ندوة بصنعاء حول يوم القدس العالمي واستراتيجية محور المقاومة في ظل المتغيرات الدولية
الصمود|
وفي الندوة أشار وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات – رئيس المؤسسة الأكاديمية للمؤتمرات والبحوث حمدي الرازحي، إلى أن مشروع الشهيد القائد جعل القضية الفلسطينية قضية مصيرية للأمة وبدأ التأسيس لوعي مناهض لقوى الاستكبار والصهيونية العالمية.
وأكد أن الدول العربية كانت تتعامل مع القضية الفلسطينية ويوم القدس العالمي كوسيلة من وسائل الترويج السياسي تحت عناوين الشجب والإدانات والتهديدات الجوفاء التي لم تتحول إلى مواقف عملية لتحرير القدس الشريف وكامل الأراضي الفلسطينية.
وتطرق الرازحي إلى منهجيات التعامل مع اليهود ومؤامراتهم ضد الأمة الإسلامية والقضية الفلسطينية والتأكيد على أهمية الاعتزاز بالهوية الإيمانية الجامعة، والتوصيف الحقيقي لأعداء الأمة وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
كما أكد حرص الشهيد القائد على إنقاذ الأمة الإسلامية وانتشالها من واقع التيه والتبعية وتحريرها من قيود الانهزامية المفروضة عليها قسراً والتي أسهمت في تكبيل نفسها من خلال تأكيده على ضرورة العودة للثقافة القرآنية.
من جانبه أوضح رئيس مؤسسة كفل التنموية علي محمد بيضان، ومدير المشاريع بالمؤسسة ياسر أبو هميلة أن إحياء يوم القدس العالمي في آخر جمعة من رمضان يأتي بعد أن سادت روح الإحباط والانهزامية وانتشار الظلم والباطل لدى الشعوب والأنظمة العربية والإسلامية خاصة بعد نكبة 1948م ونكسة 1967م.
وأفادا بأن اتخاذ ذلك الموقف بمثابة إعلاناً لانتصار القدس الشريف والقضية الفلسطينية وتشكيل حالة الوعي والصمود لمحور المقاومة لرفض الظلم والطغيان والتبعية التي سادت الشعوب والأنظمة العربية وتوحيد الكلمة والموقف لمواجهة العدو الصهيوني المحتل.
ودعا بيضان وأبو هميلة، كافة المؤسسات الإعلامية والمنظمات المدنية والحكومية إلى الاضطلاع بواجبهم في إحياء يوم القدس العالمي بالفعاليات والمؤتمرات الهادفة استثارة الشعوب ضد الشيطان الأكبر أمريكا واسرائيل وجعل القضية هي المنطلق ومحور ارتكاز لكل الثورات ضد الظلم.
فيما استعرض المدير التنفيذي لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية عبد العزيز أبو طالب وأمين الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان محمد العابد، الأحداث والانتكاسات التي حصلت في القرن الماضي، ما شكل ذلك حالة إحباط وانكسار لشعوب المنطقة ما جعل الإمام الخميني يطلق في عام 1979م إعلاناً لإحياء يوم القدس العالمي وجعلها محطة سنوية لشحذ الهمم ورفع المعنويات وايقاد شعلة الحرية ومواجهة مشاريع الهيمنة والتقسيم في المنطقة.
وتطرقا إلى نماذج من الاستراتيجيات التي اعتمدت عليها دول محور المقاومة للخروج من التبعية والوصاية الخارجية واستطاعت فرض معادلة جديدة وإيجاد توازن الردع والمقاومة وتسجيل مواقف على مستوى العالم.
بدوره استعرض عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين العميد عابد الثور في ورقة بعنوان” القدس وأبعاد المؤامرة من وجهة نظر عربية في ظل التحديات الراهنة”، التحديات الراهنة ومخاطر توجه الصهيوني في المنطقة.
واعتبر يوم القدس العالمي رسالة للعالم والعدو الصهيوني بأن تهويد القدس عبارة عن حلم يهودي مهما مارس الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني شتى أصناف التخويف والترهيب.
وقُدمت في الندوة أوراق عمل وكلمات عبر تقنية البث المباشر “الزوم” من رئيس مركز الدراسات الفلسطينية الاستراتيجية الدكتور يوسف نصر الله، ورئيس الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين بلبنان الدكتور محسن صالح، ورئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق بلبنان عبد الحليم فضل الله، ورئيس مركز مسارات للدراسات الفلسفية والإنسانية بتونس فوزي علي العلوي، وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الشهيد الجيلاني بالجزائر الدكتور جمال تراكه ومن البحرين إبراهيم المدهون ومن العراق الدكتور محمود الهاشمي والخبير المتخصص في قضايا الشرق الأوسط الدكتور حسين عبدو، ومن الجزائر الدكتورة هناء سعادة.
وأكدت الأوراق والكلمات في مجملها أهمية إحياء يوم القدس العالمي لتذكير العالم بما حدث للفلسطينيين وأرضهم من جرائم مروعة في العصر الحديث وتوعية الشعوب بمخاطر العدوان الصهيوني على المقدسات وفي مقدمتها القدس الشريف.
وتناول المتحدثون، المؤامرات والمخططات اليهودية منذ أمد بعيد وسعيهم لإيجاد الكيان الصهيوني وزرع هذه الغدة السرطانية في خاصرة الأمة العربية والإسلامية .. معتبرين يوم القدس العالمي حدثًا سنويًّا دعا إليه الإمام الخميني لاستنهاض الأمة في مواجهة العدو الصهيوني وتوحدها في معركة تحرير فلسطين والقدس.
وتطرقت الأوراق خصائص ومكانة ودلالة الفهم الديني والتاريخي لأولى القبلتين وثالث الحرمين وقضية الأمة المركزية القضية الفلسطينية، ما يؤكد أنها هي الإطار الذي به ومن خلاله يجب أن تتشكل مساحة وعي الأمة المنشود، بكل تفاعلاتها المفاهيمية والسلوكية.
وثمن المشاركون موقف قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين من القضية الفلسطينية وجعلها حاضرة بقوة في خطاباته وتأكيده الدائم على جهوزية الشعب اليمني بمختلف مكوناته للمشاركة في أي معركة مصيرية مع العدو الصهيوني المؤقت ودعوته التعبوية الجهادية استعداداً لخوض المعركة الفاصلة ضد الكيان بمشاركة مع دول محور المقاومة.
حضر الندوة نخبة من الأكاديميين والمثقفين وممثلو المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني.