إلا أن أمريكا لا مشكلة لديها، فيما سيكون لذلك من عواقب وتداعيات على عملائها، المهم عندها هو ما تجنيه من مصالح.
صمود وثبات
ثبات وصمود الشعب اليمني، أفشل رهانات العدوان ومخططاته في كسر إرادة اليمنيين وإخضاعهم للوصاية والهيمنة وقوى الاستكبار العالمي، كما أنه أفشل التحالف في تحقيق أهدافه من العدوان على مدى السنوات الماضية.
وأكد قائد الثورة بهذا الخصوص، أن محصلة صمود الشعب اليمني، هو فشل تحالف العدوان في تحقيق أهدافه والمتمثلة في احتلال كل اليمن، والسيطرة التامة عليه وألَّا يواجه أي مقاومة ولا جهاد، ولا أي شيء يعيقه عن تحقيق هدفه وأن يثبّت وضعه بشكلٍ تامٍ في ذلك، ليتفرغ لإنشاء القواعد العسكرية ونهب الثروة الوطنية، واستغلال خيرات اليمن.
وأشار إلى أن العمق الاستراتيجي لليمن، بقي منطَلقًا لتحرير بقية البلاد والمناطق المحتلة .. لافتاً إلى أن يوم الصمود، مناسبةٌ لإظهار صمود الشعب اليمني، وتماسكه، وثباته والتمسك بموقفه في التصدي للعدوان، وعدم الاستسلام.
وجدد التأكيد على أنه رغم القتل، والدمار، والحصار، والهجمة الإعلامية، ونشاط الطابور الخامس، من المنافقين، والمرجفين، والمثبطين، إلَّا أن الشعب اليمني صمم على التصدي للعدوان، وكان واضحًا في الرفد المستمر للجبهات، بقوافل الدعم والتحشيد، والنفير العام في أبرز المحطات، وأكبر المواجهات، وبالمظاهرات، والحضور في الساحات بشكلٍ كبيرٍ وواسع، وبالتصدي الحازم لإثارة الفتن من الداخل، كما في فتنة ديسمبر وغيرها.
أولوية الأولويات
يقول السيد عبدالملك الحوثي “إن موقف الشعب اليمني في الصمود في مواجهة العدوان الإجرامي الذي شنه تحالف العدوان الأمريكي السعودي على بلدنا هو الموقف الحق والواجب، بكل الاعتبارات الدينية، والوطنية، والإنسانية، والأخلاقية”.
وأكد أن ذلك الموقف ينطلق من المسؤولية الإيمانية، الدينية، الوطنية، الأخلاقية، الإنسانية، باعتباره الموقف الصحيح والحق والمشروع، الذي كان على الشعب اليمني أن يتبناه وتبناه.