بعد عام على إعلان الهدنة.. طريق السلام واضح ومحدد وصنعاء حاضرة لكل الخيارات
بعد عام على إعلان الهدنة.. طريق السلام واضح ومحدد وصنعاء حاضرة لكل الخيارات
الصمود/ تقارير
تأتي الذكرى السنوية الأولى للهدنة في اليمن، بالتزامن مع ذكرى مرور ثمانية أعوام من العدوان، ودخول العام التاسع من العدوان والحصار على اليمن في الوقت الذي لا يزال اليمنيون يعيشون أكبر وأسوأ كارثة إنسانية على مستوى العالم، وفي الوقت الذي لا تزال فيه دول العدوان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي مستمرة في التسويف والمماطلة والمراوغة والكذب والخداع والغطرسة في تنفيذ الاستحقاقات الإنسانية المشروعة كمدخل لإثبات حسن النوايا والبدء في حلحلة بقية الملفات.
كما يكشف استمرار التحركات التآمرية الأمريكية والبريطانية في جنوب البلد وشرقه وسواحله الغربية عن الوجه القبيح لواشنطن وتجسد دورها المحوري في مفاقمة الأزمة الإنسانية، ليس بعدوانها وحصارها وحسب بل ودعمها لسلطات المرتزقة الغارقة في الفساد، وهذا ينسف أي جهود لإحلال السلام في اليمن.
جدية دول العدوان حول السلام
ويؤكد رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، أكد أنه مع مرور عام على الهدنة وما تلاها من تهدئة نكون أمام فترة زمنية كافية لتظهر جدية دول العدوان حول السلام.
ولفت عبدالسلام في تغريدة على حسابه بتويتر اليوم الأحد، أنه “عوضا عن السلام وللأسف أبقت دول العدوان على حالة الحرب بالمماطلة واستمرار الحصار ورفض صرف المرتبات وغيرها من الخطوات اللازمة لإحلال أي سلام”.
أولوية كسر حالة الجمود
وتؤكد صنعاء أن رفع الحظر عن مطار صنعاء والسماح بتدفق السلع الغذائية والتجارية إلى ميناء الحديدة دون أية عوائق مع صرف رواتب كل الموظفين من عائدات البلد وثرواته، أولوية لكسر حالة الجمود ومقدمات لأي اتفاق وتسوية سياسية، يسبقه أيضاً خروج القوات الغازية من البلد.
التسويف والمماطلة سيد الموقف
ويرى محللون سياسيون أنه منذ اليوم الأول من إعلان الهدنة في اليمن والتي قيل عنها أنها هدنة إنسانية وانها ستعمل على التخفيف من معاناة الشعب اليمني إلا أن التسويف والمماطلة والمراوغة والكذب والمكر والخداع من قبل تحالف العدوان كانت ولا زالت هي سيدة الموقف، مشيرين إلى المبعوث الأممي يغرد خارج سرب الواقع، وتصريحاته ليست إلا نسخة من البيانات الأمريكية البريطانية، وهو بذلك إنما يفرض مزيدا من العراقيل أمام السلام.
وتابع المحللون إلى أن تحقق فرصة الوصول إلى السلام في اليمن ممكن، لكن لا تزال هناك مخاطر كبيرة، فالتصعيد العسكري والاقتصادي والخطابي في الأسابيع الأخيرة يذكرنا بهشاشة إنجازات الهدنة إن لم ترتكز على تقدم سياسي نحو حل سلمي للنزاع”، لافتين إلى أن صنعاء أكدت أكثر من مرة أن الأفعال لا الأقوال هي من ستؤكد أو تنفي حقيقة رغبة دول العدوان في إنهاء العدوان وإحلال السلام والخروج من اليمن، فمسارات العام التاسع واضحة ولن تجدي معها مسكنات خفض التصعيد أو تكتيكات التهدئة أو مناورات الهدنة.
المعركة القادمة حاسمة
وكان وزير الدفاع اللواء محمد ناصر العاطفي، خلال زيارته لجبهة الطينة في ميدي، جدد التحذير لتحالف العدوان من مغبة التمادي في قهر الشعب اليمني وزيادة معاناته، وسياسة المماطلة والتسويف لن تطوي صفحة الجرائم والانتهاكات المروعة ولن تفتح أخرى لتجاوز الاستحقاقات والتنصل من المسؤولية، على أن المعركة القادمة ستكون بإذن الله للحسم والتمكين.
مفاجئات وضربات كبيرة
فيما حذر المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، السبت خلال فعالية خاصة بدورة تأهيلية للعائدين من صفوف مرتزقة العدوان، بالقول: “لو ارتكب العدوان أي حماقة، سيكون هناك مفاجئات وضربات كبيرة سواء في السعودية أو الإمارات وسيكون تأثيرها على المنطقة بأكملها”.
ختاما
ومع مرور عام على انتهاء الهدنة، فإن احتمالات العودة إلى التصعيد لا تزال قائمة، نتيجة مماطلة دول تحالف العدوان في تنفيذ الاستحقاقات الشعبية الإنسانية، ولن تنجح رهانات تقطيع الوقت، فطريق السلام واضح ومحدد، إنهاء العدوان والحصار والاحتلال، وإعادة الإعمار وتعويض الأضرار وصولا إلى استكمال ملف الأسرى، ودول التحالف الإجرامي هي المعنية بتنفيذ هذه الالتزامات، ولا قبول في هروبها من تحمل التبعات وتقديم المرتزقة كبديل على الطاولة، مالم فعليهم تحمل التبعات المؤلمة وقادمون في العام التاسع بمفاجآت متعددة وعلى العدوان تدور الدوائر «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».